عهد الأصدقاء

الفصل العشرين

في منزل كنان
وبالتحديد في غرفته
دلفت جميله ومن خلفها كنان الذي كان لزال يضحك، حتي أغلق الباب وجلس على الأرض يضحك بقوه....
وضعت جميله يدها مربعه امام صدرها وبدأت تضرب رجلها في الأرض قائله :ينفع افهم بتضحك على ايه؟
تحدث كنان من بين ضحكاته :اصلك مشفتيش شكلك وانت بتتكلمي
جميله :حيوانه تستاهل... لتكمل :وبعدين دي بتعمل ايه هنا؟
كنان :أصلها عندها مشروع حلو اوي.... بس مشكلتها انها مبتحبش تنزل في فندق..... ومبتحبش تقعد لوحدها..... فهي اقترحت تقعد هنا.... وانا قلت ماشي في هنا حرس وخدم فانا مش هبقي  لوحدي.... ويلا عشان تخلص المشروع وكدا
جميله :مصلحه يعني!
هز كنان راسه بنعم ليكمل  بمكر :بس كنتي شرسه اوي يا جميله
اخذ كنان يقترب منها وجميله تنظر اليه بخوف... حتى وضع يده على خصرها...... لتدفعه جميله من صدره قائله :كنان.... كنان ابعد
لم يستمع لها... اقتربت شفتيه من شفتيها ليخذ منها قبله شعر  كنان بقلبها الذي يتحرك بعنف ونفسها الذي بدأ يقل فبتعد عنها   ليجدها تصرخ قائله  :ابعدددددد.... ابعد عني
فزع كنان من مشهدها هذا واخذ يهدأها  قائلا :جميله...... جميله اهدي.... في ايه... مش هعملك حاجه والله
أشارت له جميله بالا يقترب منها.... اخذت تهدأ نفسها بنفسها  بتنظيم نفسها حتى هدأت .. تحركت من مكانها الي الحمام..... دلفت الي الحمام.....جلست الي جانب غرفه الاستحمام تبكي تتعالى شقاتها بين الحين والآخر
فاستعمت لصوت كنان يناديها فأجابته وهي تمسح دموعها :ايوه
كنان بلهفه :انتِ كويسه؟!
جميله :ايوه كويسه.... هاخد شاور واطلع
كنان :تمام
فتحت جميله صنبور الماء وجلست منتظره امتلاءه
في الخارج
كنان على الهاتف :بقت احسن يا مازن الحمد لله
مازن :طب كويس...... ليكمل :هتروح ليحيى ولا لا
كنان :لا اكيد هروح له
مازن :اعدي عليك
كنان :مش عارف..... هشوف جميله هتيجي ولا لاء واكلمك
مازن :طب يلا سلام
كنان :سلام
............
في فيلا مازن
سلمي بتسأل :ها.... قلك ايه؟!
مازن :الحمد لله بقت احسن
عادت سلمي الي المرأه لتضع حجابها قائله :الحمد لله
مازن :كنان قال هيشوفها هتيجي العزا ولا لا ويكلمنا
سلمي بنفي :مش هتيجي
مازن :ايه الثقه دي
سلمي وهي تجلس على كرسي أمام مازن :اصل جميله مبتحبش تروح عزا بتقعد تعيط.... دي لما بتسمع ان حد مات سواء تعرفه ولا لا بتقعد تعيط
مازن :انا كل يوم بصدم في حاجه فيكم معرفهاش
سلمي بدهشه :مش فاهمه...... ازي؟
مازن :يعني مثلا حوار ان بابا جميله  صعيدي
....... دا حوار عمرك ما قولتهولي
سلمي :اها.... مخطرش على بالي انكم تتقابلوا اصلا خصوصا بعد سفر كنان
مازن بشرود  :طب انتم تعرفوا جميله ازي وباباها غني كدا...... ليكمل :انتم اتعرفتم ازي اصلا؟!
