Ch 5

410 15 4
                                    

البارت الخامس( 5)

ما أن اكمل الحلاقة ، بدوتُ وسيماً جداً حتى د. بن أنبهر بذلك و همس لي بأن مظهري قد تغير جذرياً و بدتْ ملامحي كرجل حقيقي ، لذا من المستحيل أن يشك أحداً بأني أنثى أبداً.
شعرت بالسرور و الاطمئنان في نفس الوقت و زرعت كلماته ثقة كبيرة في داخلي .
ما أن خرجنا ذهبنا إلى كافيتريا قريبة من موقع صالون الحلاقة لنشرب شيئاً ساخناً فالجو صقيع جدا .
و بينما نحن جالسان أخذ د. بن يجري اتصالاً مع صديقه المحقق . في هذه اللحظات لاحظت شيئا غريباً جداً كانت الفتيات ينظرن إلي و يتهامسن فيما بينهن ، شعرت بالتوتر لذلك و خلتُ أنه قد كشف أمري و بأنهن قد لاحظن بأني فتاة .
لاحظ دكتور د. بن قلقي همس قائلاً :" لا تقلق ما نظراتهن هذه إلا إعجاباً بك . "
تفاجئت و قلت :" حقا ؟ و كيف عرفتَ ذلك ؟"
قال و هو يضحك :" أنه لأمر سهل جداً ، فالرجل يستطيع أن يميز نظرة الفتاة و يترجم مغزاها. لهذا لم تستطيعي أن تميزي مغزى نظراتهن لكونكِ فتاة و لستِ رجل . "

أبتسمتُ و قلت :" إذن يجب أن أتدرب على ذلك من الآن فصاعداً . لكي لا أقع في المشاكل مستقبلاً . "
قال :" المسألة لا تحتاج تدريباً أبداً ، لأنه أمرٌ جيني لا أكثر ."
إبتسمت لذلك .
ثم فجأة تلقى د. بن إتصالاً تهلل وجهه فرحاً له و قال و هو ينهي المكالمة :" حسناً اشكركَ كثيراً يا صديقي . لا تقلق سنكون هناك في الوقت المحدد. "
إنتابني السرور لملامح د. بن المسؤولة و شعرت ببعض الاطمئنان ، ليردف قائلا بحماس :" حتى الآن نستطيع القول إنكِ ستحصلين على الوظيفة فعلى ما يبدو إن صديقي المحقق قد بدأ شبه مقتنع بمسألة إنضمامكِ لفريقه و العمل معهم لذا طلبَ أن نلتقي غداً ، ليجري معكِ مقابلة خاصة و يتحدث حول تخصصك و خبرتكِ ."
فرحتُ كثيرا لسماع هذه الأخبار و لكن سرعان ما زالتْ فرحتني حين تذكرتُ شيئا فقلت بقلق :" و لكن د. كيف ؟ ماذا بشأن معلوماتي الشخصية ، فكافة الأوراق و المستمسكات ليست بحوزتي و كذلك كيف سأثبت إني جيمي و ...."

قاطع حديثي مبتسماً ، فقال :" لا تقلقي أتركي الأمر لي . سأتدبر ذلك ، أعتبري الأمر قد تم . فأنا فكرت بذلك مسبقاً و خططتُ لكل شي لذا لا تشغلي ذهنكِ ابداً . "
شعرت بالارتياح لكلامه فأنا أثق به كثيراً و أعلم أنه يفعل المستحيل لكي يحقق هدفي.

عدنا إلى المنزل و تناولنا طعام العشاء و ذهب كل واحد منا إلى غرفته.
كنتُ أقف عند شرفة عرفتي و أخذت تتأمل منظر القمر الذي لاح بشموخ في كبد السماء ، فرغم طغيانها و شدة سوادها ، إلا أنه يتوسطها مشرقاً ، شكيماً لا يهمه ما يحيط به من ظلمة بل يهمه مقدا ما يشعه من نور .
فألهمني بأن أكون مثله تماماً ، رغم إني في ظروف مغايرة لظروفي السابقة كلياً ، إلا إني سأحارب و سأقدم كل ما لدي لأشرق ، و أسمو عالياً فلن أسمح لأي شي أو أي شخص كائناً من كان أن يدثرني و يدحض أهدافي .
أخذتُ شاوراً سريعاً و سرعان ما سرقني النوم من واقعي ، فهرعتُ حزينتاً إلى أحلامي التي من خلالها التقي بعائلتي .

الحب سيأتي يوماًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن