الثاني من ديسمبر
الحادية عشرة مساءاً"ستكون بخير لا تقلقوا" طمئنت عائلة المريضة التي عادت لتوها من غرفة العمليات و ماتزال تحت تأثير المخدر ، فرحت العائلة و بكى البعض من الفرح لأبتسم بأرتياح ، عدت للعناية المركزة أتأكد من سلامة كل شيء هناك و أتحدث مع بعض المرضى الواعين
"متي سأخرج من هنا لقد مللت حقًا"تذمر إحدى المرضى هو كبير بالسن لذلك يشعر بالملل من كل شيء "عندما يتأكد الطبيب من صحة قلبك التامة" أخبرته و أنا أغير عبوة المحلول كاد العجوز قول شيء مجددًا و لكن صوت جاهز قياس نبضات القلب دوى فى الغرفة لأركض لحيث يأتي الصوت ، متعرقة ، تتنفس بسطحية و بسرعة و الأجهزة تشير لهبوط لضغط الدم و سرعة النبض ، أنه نزيف داخلي!
ركضت و معي الطبيب لنحاول إنقاذ الحالة سويًا أنها نفس المريضة التي طمئنت عائلتها منذ دقائق..
منتصف الليل
دخلت العمارة بخطى متثاقلة ، أشعر بالكثير من التعب و الحزن و الألم و ذلك؛ لأن الحالة ماتت ، أمام عيني توقف نبضها..
حين تقدمت فى هذه الوظيفة كنت أعلم جيدًا أن يوم كهذا سيأتي و بأنني سأخسر حالات و لكنها أول مرة أشاهد أحدهم يحتضر يتوقف نبضه بين يدي ، أول مرة أخرج من الغرفة و أضطر لرؤية عائلة المريض و هم يتلقون هذا الخبر السيء . ثلاث ساعات من العمل في غرفة العمليات بالإضافة لأسابيع من التحضير و قد نجحت العملية و لكن أنتهي الأمر بموت المريضه بين يدي..
ببطء ضغطت علي زر المصعد ، أشعر كما لو أنني ثقيلة و كأن حمل كبير وقع علي عاتقي و بألم يعتصر قلبي ، أحيانًا أكره عملي و بشدة ..
العمارة هادئة بشكل مخيف ، كما لو أن لا أحد يعيش هنا ، تبدو كعمارة ميته ، أو فقط هذا تأثير برد ديسمبر عليها ، أيًا كان أتي المصعد بعد ما بدى لي كالأبد ، دخلت بتثاقل أضغط علي رقم الدور و أنتظر بينما هو يصعد ببطء و الموسيقي المريبة تلك تعمل ، أخيرًا فتح الباب لأخرج و أجد الظلام الدامس يملئ الدور لينقبض قلبي في خوف
فتحت هاتفي و أنرت به و سرت للباب بحذر شديد ، الضوء القادم من الهاتف ضعيف جدًا بالكاد أري موقع قدمي ، من منتصف ذلك الظلام و الصمت المخيف ، فُتح باب شقة إيان ببطء رهيب مصدراً صوت عالي ، أستدرت ببطء و أنا أوسع عيني لأري إيان يقف علي الباب بدون حركه مما جعلني أخاف و ينبض قلبي بخوف
"إ..إيان!"ناديت بهدوء و أرتعش صوتي قليلًا بسبب الخوف ، لم يتحدث فقط بقي هكذا "إ..إيان ه..هل أنت بخير؟!"عدت أتحدث و أيضًا لا رد منه ، أستدرت بسرعه و أنا أبحث عن مفتاحي و لكني لا أجده ، أبحث مجددًا و أيضًا لا أجده ، أمتلئت عيني بالدموع و قلبي لم يتوقف عن النبض بقوة
"سارة"همس أتي من خلفي تزامنًا مع رياح قوية صرخت بقوة وأنا أنتفض من مكاني و يعود الضوء ليعمل و أري إيان ينظر لي بقلق "أنا آسف علي اخافتكِ ولكنني لم أقصد"قال بلطف لأجلس علي الأرض أسند ظهري ضد الباب و أبكي
"أنا آسف حقًا ، لم أراكِ جيدًا لقد أستيقظت لتوي و لم أميز صوتكِ لذلك صمتت"برر و هو يجلس أمامي بينما أنا مازلت أبكي بشدة "آسف أنا حقًا آسف"عاد يعتذر و أنا مازلت أبكي..
"هيا تعالي معي "قال و هو يساعدني علي الوقوف و يأخذني لشقته و أنا دموعي لم تتوقف بعد فما حدث لي اليوم كان كثير حقًا ، بمجرد أن دخلنا لفحني هواء ساخن جدًا بالنسبة لهواء الشارع البارد و هواء الممر الذي بين شقتينا "إجعلي نفسكِ فى المنزل"أخبرني و هو يُجلسني علي الأريكة لأومأ له بخفه و قد توقفت عن البكاء و التهيت بالنظر لشقته
تبدو عادية لا شيء مميز عدى لون الحوائط و الأثاث الأحمر و الاسود ، "تفضلي بعض الليمون لتهدأتكِ"تحدث إيان بلطف و هو يعود لغرفة المعيشة و معه كوبان من الليمون و الأن فقط لاحظت أنه يرتدي الأحمر مجددًا
خيم الصمت على المكان بعد أن أخذ كلٍ منا كوبه ، "انا سأذهب شكرًا علي الليمون"قلت و أنا استقيم لأخرج و يأتي هو خلفي "أنه لا شيء حقًا و مجددًا أعتذر لأخافتكِ"قال مقهقهاً لأبتسم له بحرج
"وداعًا"تحدثت من خلف باب شقتي و أنا الوح بخفه ليفعل المثل و أغلق الباب ، أغير ملابسي بسرعة و أرتمي علي سريري بتعب و أذهب للنوم بسرعه لقد كان يوم طويل.
يتبع..
أنت تقرأ
Intermatox|Michael Clifford|√
Horrorخائِفة وقَلِقة، هذه هي حالي بجانبه. كُل شيء بهِ كان يبدو مثالي، لكنه كان العكس تمامًا. كُلما أخبرني أنّ لا أخاف مِنه كُنت أخاف أكثر، كُلما إبتَسم ليُريحَني كُنت أقلق أكثر. شيء بِهِ لمْ يَكُن طبيعيًا، لديّ شعور بذلك، لكنني لا أفهم ما أشعُر بِهِ دائ...