اعتدلت سلمي في جلستها قائله :بص يا سيدي..... عائشه وغزل جيران وكانوا مع بعض في نفس الحضانه...... وريم تبقى بت صاحبه مامت غزل.... فكدا هما التلاته اتعرفوا على بعض.... وانا رجعت من السعوديه في أولى ابتدائي عشان ادخل المدرسه وكانت نفس مدرستهم..... واتعرفت عليهم وقتها.... ولما كنا في ٣ اعدادي جميله باباها قرر انه يجي يعيش هنا بعد اما اسلام  حالته ساءت عشان موت حبيبته كتغير جو يعني..... جميله جات المدرسه بتاعتنا.... اصل باباها من الناس اللي بناتهم ميتخطوش حدود معينه ومدرستنا كانت أقرب مدرسه ليها وكمان بنات بس.... في دا كان كويس.... اول ما  جميله جت  كانت رافضه انها تتعرف على حد...... كانت دايما بتقعد لوحدها...... عشان البنات كانوا بيتريقوا عليها عشان كانت بتتكلم صعيدي بس.... مش بتعرف تتكلم زينا.... وفي مره البنات كانوا عملين عليها حفله... واحنا كنا شله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فظبطناهم واتعرفنا عليها  ومن وقتها واحنا صحاب 
مازن ببتسامه  :ياه.... شوفي ربنا نزلك من السعوديه وجاب جميله من الصعيد عشان تكونوا صحاب اش ونتعرف عليكم
سلمي :فعلا..... لتكمل :يلا بقا عشان اتأخرنا
..........
في فيلا كنان
خرجت من الحمام فلم تجده في الغرفه.... استراحت كثيرا لخروجه... توجهت الي السرير لتستلقي عليه بتعب.... فوجدت ملابس بجوارها وجدت رساله معاه فقرأتها بصوت مرتفع نسبيا :البسي دا لحد اما نجيب لبسك من الشقه بكره
اعتدلت في جلستها حينما وجدته يخرج من غرفه تبديل الملابس تأكدت من  وجود (البرنص )
عليها وكذلك (الفوطه) على رأسها
توجه كنان للخروج من  الغرفه فحدثت جميله نفسها بأنه سيذهب الي نور
لتتحدث بسرعه :انت رايح فين؟!
توقفت كنان واستدار لها قائلا :انت بتسألني انا؟! جميله بسخريه :هو في حد غيرك في الاوضه
كنان بتحذير :جميله؟!.... انا مبحبش حد يكلمني كدا ولا يسأل رايح فين ولا جي منين؟!
جميله بتحد وهي تربع يدها أمام صدرها   :لا اتعود من النهارده بقا على كدا... انا مراتك يعني من حقي اعرف 
ابتسم كنان على حديثها، لتتدارك  ما قالت فتحدثت :قدام الناس يعني
امسك كنان بانفه  ليخفي ابتسامته  :ماشي..... عموما انا رايح اعزي في بابا يحيى
جميله  بدهشه :يحيى مين؟..... يحيى صاحبنا؟!
كنان :ايوه
جميله :ان لله وان اليه راجعون... يا حول الله يارب
كنان :الله يرحمه..... ليكمل:لو حابه تيجي معايا ممكن استناكي
جميله بنفي :لا.... انا مبحبش اروح في الأجواء دي
كنان :تمام انا مش هتأخر
واكمل طريقه الي الباب ليتوقف قائلا :جميله
جميله :نعم
كنان بمكر  :ابقي البسي هدومك وانتِ طالعه من الاوضه .... ليكمل بمكر :الا تبردي
خرج كنان من الحجره وهو يبتسم
لتلقي جميله الباب بالوساده قائله :سافل
لتكمل محدثه نفسها :منتي كمان ماشي بالبرنص .... اف يا جميله اف
......
في عزا والد يحيى
تحرك حسام وحاتم وكنان مبتعدين عن الجمع
كنان :عملت ايه حاتم؟!
حاتم :لا متقلقش خلصت الموضوع
كنان :كويس
ليتحدث حسام بلهفه :هاه عملت ايه انت ؟!
