الفراق كالعين الجاريه التي بعد أن أخضر محيطها نضبت
مر شهر على فراقه لها.... تركها ورحل... بل ترك كل شئ وابي العوده... لم يسأل حتى عن حالها... لم يسأل... ظلت في المشفى اسبوع كامل وهي تصارع الموت... لم يسأل... ولن يسأل
كانت تقف على الشاطئ ذلك المكان الذي كان فيه احد مرات لقائهم تذكرت كلماته عن البحر (مش دايما في هموم يقدر البحر يشلها في هموم اكبر منه)
علمت الان ان هناك هموم حقا لا يقد البحر على حملها، شعرت بحركه خلفها استدارت بخوف لتجد الفتيات
جميله بخوف :انتم! خوفتني
عائشه :ليه! هو جالك تاني ولا ايه ؟
جميله : لا الحمد لله.. من آخر مره كنتم معايا مجاش
اقتربت غزل من جميله لتحتضنها من الخلف وتحدثت :انت كويسه دلوقتي
اومأت جميله رأسها بنعم اقترب الفتيات منها ليحتضنوا بعضهم البعض
لتتحدث جميله وهي تنظر للبحر :خفتم اعمل في نفسي حاجه
لم يأتيها الرد لتتحدث بدموع :للدرجه دي حسين اني ضعيفه لدرجه اعمل حاجه تغضب ربنا
اقتربت منها ريم وازلت دموعها قائله :يا عبيطه.. احنا خايفين عليكي بس مش اكتر
سلمي بدموع :بس بطلو عياط بقا انتم غم اوي...لتكمل بمذاح :مش كفايه بوظتوا الفرح وشهر العسل
جميله بدموع: انا اسفه
احتضنها سلمي قائله :والله يا قلبي بهزر... فداكي ميت فرح
جميله :شكرا ليكم بجد على كل اللي عملتوا عشاني
غزل :شكر ايه يا بنتي احنا اخوات ومفيش شكر ما بنا
عائشه :احنا مهمتنا كدا يا جي.. اننا نقف جنب بعض وقت الفرح ووقت الحزن
ريم :صح ويلا بقا عشان نروح عشان الشغل
سلمي :ايوه يلا الساعه بقت ٧ اهيه
ريم لجميله :ابقى اطلعي بالليل والنبي عشان انا بكره خروجه الصبح دي
جميله بابتسامه :حاضر
توجهت كل فتاه الي سيارتها لتعود الي منزلها
...........
في شقه غزل وحاتم
دلفت غزل الي الشقه لتجد حذاء حاتم العسكري لتعلم بعودته فقد توجه الي احد الكتائب العسكريه لتدريب المتخرجين.. هرولت غزل الي حجرتها لتجده في الحمام
غزل :حاتم حبيبي انت جيت!
لم يجبها لتتحدث بقلق :مين في الحمام؟ ... حاتم!
