الفصل التاسع عشر

199 20 2
                                    

السادس عشر من ديسمبر

كان يجلس مايكل على كرسي خشبي فى غرفة معيشة فارغه يضيأها نور المصباح الكهربائي الصغير بجانبه ، لا يوجد شيء فى تلك الغرفة مألوف بالنسبة له لذلك فضل الجلوس مكانه ، بدأ الضباب يحل على الغرفة و يسير بها بنعومة بينما كل شيء آخر هادئ .

تنفس مايكل الهواء بطبيعية و هو ينظر حوله بهدوء تام التفت لليسار عندما سمع صوت كما النقر يأتي من غرفة أخري هناك وقف ببطء يأخذ المصباح معه ، تتبع صوت الصدى حتي وصل للمكان الذي يأتي منه الصوت فُتح الباب من طلقاء نفسه بهدوء كما لو أن رياح صغيرة تحركه تجعله يصدر صوت صرير تردد فى أنحاء هذا المكان الفارغ، دلف مايكل للغرفة بهدوء و وسع عينه ليرى ماذا بالداخل و لكن الغرفة مظلمة جداً و لا يسعه تمييز أي شيء

تحرك بحذر و هو يمد يده التي تحمل المصباح أمامه"من هناك؟"سأل مايكل عندما وجد صوت بكاء لفتاة قادم من مكان قريب منه ، صمت مايكل ليتتبع الصوت و لكن الصدى جعل ذلك صعب قليلاً و الظلام لم يساعد حقاً فى جعل مهمته للوصل للفتاة سهلة .

انعقد حاجبيه و هو ينظر للفتاة الجالسة فى صندوق صغير يكفى حجم جسدها الطفولي الهزيل كانت الفتاة ترتدي فستان ذو نقوش و منفوش و شعرها فى ضفيره حين تراها تظن أنها اتيه من قبيلة او شيئاً كهذا كانت الفتاة مربوطة بحبال و لكن ليست حبال كبيرة مثل التي قد يستخدمها قاتل لتقييد ضحيته بل كانت أرفع تكاد تكون خيط ، كانت حبال كالتي تستخدم لصنع القلائد فى القبائل ، كانت طويلة و ملتفه حول الفتاة تمنعها من فعل أي حركة "أهدأي و أخبريني كي أساعدكِ"تحدث مايكل بهدوء هو قد علم ما يحدث حوله الآن

"هـ..هو لن يـ.تركني أخبرك"تلعثمت الفتاة ببكاء ليهز مايكل رأسه بمعني لا بأس و يقترب بهدوء و حذر "أياً كان الذي تخافين منه فهو ليس هنا"أخبرها مايكل بلطف لتنفي و تبكي مجدداً ، ابتلع مايكل بصعوبة بسبب حرارة الجو التي زادت فجأة "يجب أن تخبريني من هو و إلا لن أستطيع مساعدتكِ"عاد مايكل يتحدث بنفس النبرة و قد أقترب لا يفصله إلا خطوتين ليصل للصندوق الزجاجي

رفعت الفتاة وجهها أخيراً لمايكل و ياليتها لم تفعل فقد كانت مخيفة للغاية جعلت مايكل ينتفض من مظهرها "هو من آتي من الظلم و نشره فى الأرض هو من ذاق الظلم حتي أصبح ظالم ، هو من اقسم على عدم تركي مدى حييت "تحدثت الفتاة بغموض و كلمات غير مفهومة جعلت من مايكل يضيع أكثر

فُتحت عين مايكل على مصرعيها حين وجد أنفاسه تخرج بخار كما تفعل فى الشتاء و يقشعر جسده بالرغم من أنه متعرق و الغرفة ساخنه و كل هذا يعني أن ذلك الشيء الذي لا يعلم مايكل ماهيته هنا!

"أتركها!"صاح الشيء بقوة ليرتد مايكل للخلف من قوة صوته المزعج و المخيف و يرتطم بالحائط بقوة و من ثم يستيقظ من نومه متعرق و صدره يصعد و يهبط بسرعة ، أغمض عينيه بهدوء و عاد برأسه على الوسادة ليتأوه من ألم داهم ظهره ، يقف بخفة و يدخل الحمام يتجرد من قميصه و ينظر فى المرآة ليجد كدمه كبيرة متلونه بالازرق و البنفسجي تحتل ظهره ، يزفر ليخرج الهواء من صدره بتعب و يفتح الصنبور ليغسل وجهه .

Intermatox|Michael Clifford|√حيث تعيش القصص. اكتشف الآن