الفراق .. حزن كلهيب الشمس يبخّر الذكريات من القلب ليسمو بها إلى عليائها فتجيبه العيون بنثر مائها .. لتطفئ لهيب الذكريات
كانت تجلس في غرفتها كحالها كل ليله، مغلقه الانوار تبكي على حالها فجميله اشتاقت لرؤيته ولكنها لا تجرؤ على قول ذلك فكبريائها يمعنها، حرب تحدث كل يوم بين قلبها وعقلها الرافض لهذا الحب معتبره ضعف وقلبها الذي أشتاق لرؤيه حبيبه ويحثها على لقاءه لم تتحمل ذلك الصراع لتنهار على الأرض باكيه بكل قوتها.. ضمة أقدمها الي صدرها ظلت تبكي حتى جافها النوم
..........
في قصر كنان
كان يجلس أمام المدفأه فبالرغم من عدم حاجته لها الا انه يقارن بين نيران قلبه المشتعله ونيرانها، هبطت تلك الدمعه على وجهه ليمسحها سريعا وظل كما هو يتذكر ذكرها فهي لا تغيب عن باله
دلف مازن في تللك اللحظه ونظر الي حال صديقه فهي المره الأول التي يجده فيها هكذا، تحرك حتى اقترب منه وجلس بجواره لم يعرف بما يتحدث بل لم تسعفه الكلمات التي راحت تهرب من فمه
ليتحدث كنان :مالك؟ المفروض تبقا فرحان بكره فرحك
مازن :كنت دايما متخيل ان اليوم دا هيبقى اسعد ايام حياتي وعمري ماتوقعت ان هبقي زعلان كدا
كنان بسخريه :زعلان... ليه؟!
مازن بحزن :زعلان على حالك يا صحبي
تحرك كنان حتى وصل إلى البار ليملئ كأسه بعض الماء ليتحدث :وماله حالي
مازن :مش دا كنان اللي انا اتعودت عليه عمري ما شفتك بالضعف دا.. انساها يا كنان انساها
تحرك كنان حتى وصل امامه ليتحدث وعيناه قد تحولت إلى كتله من اللهيب :انساها صح؟ انساها ازي؟ قلي انساها ازي؟.. وانا كل ما اقفل عيني اشفها... كل اما نام احلم بيها... كل حركه حد يعملها بحسها جنبي وبتقلي دا غلط ودا صح.. انا.. انا عمري ما كنت اتخيل اني اوصل الحاله دي كنت دايما بكره الجواز... بس مش عارف هي عملتلي ايه! ... انسانه اعرفها من شهرين وتخليني بالضعف دا .. بس المشكله يا مازن اني حاسس اني اعرفها من زمان... من زمان اوي
لم يشعر كنان بنفسه سوي وهو يلقى بالكأس وبدأ ينوح كالطفل الصغير الذي فقد امه.. ضمه مازن اليه اخذ كنان يبكي بقوه على حبه الضائع.. ومازن يمسح دموعه التي تبكي حزنا على صديقه
بعد فتره
شعر مازن بأنه نام بين يديه ليقوم بمساعدته حتى اوصله الي غرفته وطبع قبله حانيه على جبينه...ونظر اليه نظر اخيره ورحل
...........
أسفل مبنى شقه الفتيات
كانت تقف سلمي وهي تحاول أن تجد حلا لصديقتها ليقطع تفكيرها صوت سياره مازن تحرك اليه وقبل ان تدخل الي السياره نظرت الي غرفه صديقتها نظره اخيره لتمسح تلك الدمعه التي هبطت من عينيها ودلفت الي السياره
انطلق مازن بالسياره وكان الصمت هو عنوان تلك الرحله حتى قطعته سلمي بسؤالها :كنان عامل ايه؟
مازن :نفس حال صحبتك
هزت سلمي رأسها بتفهم
لتتسأل :صليت يا مازن
اومأ مازن راسه بمعنى نعم
بعد فتره، وصلوا الي وجهتهم لتهبط سلمي فوجدت امامها يخت في غايه الروعه مد لها مازن يده لتقبض على يده بقوه وكأنها تخشي ضياعه فهي ترا أمامها قصه عشق أوشك على الانتهاء فلا ترغب في ان تكون قصتها كذلك... ساعدها مازن على الصعود الي اليخت ومن ثم صعد بها إلى الطابق الثاني لتجد مائده معده لشخصين في غايه الجمال وكذلك ارضيه اليخت المليئه بالورود التي تعشقها كثيرا
جلست في المقعد المخصص لها
ليتحدث مازن بعد فتره :ولدتي كانت ماما مريم دايما تحكيلي قد ايه هي بتحب البحر.. وكان نفسها اوي يكون عندها يخت تروح فيه هي وزوجها وولدها رحلات للعالم كله.. فقررت ان اعمل اليخت دا... وكمان قررت أن أول واحده تدخله هي اول واحده احبها بجد... اليخت دا يا سلمى مفيش حد دخله قبلك ولا حد هيدخله بعدك... لاني عمري ما حبيت قبلك ولا هحب بعدك
لمعت عيني سلمي بالدموع على حبيبها العاشق، فحمدت الله في سرها على هذا الحب الذي لم تتوقعه يوما ما
في تلك اللحظه اخرج مازن من جيبه عقد.. كان غايه في الروعه والجمال ليقدمه الي سلمي قائلا :ماما مريم كانت دايما بتقلي انا وكنان ان يوم فرحنا هتقدم عقد لزوجتنا بس للاسف ماتت قبل ما تعمل كدا
سلمي بتسأل :ماما مريم دي اللي هي مامت كنان صح؟
اومأ مازن راسه بمعنى نعم
لتتحدث سلمي بجديه مصطنعه :معلش يا مازن عايزه أسألك سؤال؟ ... هو انت كل حد في حياتك ميت.. مفيش حد عايش كدا خالص.. الا انا بدأت اخاف منك الصراحه
ضحك مازن على ما قالت ليتحدث من بين ضحكاته :انت عارفه ان كان صحابي زمان بيقولي عليا فقري عشان كدا.. وكان كنان دايما يضربهم.. عشان كدا قطعنا علقتنا مع نص صحابنا
ليكمل :وعموما يا ستي لا عندي روجينا وكنان اللي محتاجين نشوفله حل مع صحبتك
سلمي :متفكرنيش دانا رجعت البيت دخلتها الاوضه لقتها قاعده على الأرض بتعيط قربت منها لقتها نايمه وبتعيط
مازن :كنان حالته مش احسن منها بردوا
سلمي :طب هنعمل ايه
مازن :معنديش غير محاوله اخيره بقا هعملها في الفرح وربنا يستر... ليكمل :يخريبت ام دماغهم هما الاتنين.. الاتنين اعند من بعض
سلمي بتأكيد :عندك حق
لتكمل :بس مقلتليش ليه كنان اللي كان بيضرب العيال.. انت مكنتش تضربهم ليه
مازن :عيال ايه.... اه قصدك صحابنا.. اصل انا يا ستي كنت بحب الاكل زمان أوي.. فكنت تخين شويه... لا مش شويه جامد... وعلى قد ما كنت تخين كنت خايب اوي.. اللي يجي يكلمني اعيط.. بس كنان كان طول عمره بيهتم بجسمه واكله وشكله.. فكان هو اقوي.. وبعدين كنان شخصيه بردوا
سلمي بتعحيب :غريبه مع ان اللي يشوفك يقول ان طول عمرك رياضي
مازن :مهو جدتي وكنان بقا معجبهمش حالي.. جم امروا الخدم انهم يرموا كل الاكل اللي مش صحي... وعمل كنان اوضه للرياضه... وكان كل يوم الصبح يصحيني.. مره اهرب مره يخدني بالعافيه لحد اما بقيت انا اللي اصحيه.. وبما ان مفيش اكل في البيت غير الصحي فكنت مجبور اني اكل
ضحكت سلمي على حاله وهي تتخيله في صغره
وقضوا تلك الليله في التحدث عن أمور شتى وبخاصه أمور الدين فمازن قرر الالتزام بها
......
يوم زفاف سلمي ومازن
في تلك القاعه التي كانت مزينه في غايه الروعه والجمال فقد اشرف كنان بنفسه على تجهيزها
كانت الحفله تشبه حفلات الأمراء، وكان الجميع في غايه الجمال وخاصه كنان الذي لفت نظر الجميع كان هو شاهد على عقد القران وبعد انتهاءه همس لمازن في اذنه ببعض الكلمات ليتحرك الي خارج القاعه لتتلاقي عينيه مع عيني معشوقته التي كانت سببا من أسباب المه وهي الأخرى قد اشتاقه لرؤيته فكل منهما يعتقد ان الاخر غير مهتم للقائه ظلت العيون هكذها تشكي كل منها للاخري المها حتى انصرف كنان، ظلت جميله تتابعه بعينها حتى اختفى عن بصرها.. شعرت بأنه اللقاء الاخير لها به كم ودت ان تهرول خلفه وتحتضنه ولكنها لم تتحرك من مكانها استدارت خلفها لتجده مازن
تحدث مازن :كنان مسافر عشان كدا مشي
جميله ببرود مصطنع :طب وانا مالي؟
ليكمل مازن بصوت كله عتاب :كنان مسافر كوريا ومش راجع تاني يا جميله... دا آخر فرصه انكم تشوفوا بعض ليكمل ببعض القسوه :اتمنى تكونوا ودعتم بعض كويس... وكبريائكم يكون مرتاح... انتم خسروتوا كل حاجه يا جميله... مبروك عليكي الخساره... ومتنسيش لما تروحي تعيطي.. خلي العياط ينفعك
لم تستطع جميله تحمل كلمات مازن لتنهار بين يديه هتف مازن بأسمها لكنها لم تستجيب ليحملها ويتحرك بها إلى سيارته خرج الجميع خلفه فكان الكل في غايه القلق على حالتها تلك... وبخاصه سلمي التي تعلم انها لم تتناول الطعام منذ فتره
......
في المطار
على الساده الركاب ربط حزام الأمان لأقلاع الطائره
أغلق كنان عينيه ليشعر بحركه بجواره وجد فتاه ترتدي فستان طويل الي ركبتها وشعرها الذي يطير خلفها الطويل وعينها الزرقاوتان تجلس جواره
تحدثت الفتاه ببتسامه :اهلا انا اسمي نور
كنان بتعريف عن نفسه :كنان الألفي
..........
في المشفى
خطوات واثقه من قائدها تحرك الي تلك الغرفه ذلك الحبيب الغائب قد عاد ليحي ما قد دفن في القلوب
نظرت عائشه خلفها لتجده تحدث بصدمه :فارس
نظر الجميع له فقد عاد مره اخرى بعد كل هذا الغياب
ليتحدث ذلك المدعو فارس :ايه اللي حصل لجميله يا عائشه؟ ليكمل بغضب بعد أن قبض على يدها بقوه :فين حبيبتي يا عائشه؟
مين هو فارس وايه حكايته مع جميله؟
ويا تري كدا قصه جميله وكنان انتهت؟
دا اللي هنعرفه في الفصول الجايه من روايه عهد الأصدقاء بقلمي جهاد عهدي ♥️
انتظروا حلقات نار👌💥
أنت تقرأ
عهد الأصدقاء
Romanceاصدقاء تحدوا التقاليد ليبقوا مع بعضهم... لتفتح الحياه لهم ابوابا لم تكن في الحسبان... من منهم سيصارع ليبقى ومن منهم سيأخذه موج التيار معه... روايه عهد الأصدقاء بقلم جهاد عهدي