البارت السابع
ابتسمت له بقلق و قلت :" ما الأمر سيدي ؟ "
قال بإعجاب :" أحسنت. "
قلت مستغرباً :" شكراً سيدي، و لكن على ماذا ؟"
قال :" المحقق الماهر و الفطن ، و المحامي البارع لا يوقع شيئاً إذا لم يتأكد من محتواه كلياً . حتى و إن كان الشخص الذي امامه محلاً للثقة و الأمانة. فبتصرفكَ هذا أثرتَ إعجابي بكَ كثيراً .
شعرتُ بالسرور لذلك ، لأني تمكنتُ من كسب ثقته و مودته منذ البداية فقلت :" كلامكُ شهادتاً أعتز بها كثيراً سيدي ."
بعد ذلك أمر السيد توريس الجميع بأن يجتمعون لعقد إجتماعاً طارئاً و سريعاً فلديه ما يخبرهم به .
و بينما يجتمع الكل ، قررتُ الخروج قليلاً إلى الحديقة الموجودة في المركز و أنا مستغربة كلياً ، فلأول مرة أرى مركز شرطة يشع بالحياة و الحرية رغم إنه يحمل في طيات جدرانه غرفاً لقتل الحرية .
شعرتُ بالارتياح قليلاً و زال توتري ما ان شممتُ رائحة الأزهار النقية و الجميلة.
كنتُ أتأمل العناية الفائقة التي أوليتْ لهذهالحديقة بإنبهار ، عندها رأيتُ رجلاً بملابس عادية جداً يروي الأزهار و يدندن بأغنية أعرفها جيداً هي أغنيتي المفضلة ( My baby you ) لمطربي المفضل (مارك أنتوني) فأرتسمت على شفتي إبتسامة خفيفة لذلك ، و شعرتُ بالسرور أيضا كون أنه و لا يزال هناك من يهتم بالأزهار و يعطيهن أملاً للعيش بدل أن يسلبهن الحياة.
أخذني شغفي و حبي للزهور بأن أسرح بتفكيري قليلاً .
و لكن فجأة أتى شخص من بعيد ينادي بصوت عال بأسم مارك ، فألتفتْ بسرعة الذي كان يسقي الأزهار ليعرف من المنادي ؟ و من دون أن ينتبه لوجودي خلفه تماماً ، صوب مرشة الماء نحوي فأبتللت بالكامل .
فزعتُ و صدمتُ في نفس الوقت لينتابني الغضب الشديد فقلت بصوتٍ لا يخلو من العصبية و الغضب :" ماذا دهاكَ أيها البستاني؟ هل انت أعمى أم ماذا ؟"
ظل البستاني يحدق بي بذهول تام ليردف اخيرا بجملة :" انا... انا اسف ولكن .. "
قاطعته بغضب :" أجبني بماذا سينفعني أسفك هذا ها ؟ أنظر .. " و أنا أشير الى ملابسي المبتلة :" أنظر لقد ابتلت ملابسي بالكامل . "ثم زفرتُ بيأس و عصبية :" آه يا اللهي، ماذا سأفعل الآن؟ "
لا أعلم لما غضبتُ بهذه الشدة كان الممكن أن اتغاضى عن الأمر و أقبل إعتذاره فالأمر برمته حادث غير متعمد .
لكن تحديقه المستمر بي أغاضني بشدة فقلت :" لما تحدق بي هكذا ، هل تستهزئ بي ؟"
تقدم نحوي بخطوات واثقة فقال :" أنا آسف حقاً ، لم أقصد ذلك صدقني ، أنه مجرد حادث ."
ثم قطع حديثنا رجل آخر قال مشيراً ناحيتي :" سيد جيمي السيد توريس ينتظر مجيئكَ . "
لأغادر و تاركتاً ذلك البستاني ورائي من دون أن أقول له شيئاً .
طرقتُ الباب و دخلتُ إلى مكتب السيد توريس و انا أشعر بالإحراج الشديد من الموقف الذي وقعتُ فيه ، و كذلك من ملابسي المبتلة بالكامل .
كان مثبتاً نظره على الأوراق التي بيده و يتحدث :" هيا بنا جيمي ، الاجتماع على وشك أن يبدأ. "
و ما أن رفع بصره ناحيتي ليتفاجئ و يضحك بقوة لمنظري فقال :" و لكن ماذا حدث معكَ ؟"
أنت تقرأ
الحب سيأتي يوماً
Romanceبعد أن فقدت عائلتها بسببه اخذت عاتقا على نفسها بأنها ستنتقم منه شر انتقام بعد أن تحبس الحب في قلبها و ترمي به في جوف البحر ظننا منها انه لا وجود للحب ابدا .... تتنكر على هيئة رجل و تنفذ خطة الإنتقام بطريقة احترافية و رائعة... لكن تعترضها أمور لم تكن...