الفصل التاسع و العشرون

149 18 78
                                    

الرابع و العشرين من ديسمبر
-سارة-

أنظر لقطرات الماء التي تنزل بتتابع من الصنبور الذي أمامي ، عقلي مشغول بالكثير من الاشياء ، قلبي يعتصره الألم ، أشتاق لأمي كثيرًا ، لا يمكنني التوقف عن لوم نفسي ، لو لم أكن أنا لكانت مازالت هنا ، لقد كانت تحبني و تحميني ، لولا زوجها الذي لم أرتاح معه ما تركتها أبدًا ، فقط لو لم أكن أنانية و فضلت تركها و العيش وحيدة ما حدث أيًا من هذا .

و لكنني لم أعلم! ، لم أعلم بأنني سأقع في كل هذا! ، لم أكن أعلم بأن بتركِ للمنزل سأدمر حياتي و حياة غيري ، لم أكن أعلم بأنني سأكون السبب فى قتل صديقي المفضل الذي لم يكن له أي ذنب فى أيًا مما أمر به ، بأنني سأكون السبب في قتل أمي !

أنا لا يمكنني التوقف عن الشعور بالذنب و الندم و القرف من نفسي ، أريد أن ينتهي كل هذا ، أريد الموت ، و لكن قبل ذلك أريد أن أطلب السماح من مايكل! مايكل الذي جررته فى دوامة لا مخرج منها ، و هو لا ذنب له ، لا أحد من حولي له يد فى ما يحدث لي ، أنه قدري ، أنه خطأي و من المفترض أن أحاسب عن ذلك وحدي .

طرق الباب أخرجني من أفكاري ، ظللت صامته أنظر للباب ، إيان الشيء الذي لا أعلم ما هو يطرق باب الحمام مضحك! " هل انتهيتِ ايزابيل؟" سأل لأنظر أمامي مجددًا ، و احرك يدي ألعب بالصابون "أجيبي ايزابيل!" أضاف لأتنهد ، لا أريد رؤيته ، صحيح أنني استسلمت و توقفت عن الهرب ، و لكن هذا لأنني أريد أن اُقتل كما قُتل كلًا من أمي و أبي و نايل ، لا استحق الحياة بعد ما فعلته ، بل لا أريدها من الأساس !

طرق الباب مجددًا "أليس مضحك أنك تقتل الناس و تهددني بالقتل و لا يمكنك دخول الحمام و التأكد بأنني حية أم قتلت نفسي!"سخرت منه ، هذا حقًا مضحك ! فى رمشة عين كان إيان يجلس فوق حوض الاستحمام مع نظرة غير راضية على وجهه ، إبتسمت بسخرية " لا تختبري صبري ايزابيل فأنا لست جيد حين أغضب"

"أخرج"قلت بهدوء و بدون ملامح ليتجهم وجهه أكثر ، أمسك وجهي بعنف لتنكمش ملامحي ، عينيه أصبحت حمراء و العروق ملئت وجهه ، شكله المعتاد..

"أُخبركِ بأن لا تختبري صبري ، بالرغم من حبي لكِ و بالرغم من اشتياقي الكبير لكِ ، يمكنني قتلكِ بكل سهولة فلا تضغطي على أعصابي أكثر من ذلك، فأنا لا يهمني أن أنتظر لأعوام أخرى ، فقط لأنني أحبكِ"ترك وجهي بعد إلقائه هذا التهديد و خرج يتركني خلفه أبكي من الخوف .

-
"هل لدينا عصير؟" سألت بتوتر ، ليهز كالوم رأسه "هل هو صديقك العائد من الغربة؟ أنه هنا ليرى شقة الشبح الذي قلب حياتك و ليس ليدردش معك حول ألعاب الفيديو" تحاذق كالوم لأقتنع و لكنني أطفأت التلفاز معاندًا له ، ليصيح  بـ"لماذا فعلت هذا؟ ماذا قلت أنا؟" لأرفع كتفي "كان يمكنك إقناعي بشكل ألطف من هذا و لكنك سخرت مني و هذا غير لائق" تمتم كالوم بالكثير من الشتائم و وقف ليعيد تشغيل التلفاز مجددًا.

Intermatox|Michael Clifford|√حيث تعيش القصص. اكتشف الآن