كنان بقتضاب :الحمد لله
حاتم :ماتتكلم يا كنان احنا هنسحب منك الكلام
كنان :رنيت على اخوها واخوها جاه وكلم باباها واقنعه و جبتها وجيت
حاتم :كويس... نروح نشوفها بكره
كنان :تروحوا فين؟!
حسام :نروح شقه البنات نشوفها
كنان :لا مهي مش في الشقه
حاتم:امال فين؟!
صمت كنان واخذ يلعب بشعره محاولا التهرب
ليتحدث حسام بغضب مكتوم: ما تنطق يا كنان
كنان :جميله عندي في البيت
حسام:طب كوي....
ليكمل  هو وحاتم في نفس اللحظه :ايه؟!
نظر كنان الي اعيونهم وتحدث بحذر  :انا وجميله اتجوزنا
حسام وحاتم بصدمه اكبر وصوت مرتفع  :ايه؟!
نظر من في العزاء لهم ليشير إليهم كنان بالاسف ونظر للمذهولين أمامه قائلا :تعالوا هفهمكم... فضحتونا
............
انتهى العزاء وعاد كل شخص الي منزله وأخبر كل شاب زوجته بما اخبرهم به كنان فوقع الخبر عليهم وقع الصاعقه ولم ينتظروا حتى الصباح ليتصلوا بعائشه أيضا واخبروها
...........
في قصر كنان
عاد كنان الي القصر وكان في طريقه الي غرفته  ليجد عايده في انتظاره
عايده :احضر لحضرتك حاجه يا باشا
كنان وهو يتوجه الي المصعد  :لا
عايده :تمام عن اذنك
تحركت الي حجرتها لتتوقف على أثر صوت كنان الذي نادها بأسمها
عايده :ايوه  يا فندم
كنان :جميله اكلت؟!
عايده :لا يا فندم... انا استنتها تنزل منزلتش.... طلعت اسألها لو هتاكل لقتها نامت
كنان :تمام
........
في غرفه كنان
كانت مستلقاه على الاريكه كالطفله الصغيره، دلف كنان الي الغرفه ليجدها هكذا.......ظل يتأملها لحظات الا ان تذكر بكائها لقترابه منها.....  دلف ليستحم جلس وقتا لا يعرف مداه أسفل المياه في حمام السباحه الخاص به...... ليخرج منفضا تلك الأفكار التي لحقته أسفل الماء.... تلك الأفكار التي رسمت له خطوطا بكرها له.... تحرك الي خارج الحمام كان مرتدي بنطلون اسود عاريا الصدر
اقترب من تلك الغافيه على الاريكه.... فحملها وتوجه بها إلى السرير... لتفيق بين يديه شعر بفزعها لكنه سعد لعودتها للهدوء حينما أدركت  انها بين يديه تحدثت قائله:في ايه؟!
كنان :مفيش هنقلك على السرير
جميله  بنعاس :لا سبني على الكنبه
وضعها كنان على الفراش وتوجت ليستلقي جوارها ليجدها تتحدث :انت هتعمل ايه؟!
كنان :هنام يا جميله... هنام
جميله :هتنام هنا؟!
كنان بتعجب :امال انام فين؟!
جميله ببراءه  :انت كدا هتنام جنبي
كنان بحده خفيفه  :جميله النهارده كان يوم صعب وانا مش قادر اتحرك
جميله :طب هتنام كدا؟!
كنان :كدا ازي
جميله :من غير تيشرت... تتعب
شعر كنان بسعاده لخوفها عليه ليتحدث بهدوء  :مبعرفش انام غير كدا صيف شتا فتعودي
جميله :ليه؟!
كنان :عندي حساسيه من الماده اللي بيصنعوا منها اللبس... وبستريح لما ابقى كدا
جميله بنعاس  :طب بتلبس لبسك ازي؟!
كنان :اكيد باخد دوا يا جميله يعني
جميله وقد غلبها النوم :احسن... طيب نام بقا انا تعبت من كلامك
ضرب كنان كفيه بعضهم البعض  قائلا :صبرني  يا رب
وكدا يكون انتهى الفصل العشرين من روايه عهد الأصدقاء بقلمي جهاد عهدي ❤️