حاتم :ايوه يا غزل انا في الحمام مفيش حرامي يا حبيبتي بيجي يسرق ظابط... ومفيش حرامي بيدخل الحمام يسرقه فيلاقي الميه دافيه فياخد شور
غزل :وهو هيعرف منين انك ظابط
حاتم :هيسأل اكيد مين اللي ساكن هنا عشان يعرف مين معاه فلوس اكتر فيسرقه
غزل :طيب هجهزلك هدومك
تحرك غزل الي الخزانه لتخرج ثياب له
حاتم :غزل
غزل وهي تبحث في الملابس :نعم
حاتم :عملك مفاجأه
غزل وهي تتوجه الي باب الحمام مره اخرى :ايه؟
حاتم :مستعده... ١..٢..٣.. تراا
غزل بخضه :ايه دا
حاتم :في ايه اول مره تشوفي واحد لبس علاقه
غزل :دي ليه دي؟
حاتم بفرحه :اضربت بالنار ... Yes
غزل :وااو.. انت فرحان كدا ليه.. اول مره اشوف واحد مضروب بالنار وفرحان.. اصلا دي اول مره اشوف حد مضروب بالنار
حاتم :مهو انا عشان كدا رجعت بدري.. عشان خت اجازه
غزل :اها.. انت فرحان عشان اخت اجازه
حاتم :بالظبط...ليكمل :صحيح جميله عامله ايه؟
غزل :الحمد لله بدأت تحسن
حاتم :الحمد لله... انا عمري ما هنسي اليوم دا ابدا... كله كوم وانها ولا كانت قادره تتكلم ولا تمشي كوم تاني
غزل :كنت بروح انام معاها وانت مش هنا.. ما انت عارف... كانت بتقعد تعيط طول الليل.. وفكراني نايمه
حاتم :والله صعبانه عليا.. بس هنعمل ايه.. ربنا معاها
غزل :يارب
حاتم بمكر :بس ايه الحلاوه دي
غزل ببراءه :Thanks يا قلبي
حاتم :لا وحشتيني اوي
غزل بعدما فهمت قصده :اها
لتتحدث وهي تهرول الي باب الشقه :الشغل
حاتم بحزن مصطنع :وانا اللي فرحان
عادت غزل لتخبره :خيرها في غيرها يا كوتش
واخرجت لسانها له ورحلت
حاتم بحزن :كوتش هو انا واقف في النادي ماشي يا غزل هتروحي مني فين
.......
في فيلا مازن وسلمي
دخلت سلمي الي الحجره لتجد مازن يرتدي ثيابه تحركت اليه لتحتضه من الخلف، استدار لها مازن.. ليقبل رأسها قائلا:عامله ايه؟
سلمي :الحمد لله كويسه...لتكمل : مش هروح الشغل النهارده.. مش قدره بجد
مازن وهو يعدل الجرافت :احسن.. لو عايزه تقعدي خالص براحتك
سلمي :لا اكيد.. هو انا بدرس دا كله عشان اقعد في البيت لتكمل :صحيح صحبك عامل ايه
مازن بتوتر :هااا... كويس كويس
سلمي :مالك يا مازن؟ ... حساك مخبي عني حاجه
مازن :هخبي ايه يعني
سلمي :مش عارفه
مازن وهو يغير مجري الحديث :طب يلا نفطر
سلمي :يلا
مازن :علفكره انا رايح المطار... عايزه حاجه من هناك
سلمي :هعوز ايه من المطار يعني.. لتتسأل :ليه؟
مازن :اجيب حد
سلمي :تروح وتجي بالسلامه.... يلا بقا نفطر
.........
في فيلا عائشه ويحيي
يحيى بسخريه:حمدلله على السلامه يا ست هانم
عائشه :الله يسلمك
يحيى بغضب :كنت فين؟
عائشه وهي تخلع حجابها :كنت عند جميله
يحيى :مش في زفت اسمه جوزك المفروض تقوليله انت رايحه فين وجايه منين!
عائشه :في ايه يا يحيى! انت عايز تتخانق على الصبح يعني!
يحيى :هو انا لما اقلك كنت فين وبتعملي ابقى كدا بتخانق!
عائشه :كنت نايم لما مشيت ولقيت مفيش داعي اني اصحيك... وعموما كنت مع البنات... غزل رنت علينا وقالت إن جميله نزلت... روحت عشان نشوفها فين
يحيى :يادي جميله اللي مورناش غيرها كل يوم مهي الحمد لله بقت كويسه... ايه لزمته اللف ورها
عائشه :يحيى.. جميله دي صحبتي اللي لو كان حصلي نفس اللي حصلها كانت وقفت معايا زي واكتر كمان
يحيى بنرفزه :جميله دي اوفر ومش معنى انها صحبتك انها تكون محور حياتنا.. جميله عملت... جميله سوت.. اصل جميله.. انا تعبت
توجه يحيي للخروج ليقف على أثر صوت ضربه قويه ليستدير خلفه ليجد عائشه ممدده على الأرض
توجه إليها يحيى قائلا بقلق :عائشه... اش... ردي عليا
...........
