Ch 24

252 12 0
                                    

البارت الرابع و العشرون 2️⃣4️⃣

كريستينا 👇🏻
كنت أجول في المدينة و كأني اسير في نفق مظلم لا نهاية له .. فرغم الجمال الذي يحيط بي الا أنه لم يسحر ناظري ، فقد شحب لون الحياة بعد فراق عائلتي و د. بن و مارك الذي انظم اليهم أيضاً . فها هي الذكريات الشجية بدأت تترائا امامي كلها دفعة واحدة و لست قادرة على أبعادها عني ..
ثم فجأة تذكرت المهمة التي تنتظرني و التي وكلني ايها بيتر فأنتابني الخوف و شعرت بالضيق و لم أعرف ماذا سأفعل ؟
شعرتُ و كأن كل شيء اصبح ضدي و كأني تركتُ وحيدة في حلبة نزال مع حيوان مفترس جائع لم يأكل منذ أمد طويل و ليس هناك غيري ليلتهمه و يشبع جوعه ...
لم اكن اعلم الى اين أذهب ، لم ادرك الا و بي اقف امام البحر الهائج و هو يلقف أمواجه بعيداً بقوة و يضربها بالصخور و كأن به يرمي بأحزان الاشخاص التي ملئته ، فهم كلما شعروا بالحزن او الهم أتوا و القوا ما يخالجهم في جوفه و هرعوا إلى ديارهم انسين .
جلست على حافة الشاطئ و اخذت قبضة من
رماله اتأملها ، كنت اغبط هذه الرمال لأنها

متماسكة و متراصة مع بعضها على غرار روحي التي أشعر و كأنها قطع متناثرة و محطمة و لا أعرف كيف أعيد ترتيبها .
نظرت من حولي بحزن لكنني لم أجد أحداً جواري ، شعرت و كأني وحيدة في هذا العالم لا أحد لي . ثم شعرتُ ببرودة أمواج البحر و هي ترطم قدمي بهدوء و روية و كأن به يخبرني انه بجواري و انه ما زال هنا و سيبقى ملجأ أحزاني و أنيس وحدتي . ثم رفعت ببصري للسماء و شكرت الله على كل شيء .
كنت أشعر و كأني كالغريق الذي يصرخ بأعلى صوته طالبا النجدة لكن لا يسمعه أحد ، سوى يده التي تلوح في الأفق و لا يراها إلا الله.
لم تهرع إلي سوى دموعي المتتالية كقطرات المطر الغزيرة ، لكن الفرق بينهما كبير جدااا فالأولى تزيد جراحي و جفاف روحي و الثانية تحيي الأرض الميتة و تعيد لها الحياة...
بقيت جالسةً قرب البحر لقرابة الساعة 9:30 مساءاً و لم أشعر بالوقت الذي قضيته بجواره . كان مستمعاً جيداً ، و اقسم لولا عظيم حجمه لأمتلئ و انفجر من كم الحزن و الشكوى التي القيتها في قعره .
نهضتُ بيأس ثم أخرجت هاتفي لأتفقده ظنناً
مني إن أحداً قلق علي . لكن لا ،لم يتصل أحد.

شعرتُ بخيبة أمل كبيرة و حزن شديد وقتها و تمنيت لو إنه ارسل رسالة واحدة يقول بها:" هل أنتِ بخير ؟" لكانت كفيلة بأن تغمرني بالسعادة و تشعرني بأني لست وحيدة .
فجأة أتت موجة برد قارصة غزت اوصالي و انزلت دموعي ، أشعرتني بضعفي و قلة حيلتي و غربتي ، فأنا لم أستطع أن أواجه هذه الموجه الصغيرة كيف بي سأواجه العالم غداً و انا بمفردي ؟
أغلقتُ سترتي بأحكام على جسدي النحيل و وغرست يدّي في أكمامها علّي أشعر بالدفء ثم عدتُ إلى الفندق بخطى ثكلى ..
وصلتُ لغرفتي و مددتُ يدي لأخرج المفتاح لكني لم أجده حينها تذكرت اني قد نسيته في الداخل . طرقت الباب عله يفتح الباب . لكن لا إستجابة .
نزلت إلى الريسبشن لأخذ المفتاح الاحتياطي لكنه فاجئني بجوابه حين قال :" السيد مارك قد اخذ المفتاح و هو في غرفته الآن ؟ "
عدت ادراجي و انا مستغربة و لكن لما لم يفتح الباب؟ طرقته من جديد و بقوة هذه المرة. لكنه لم يفتح أيضاً . لا أخفي عليكم انتابني القلق قليلاً ظناً مني انه قد أصابه مكروه ما . فقررت
الاتصال به لكنه لم يرد على اتصالي كذلك .

الحب سيأتي يوماًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن