الفصل السادس و العشرون

161 21 6
                                    

الواحد و العشرون من ديسمبر الساعة السابعة صباحاً

عقدت حاجباي بعدم فهم من حديث الفتى الصغير الذي لم أفهم منه كلمة "أنا لا أفهم! هل أنت تفهم؟"تحدثت ببطء شديد مشدداً على كل حرف ليعود الفتى ليتمتم بنفس الكلمات الغريبة "اللعنة" ضربت رأسي و ربت على كتف الفتى و تركته ، هو يتحدث بلغة غريبة و لهجته سريعة جداً ، لقد جعلني غاضب ، اللعنة على تلك المدينة التي تشبه المتاهه .

نفثت الهواء بنفاذ صبر و بدأت السير فى تلك البلدة التي تعمها الفوضى ، أعتقد بأنني فى سوق شعبي او شيئاً مثل هذا ، تلك اللغة خاصتهم مزعجة حقاً ، تنفست الصعداء بعد أن ابتعدت عن مكان السوق هذا ، الآن يجب أن أجد الغابة وحدي .

-

"أحضرت لكِ الطعام" قال إيان و هو يضع الطعام أمامي ، أبعدت نظري عنه و فضلت أن اتكوم على نفسي و أظل جالسة أنظر للأرض ، سمعته يتنهد لأقلب عيني ، ماذا يتوقع مني؟ أن أحبه لأنه يحضر لي الطعام؟ و يشعل لي النار؟ لأنه يحادثني بلطف؟ و اللعنة أنا أبداً لن أفعل هو فقط يخدعني بحديثه .

ماذا يريد مني أنا حقاً أريد أن أعلم ماذا يريد ، هو لا يخبرني بلعنة يظل يقول بأن الوقت لم يحن بعد ، لا أعلم ما هو الوقت المناسب الذي يظل يخبرني به و لكنني لا أطيق صبراً لحين يأتي هذا اليوم ، لا أهتم لأي شيء الآن إلا مايكل ، أعلم بأنه لن يتركني و لن يستسلم و هذا ما لا أريده ، أنا أريد من مايكل أن يتركني لمصيري ، مصيري الذي هو العيش مع إيان ، لقد ولدت لذلك كما أخبرني إيان ، ولدت لأظل معه حتي اموت بين يديه .

"بماذا تفكرين ايزابيل ؟" شد إيان على يدي لأسحبها منه و أطبقها على صدري "أفكر فى ما سبب وجودي معك؟"قلت بجمود لتنمحى الابتسامة الخفيفة التي كانت على وجهه " تريدين أن تعلمي؟"سألني لأومأ بالطبع أنا أريد ، وقف من أمامي و جلس بمحاذاتي  ، تفصل النار بيننا ، بدأ يتحدث بكلمات غريبة غير مفهومة ، بدأ الرعب يتسلل لقلبي ، صوت إيان بدأ يتغير و يصبح مخيف و له صدى ، العروق السوداء قد زادت و ملئت وجهه و رقبته ، عينيه كانت مغمضة و لكنني أعلم بأنها حمراء

أظافر يديه أصبحت حادة و سوداء ، أرتفع صوته و زادت النار مع فعلته ،  وضعت يدي على اذني و اغمضت عيني و صرخت بخوف عندما التفت النار حولنا ، تلتهمنا بداخلها ، هدأ كل شيء ، فتحت عيني بحذر لأجد أنني داخل حقل ! حقل من القمح الذي أصبح لونه ذهبياً ، تأتي نسمات الهواء تجعل القمح يتمايل بهدوء ، كان المنظر جميل ، جميل للغاية و مريب!

فى أحد أطراف هذا الحقل كان يوجد صخرة كبيرة ، رأيت هيئة لشخص يجلس فوقها ، نظرت بتمعن لأجد أنه رجل ، ذو بشرة حنطية ، شعر بني طويل و يرتدي أقمشة حول جسده ، كان الرجل يُغني بصوت منخفض ، بدى مسالم ، بدى أنه ينتمي لتلك الصورة الجميلة للمكان ، هذا كان غريب و محير ، فأنا لا أعلم علاقة كل هذا بسؤالي؟ تجمدت للحظة عندما نظر الرجل لي ، عيناه تقابلت مع عيناي ، هو أبتسم و أشار لي بمعني أن أقترب ، كدت أن أسير باتجاهه و لكن عبور فتاة من جانبي جعلني أتوقف

لم أرى وجهها ، و لكنها تمتلك هيئة ضئيلة ، شعر بني طويل مضفر ، ترتدي مثل الرجل قماش و لكن بلون زاهي ، استقبلها الرجل بعناق حميمي و قبلة دامت لثواني ، جلسوا سوياً فوق تلك الصخرة ، كان الرجل مبتسم بحب ، أنهم عشاق !

