Ch 17

291 14 0
                                    


البارت السابع عشر

عندما سقطت تلك الورقة المخبئة بعناية بين طرف السرير و المكتب أدركت ما أن فتحتها انها رسالة مدون فيها:"
عزيزتي كريستينا، ابنتي الحبيبة....
أكتبُ لكِ هذه الرسالة و أنا مدركٌ تماماً أنكِ ستعثرين عليها و لكن وقتها سأكون راقداً تحت الثرى . لا تستغربي علمي بالذي سيحدث معي فأنا كنتُ مدركاً إن نهايتي ستكون قريبة و ذلك لتهديدات بيتر الأخيرة و التي كثرت خصوصاً بعد أن علم من أحد الموجودين بالمشفى انهم رأوكِ معي آخر مرة ، فزاد شكه أكثر بأنكِ معي . و بعد التهديد الذي تعرضت له في المشفى أتى لمنزلي و بحث عنكِ أيضا . لكنني و في كل مرة كنتُ انكر معرفتي بكِ فقط لحمايتكِ و التي كنتُ واثق معها بأني سأظفر بذلك و لو بحياتي . فأنا لطالما اعتبرتكِ كأبنتي التي انجبتها الايام لي . أوصيكِ أن لا تنهاري من بعدي و كوني قوية و شدي ازرك و حاربي ضعفكِ و حزنكِ قبل كل شيء. لا تخذلي نفسكِ بأنقاضكِ الوعد الذي قطعتهِ لها و خذي بثأرك من بيتر و ابعثي بالسلام و الراحة لأرواح أفراد عائلتك و لروحي التي ستلحقهم .
انا واثق إنكِ و بعد قرائتكِ لهذه الرسالة

ستغضبين مني لأني لم اخبركِ شيئا عما كان يجري معي بسبب بيتر ، و لا اطلب منكِ الان سوى العفو عني فلم يكن باليد حيلة و لم أستطع أن احملكِ هموماً فوق التي لديكِ .. تذكري دائماً بأني أحبكِ كثيراً يبنتي و سأضل كذلك و لا اتمنى لكِ سوى الحياة الرغيدة و التي ستعوضكِ عن كل ما ممرتِ به من صعوبات و أحزان ، و سأضل ادعو الله ان يرسل لكِ الشخص الذي سيحميكِ و يسندكِ و يحبكِ بصدق و يبدد كل الامكِ . آسفٌ للدموع التي ستذرفينها من بعدي و آسف لخذلي اياكِ و أخلافي لودعي لكِ بأن ابقى معكِ للأبد.
و بدل أن تذرفي هذه الدموع استغلي الوقت بالتعجيل من القضاء على ذلك الحقير بيتر .
وصيتي الأخيرة لكِ هي أن تتركي هذا المنزل و تجدي منزلاً آخر تسكنين فيه ، فأنا متأكد من أن بيتر سيعود مرة أخرى إلى هنا للبحث عنك لذا عجلي بالانتقال من هنا ...
وداعا يبنتي .... أحبكِ كثيراً د. بن "
صدمتُ و أنا أقرأ ما في هذه الرسالة ، و لكن كيف حدث ذلك و متى ؟ لما لم يخبرني شيئا عن بيتر و عن تهديداته له ؟
اقسم لو كنت أعلم بذلك لتخليتُ عن كل شيء
و هربتُ معه إلى مدينة أخرى لأحميه من هذا

المجرم . لقد بتُ متأكدة الآن اني السبب الأساسي وراء موتكَ يا د.
انهرتُ على الارض باكية و أنا أعاتب د. بن :" لماذا يا د. ؟ لماذا فعلت ذلك ....؟ آه يا أبي ... "
و بينما أنا على حالتي المزرية تلك دخل مارك فجأة و هرعَ جالساً بجواري يحضنني و يمسح على ظهري مهدئاً إياي :" توقف عن ذلك يا جيمي . إلى متى ستبقى تنحب فقدانه ؟ انت تعذب نفسك لا اكثر . توقف عن ذلك ارجوك ."
خبأتُ الرسالة بسرعة كم ان يراها مارك و يعلم ما بما تحويه من أسرار لا يجدر به معرفتها.
قال مارك بعد أن ساعدني على النهوض :" هيا أنهض جيمي و غير ملابسك بسرعة . دعنا نغادر من هنا . فأن بقيتَ أكثر ستزداد حالتكَ سوءاً ." نهضتُ بهموم مثقلة و غيرت ملابسي بعد أن أخذتُ دوشاً سريعاً . ارتديت هذا 👇🏻

الحب سيأتي يوماًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن