Ch 10

357 15 4
                                    

البارت العاشر

طوال تلك الفترة كان مارك يحاول أن يعلل سبب تصرفاته الفضّة و القاسية تجاه جيمي و في كل مرة تراه يُصدم بنفس الجواب الذي يخشى الإعتراف به في داخله .
فهو يشعر بمشاعر غريبة و غير معتادٌ عليها تجاه هذا الفتى جيمي ، ففي كل مرة يراه بها تراوده أحاسيس ليس من الصائب أن يشعر بها تجاهه ، فهذا الشيء من المستحيل أن يحدث و خصوصاً مع مارك . فكيف له أن ينجذب لرجل .
أيعقل ذلك ؟
و لكن هناك شيء غريب في جيمي يجذبه نحوه و بشده و يثيره كثيراً لكنه لا يعرف لما و كيف ؟
فمارك لا ينفك يفكير بجيمي دائماً و يشعر به في كل مكان من حوله . و هذا الأمر سيبعثه للجنون ، تجذبه فيه ضحكته ، مزحه، لطفه ، غضبه ، جديته في العمل و التزامه به ، حالات الحزن التي تنتابه أحيانا عندما يكون وحيداً ، فكل شيء حول هذا الفتى غامض بالنسبة لمارك و يشعر و كأن هناك لغزاً غامضاً يدور
حوله . و الأهم من ذلك هو سبب تلك المشاعر التي يشعر بها تجاهه .

ماذا سيقول عنه الآخرون ان علموا بالأمر و سمعوا به ؟ كيف ستكون ردة فعل والده ان علم بأن إبنه الوحيد معجبٌ بفتى ؟
كان الأمر يعذبه بشدة فهو و منذ أشهر لم يحضى بنوم هانئ او وجبة طعام هنية فلا ينفك بالتفكير بالأمر و بالطريقة التي ستخلصه مما هو فيه . فلهذا السبب تراه يتصرف هكذا من جيمي فقط لكي يضجر من الأمر و يقرر ترك العمل و يغادر للأبد ، و يختفي من أمام ناظريه لعله ينساه و ينسى كل مشاعره تجاهه و يعود لحياته الطبيعية التي تشوشت و اختل كل شي فيها منذ دخول جيمي إليها.
إنقضى أكثر من شهرين و لم يتغير شيء ، فمارك قد يأس من محاولاته العقمية لجعل جيمي يغادر المركز ، و من إقناع نفسه بترك الأمر و التخلي عن هذه المشاعر .
لذا قرر أن يستسلم و يحاول أن يسيطر على نفسه و يكبح مشاعره بدل أن يعذب الفتى لسبب هو لا ذنب له به .
في أحد الايام قال لجيمي أمراً إياه أن يتبعه لمكتبه .
بعد أن طلب منه مارك أن يجلس ، جلس بجواره ثم أحنى رأسه و قال بعد صمت قصير

:" أسمع جيمي ، أنا آسف على كل شيء ، إعذر تصرفاتي الفظة و تعاملي القاسي معك . لا أعلم لماذا تصرفتُ هكذا و لكني كنتُ أظن بأن هذه الطريقة ستنفعكَ كمحقق و ستزيدك خبرتكَ أيضا ، فبهذا ستتمكن من مواجه مشاكل الحياة و مطبات العمل . "
كريستينا 👇🏻
تفاجئتُ من كلامه ، فأردفت قائلة" و لكن ألا تظن بأنك بالغتَ بذلك ؟"
نظرَ الي و قال :" نعم أشهدُ إني بالغت بالأمر . ثم ثم قرب إبهامه من سبابته و اكمل:"
قليلاً 🤏🏻."
قلت بأندهاش و أنا اكرر حركة أصابعه :" قليلاً 🤏🏻 !! ."
قال بعد ان ابتسم و وضع مسافة أكبر بين اصبعيه :" أكثر من القليل قليلاً ."
ثم وضع يده على كتفي فسرت حرارة بجسدي لا أعرف من أين أتت ليكمل قائلاً :" و الآن إنس الأمر و إصفح عني أرجوك . و لننسى الماضي و نصبح أصدقاء من جديد ، ما رأيك؟"
قلتُ بتوتر بعد أن حاولت أن أتجاهل شعوري :" نحن أصدقاء منذ البداية يا مارك ، فأنا لم أنس ذلك إطلاقاً . "

الحب سيأتي يوماًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن