البارت التاسع ...
تضايقتُ قليلاً من كلام د. بن و حاولت أن أوضح له الأمور فقلت :" د. لا تأخذكَ أفكاركَ بعيداً ، فمن المستحيل أن أفكر بأشياء تافه كهذه او أتعثر بها مجدداً ، فلقد أيقنت و منذ الحادث بأن الجميع عبارة عن موج صادم اذا لم تصمد تجاه سيجرفك معه . و أدركت أيضا أنه لا وجود للحب في هذا العالم أبداً ، و ما هذه الكلمة الا رداء لكلمة الخداع . و لهذا أخذت عهداً على نفسي بأني لن أنجرف وراء نزواتي أبدا و سأبقى صامدة تجاه أي شيء يخالجني ."
قال د. بن :" آسف إذا أزعجتكِ مداخلتي هذه ، و لكن تمنيتُ حقاً لو تبدأي حياتكِ من جديد ، و تمحي هذا الحزن من عينيك."
حنيتُ رأسي بحزن و قلت :" لقد فاتُ الأوان على ذلك يا د. فقد ماتت كريستينا في اليوم الذي إنفجرت فيه السيارة ، فلم أعد كما كنتُ بل تغيرتُ كثيراً ، و ما حديثي عن مارك إلا إنبهاراً بشخصيته لا أكثر . "
ثم نهضتُ و أردفتُ بأسى :" تصبح على خير أبي ."
قال بغصة :" تصبح على خير بني ."حل الصباح و إستيقظتُ بنشاط و حماس كبيرين ، فاليوم سيبدأ العد التنازلي لحياة بيتر و الانتقام منه .
نهضتُ من سريري و أخذتُ شاور سريع و أرتديتُ هذا .... 👇🏻
بعدها نزلتُ لأتناول الافطار مع د. بن . و بعد ذلك ودعته ذهبتُ للمركز .
حين وصلتُ للمركز لاحظتهم منهمكين في أعمالهم ، فألقيتُ التحية عليهم و ردوا عليّ بترحيب جميل .
جلستُ في المكتب الذي خصصوه لي البارحة . لكن أحد الموظفين قال :" جيمي ، هذا لم يعد مكتبك بعد الآن ، فلا يسمح لك بالجلوس بيننا."أستغربتُ قائلا :"و لكن لماذا؟أين سأذهب إذن؟"
قال :" لا أعلم صدقني ، فهذا ما أمر به سيد مارك . و أخبرني أيضا بأن تذهب لمكتبه فور وصولك ."
لم أفهم شيئاً على الإطلاق . و لكن إنتابني الغضب قليلاً ، فلما لا يَسمحُ لي بأن أعمل مع الموظفين و أندمج معهم . كيف سأتعلم اذن إن ابتعدتُ عنهم ؟حسناً لأذهب و أعرف السبب منه.
ذهبتُ إلى مكتبه بعد أن طرقتُ الباب و دخلتْ ، نظر الي و قال بحزم :" لما تأخرت ؟"
فاجئني بتصرفه و أسلوب كلامه ، ثم نظرتُ إلى ساعتي و قلت :" و لكن لم أتأخر سوى عشر دقائق . و كل هذا بسبب زحمة السير ."
نهض و إقترب مني ثم عقد حاجبيه و قال :" أتعلم كم جريمة تحصل في العشر دقائق هذه ؟ أتعلم كم عمل يتم في العشر دقائق هذه؟ أتعلم أهمية العشر دقائق هذه و خصوصاً في أول يوم عمل لكَ ؟"
قلت :" آسف مارك . لن يتكرر الأمر مرة أخرى ."
أدار ظهره لي و قال آمراً بحزم :" هيا أذهب الى عملك . "
قلتُ بأستغراب :" و لكن أين سأذهب ؟ ليسلدي مكتباً و لا أعمالاً موكلةً لي للقيام بها ؟"
نظر الي و قال :" و هل ظننتَ بأنه سيكون لديك مكتب خاص بك كباقي الموظفين ؟"
قلت بتساؤل ممزوج بغضب تحكمتُ به بصعوبة :" على حسب إعتقادي فأنا موظفٌ هنا أيضا ؟"
قال :" لا ، ليس بعد . فأنت ما زلتَ متدرباً و تحت المراقبة . سيحتمُ عليك العمل في كل مكان و تنفذ كل ما يُطلب منكَ بدون تذمر أو تردد ، لذا خذ هذا الملف و رتب القضايا المدرجة فيه حسب الترتيب الزمني لوقت حدوثها ، و أريده على مكتبي في غضون ساعة لا أكثر. "
نظرت بتفاجئ للملف الذي يحمل في جعبته أكثر من ١٠٠ قضية قلت :" و لكن ..."
قال مقاطعاً إياي :" اشش ، لا تتحجج إذهب و انهي عملك ."
ثم نظر إلى ساعته و قال :" لقد ضيعتَ دقيقتين من وقتك ."
كنت متفاجئة حقاً ، و لكن ماذا يحدث؟ أوليس هذا نفسه مارك ؟ الم يكن لطيفاً و ودوداً معي البارحة ؟ ما الذي غيره هكذا ؟
ثم قلتُ في نفسي بحزم و تحدي :" حسناً يا مارك ، سترى ماذا سيفعله هذا المتدرب
أنت تقرأ
الحب سيأتي يوماً
Romanceبعد أن فقدت عائلتها بسببه اخذت عاتقا على نفسها بأنها ستنتقم منه شر انتقام بعد أن تحبس الحب في قلبها و ترمي به في جوف البحر ظننا منها انه لا وجود للحب ابدا .... تتنكر على هيئة رجل و تنفذ خطة الإنتقام بطريقة احترافية و رائعة... لكن تعترضها أمور لم تكن...