في شقه حسام وريم
ريم :بس يا سيدي واطمنت انها وصلت البيت وجيت
حسام :مجبتهاش تفطر معانا ليه؟
ريم :والله انا لو كنت اعرف انك بتعمل اكل حلو كدا كان زماني جبتها
حسام :انا لقيتك هتتأخري قلت اعمله انا.. وبعدين دا فطار
ريم وهي تحمل الأطباق الي المطبخ :تسلم ايدك يا حبيبي
حسام بتسأل :صحيح يا قلبي هو ايه حكايه فارس دا
ريم بقلق :فارس
حسام :مالك اتخضيتي كدا ليه
ريم :والله انا كل ما اسم الشخص دا يجي جسمي كله بيتجمد
حسام :منا عايز اعرف ليه بقا؟
حملت ريم اكواب القهوه وتوجه للجلوس بجوار حسام قائله :هحكيلك
فارس كان المعيد بتاع جميله في الكليه وكان شغل العملي كله معاه... ففارس حب جميله وهي كمان حبته.. بس فجأه اختفى من حياتها وعرفنا بعد كدا انه اتجوز بنت عمه وفي يوم لقنه وحده جيلنا المطعم... البنت دي كانت اخت فارس... وقالتلنا ان فارس اتجوز بت عمه لان عمه ضغط عليه وان فارس ندمان وانه بيحبها وان مراته ماتت وهو حاسس ان دا عقاب من ربنا ... طبعا جميله كانت رفضه الفكره ذات نفسها... بس من الضغط عليها من اخته ومن أهلها وافقت... بس بعد اما عدي فتره على خطوبتهم جميله لحظت ان تصرفاته غريبه وعرفنه انه مختل عقليا وأنه هو اللي قتل زوجته... وانه ضرب اخته واجبرها تروح تقنع جميله ... وان معاه شهاده معامله أطفال... طبعا جميله راحت عشان تديله دبلته وتنهي الموضوع .. اتهجم عليها وكان عايز يقتلها... وقعد يقلها انا بحبك يا جميله بصوره هستيريا... طبعا الناس اللي كانوا في المطعم بعدوه عنها .... وانقفذوها .. وعرفنا بعد كدا انه مهوس بحاجه اسمها جميله
حسام :ايه دا مهوس بيها
ريم :اها
حسام :طب ليه ميروحش مستشفى المجانين
ريم :مهو راح المره اللي اتهجم فيها على جميله دي... ولسه طالع.. بيقولوا انه بقا احسن... بس ظهروا لجميله كدا أكتر من مره وتصرفاته تدل على أنه لسه مجنون
حسام بقلق :ربنا يستر... من حقك تخافي يا بنتي
ريم :مش كدا بردوا
.........
في المطار
هبط من الطائره فقد عاد مره اخرى الي موطنه توجه للخروج وهي خلفه وجد مازن في انتظاره
مازن :حمد لله على السلامه يا بوص
كنان :الله يسلمك
نظر مازن لتلك التي خلف كنان
مازن بهمس لكنان :هي دي؟
كنان :اها... ليرفع صوته :نور دا مازن
نور :هاي
....
بس وكدا يكون انتهى الفصل الخامس عشر من روايه عهد الأصدقاء بقلمي جهاد عهدي ♥️
أنت تقرأ
عهد الأصدقاء
Romanceاصدقاء تحدوا التقاليد ليبقوا مع بعضهم... لتفتح الحياه لهم ابوابا لم تكن في الحسبان... من منهم سيصارع ليبقى ومن منهم سيأخذه موج التيار معه... روايه عهد الأصدقاء بقلم جهاد عهدي