لم أفهم بعد لماذا أنا هنا و أرى هذا "إيان!"ناديت لأجد هذا الرجل يرفع رأسه و ينظر لي بعقدة بين حاجبيه ، التفت الفتاة تنظر لي هي الأخرى ، تجمدت و ظللت أنظر للثنائي بعيون جاحظة "هل فهمتِ الآن؟"سألني إيان الذي يجلس أمامي ، لقد عدت لتلك الغابة ، ابتلعت لعابي و ظللت أنظر لـ إيان ، أعتقد بأنني فهمت كل شيء ، لقد وضحت لي الصورة .

-

عقدت حاجباي عندما نظرت لهاتفي الذي يشير بأنني فى الغابة ، و لكن لا شيء حولي ، مجرد جزء آخر من القرية به بعض المنازل و فقط! "مرحباً هل تفهم الانجليزيه؟"سألت رجل كان يسير بجانبي "ماذا تريد؟"تنفست براحه عندما أجابني ببساطة "أنظر أنا أبحث عن الغابة ، يوجد صديق لي هناك و أريد الذهاب إليه" قلت مشدداً على كل حرف مراعياً بأن الرجل الذي أمامي لا يتحدث الانجليزيه بطلاقه ، نفى الرجل برأسه و أقترب مني فلقد كان بعيد بعشرة خطوات او شيئاً كهذا ، قال كلمات لم أفهمها و ظل يحاول أن يشرح لي بيديه و لكنني للعنة لم أفهم أي شيء !!

-
"مرحباً أريد مقابلة السيد ديفيد إذا سمحتِ"قلت للمدبرة المنزل بعد أن فتحت لي   الباب ، افسحت لي الطريق لأدخل و أقابل ديفيد ، "لقد سافر البارحة ، لم أستطيع منعه"أخبرت ديفيد الجالس أمامي ليومأ بصمت "صديقك متهور لا يعلم بأن ذهابه لهناك لن ينفعنا بشيء ، بل إنه يضعه فى خطر ليس إلا" بدى أن ديفيد منزعج من تهور مايكل ، "أعلم أن مايكل مندفع و لكنه يفعل ذلك لكى يضمن فرصة نجاح أكثر" قلت مدافعاً ليصمت ديفيد ، اعتدلت و نظرت لديفيد "إذاً ما الذي تريد قوله لي" يمكنكم المعرفة من نبرتي بأنني تضايقت من لومه لمايكل ، صحيح أنه متهور و لكنه يفعل ذلك لمصلحة سارة ، هو فقط غبي و طيب

"المكان الذي ذهب له مايكل لا فائدة منه"نطق ديفيد بهدوء يجعلني أعقد حاجباي "ماذا تقصد؟" وقف ديفيد و آتي بشيء و وضعه على الطاولة التي بيننا "لقد جعلت صديق لي هناك يتفحص المكان ، أخبرني بأن لا يوجد غابة هناك ، ما حدث فى تلك الغابة قديماً جعلت حكام البلدة يقتلعون أشجارها بالكامل و جعلها جزء من المدينه ، لا يوجد اي فائدة من ذهاب مايكل"شرح ديفيد لأضرب رأسي ، هذا الغبي مايكل "و أيضاً " تحدث ديفيد يلفت انتباهي له "لقد اكتشفت شيء جديد" لمعت عيني بحماس عندما سمعت هذا و لكن عند النظر لملامح وجهه اختفى الحماس لأنني علمت بأن الإكتشاف لم يكن جيد.

-
"أنظر أنا لا أفهم ، لا أفهم" تحدثت ببطء و أنا الوح بيدي للرجل الذي يظل يتحدث بلغته الغريبة تلك ، ضربت رأسي عندما ت أتت فكرة ترجمة حديثه متأخرة ، أخرجت هاتفي و كتبت له بأنني لم أفهم و تمت الترجمة ، أخذ الرجل الهاتف من يدي ليكتب به بدوره و أعاده لي " أنت بالفعل بداخل غابة جرابابيل ، مرحباً بك هنا" عقدت حاجباي كيف بداخل الغابة؟ أضاء هاتفي بإسم كالوم لأومأ للرجل مبتسماً بتزيف و أجبت على كالوم "مايكل يا غبي عد لهنا لا يوجد اي شيء هناك ، لا توجد أية غابة"اندفع كالوم متحدث لأبتسم بسخرية "أنا بالفعل أعرف ذلك ، سأكون فى المطار خلال نصف ساعة" قلت بهدوء ليتنهد كالوم "جيد و فى المرة القادمة أستمع لما يخبرك به ديفيد و توقف عن كونك مؤخرة"عاتب لأدير عيني و اتمتم بـ "وداعاً كال" و أبدأ السير خارجاً من هذا المكان متسائلاً أن لم تكن سارة هنا فأين هي ؟

يتبع..

أهلاً عندي رايتر بلوك سلام
الشابتر بمناسبة الغلاف

Intermatox|Michael Clifford|√حيث تعيش القصص. اكتشف الآن