الفصل السابع و العشرين

163 19 2
                                    

أنا فى تلك البلدة مجدداً ، الظالم قد حل عليها و قد أشعل السكان شعلات صغيرة بين الأكواخ لتضيء لهم ، كان هناك إثنين جالسين حول نار يتحدثون فى شيء لم أعلم ماهيته ، اقتربت منهم أحاول أن أسمع ما يقولون و لكن كما لو أن أصواتهم مكتومة !

ظللت أنظر لهم بعقدة بين حاجبي أحاول فهم حركة أفواههم التي تتحرك بسرعة و لكنني طبعاً قوبلت بالفشل ، أحسست بحركة من خلفي لأستدير و أنظر وسط هذا العتمة أحاول التقاط أي شيء و لكنني لم أستطيع

عادت الحركة مجدداً ليصيبني الفضول و أبدأ السير حيث الصوت ، رأيت هيئة شخص يسير و هو يحمل شعلة في يديه و يغطي رأسه بشال قماشي ، كان يسير ذلك الشخص بخفة و بدى كما لو أنه يتسلل ، تتبعت ذلك الشخص حتي وصلت للكهف الذي رأيته آخر مرة ، كان الرجل و الذي يدعى انترماتوكس يجلس أمام النار بهدوء ، بمجرد دخول الشخص الذي تتبعته للكهف أبتسم انترماتوكس و وقف يعانق الشخص و الذي حين رمى شال رأسه علمت بأنه فتاة ، كان انترماتوكس هذا لطيف جداً مع الفتاة التي تعطيني ظهرها ، عينيه كانت تنظر لها بحنو كبير

أنه يحبها! هذا واضح جداً عليه ، هو يبدو متيم بها "عزيزي لقد إشتقت إليك كثيراً"تحدثت الفتاة بحب و هي تجلس أمام انترماتوكس و تأخذ يديه بين خاصتها ، أتسعت ابتسامته و لمعت عينيه قبل أن يقول "لقد إشتقت إليكِ أكثر من أي وقت مضى حبيبتي ، لما تأخرتي لقد قلقت عليكِ ، ظننت بأنكِ لن تأتي" عاتبها لتهز رأسها للجهتين "لا تقل هذا مجدداً ، أنا أبداً لن أتخلى عنك او أتركك ، أنا لا يمكنني العيش من دونك انترماتوكس ، لقد أصبحت أنت كل شيء لي فى هذا الحياة ، أنا أحبك" كدت اتقيء من الرومانسية الكثيرة هذا و من الفاظهم القديمة و الثقيلة

على الجهة الأخرى انترماتوكس كان يطير من السعادة بحديث تلك الفتاة التي للتو أصابني الفضول لأعرف من هي ! سرت بخفة حيث مكانهم و تجاهلت باقي حديثهم الرومانسي ، وقفت خلف انترماتوكس لأخذ نظرة جيدة لوجه الفتاة ، حين رأيتها صعقت ! كانت هي نفسها الفتى الصغيرة من أحلامي ، كانت سارة ! و لكن كيف ؟

"سأفعل المستحيل من أجلكِ ايزابيللاتينا ، سأفعل المستحيل لنظل معاً للأبد" قال انترماتوكس و هو يُقبل سارة او كما لقبها ايزابيللاتينا ، مازلت لا أفهم كيف الإثنين هنا سوياً فى هذا الزمن الغريب و كيف هم عشاق ! هل ولدوا من جديد؟ لماذا إيان شكله مختلف بينما سارة لم يختلف بها اي شيء!

بدأت قُبلات سارة - ايزابيللاتينا- و انترماتوكس تزداد و علمت بأن الأمر لن يتوقف هنا ، خرجت من الكهف و ظللت أنظر حولي ، رأيت تمثال غريب الشكل موجود فوق جبل قريب من موقع هذا الكهف ، دققت بكل تفاصيله أرددها فى عقلي كي أتذكرها حين استيقظ فأنا متأكد بأن سارة ستكون فى هذا المكان ، أنا متأكد أكثر من اي وقتاً مضى

-

ابتلعت الطعام الذي فى فمي و تحمحمت لأتكلم " لماذا شكلك مختلف؟"نظر لي إيان بإبتسامه قبل أن يتحدث "لقد فنى جسدي الذي ولدت به ، هذا الجسد مجرد وعاء"أومأت بخفة ، منذ رأيت نفسي مع إيان فى هذا الحقل و أنا هادئة ، لا أعلم لماذا و لكنني استسلمت لكونه مصيري ، لقد شرح لي بأنني كنت حبيبته و بأنني قُتلت و هو كذلك ، الأمر يشبه روميو و جولييت ، كنا واقعين فى الحب و قُتلنا بسببه

Intermatox|Michael Clifford|√حيث تعيش القصص. اكتشف الآن