الفصل الثامن

338 31 17
                                    

وجهة نظر الراوي

كانت واقعه فاقدة للوعي و هو يقف هناك في ظلام المصعد يتفحصها بعينيه الحمراء الغير آدمية ، أقترب منها و نظر لها عن قرب بابتسامة أخيرًا هي أمامه أخيرًا هي ملكه ، عاد لمظهره الادمي وضع يد تحت ركبتيها و آخري تحت رقبتها استقام و هو يحملها و عاد الضوء مجددًا و وصل المصعد للدور الثالث ، ذهب لشقته التي تقع أمام خاصتها

تلك الشقه المهجورة التي يتخذها منزله منذ وصولها لهنا ، فتح الباب و دخل بها يمكنك رؤية الغبار يملئ المكان و العنكبوت قد أتخذ من جوانب الحائط مسكنه ، كان يحدق بها بعينيه الزرقاء بحب تام هو متيم بها منذ الأزل ، وضع جسدها الهامد على السرير المغلف بغطاء بلاستيكي شفاف يمنع الأتربة عن المرتبه خاصته

ظل بجانبها يتفحص كل انش بها لقد كبرت كثيرًا فأخر مرة رأها بها كانت فى المدرسة المتوسطة ، أبتسم بخفه على ذكرياتهم معًا : كيف كان هو صديقها الوحيد منذ طفولتها ، لعبهم سويًا طوال اليوم ، خوفها عليه و طاعتها له ، تذكر كيف كانت متحمسة للذهاب للمدرسة و أنه كان معها هناك يراقبها من بعيد و يمنع عنها الأذى

كيف كان يحميها من أي شخص حاول مضايقتها بالكلام حتي ، تذكر عندما كانت تنام بين يديه و تغني له بصوتها الصغير اللطيف جدًا ، لقد رأى سارة بكل أشكالها و يعرف أكثر تفاصيلها دقة فلقد كبرت معه ، أنه مازال يتذكر كل شيء حولها ؛ كأنها تعاني حساسية ضد الفول السوداني و أنها تحب النوم محضتنه دميتها ذات الشعر البرتقالي المموج ، تلك الدمية التي كانت سبب وجوده منذ البداية

"آه يا صغيرتي لا تعلمين كم عانيت لكى أصل لكِ مجددًا ، لا تتخيلين كم العذاب الذي كنت به بدونكِ ، لقد ابعدوني عنكِ ، لقد طردوني من حياتك قالوا بأنني اؤذيكِ و لكنني لم أكن لافعل ذلك أبدًا و أنتِ تعلمين ذلك صحيح صغيرتي؟" تمتم إيان بهوس و هو يلمس شعرها بأطراف أصابعه "لقد أصبحتِ كبيرة الآن ، أصبحتِ ناضجة " عاد يقول و هو يلمس وجهها و يكمل بيده إلي عنقها يتلمسه ، تنكمش ملامح وجهها بإنزعاج ليزيل يده فورًا و يختفي من الغرفة

وجهة نظر سارة

أستيقظت من اغمائي لأجد أنني فى غرفة ليست غرفتي ، تذكرت ما حدث فى المصعد ليقشعر جسدي و تتجمع الدموع فى عيني ، ماذا كان هذا و لم يحدث الآن ؟ هل هو شبح؟ و لكن لا وجود لـ الأشباح صحيح؟ نفضت تلك الفكرة بعيدًا و نزلت من على السرير ، غرفة من هذه؟ نظرت للغرفة كانت بحائط أبيض و بها رفوف و عليها كتب ، السرير كان ذو مفارش سوداء ناعمه الغرفة تبدو لطيفه و نظيفه

"مرحبًا!" ناديت و أنا أخرج من الغرفة بهدوء "أنا هنا سارة" جاء الصوت من مكان قريب و لأن الشقة تشبه خاصتي علمت أنه في المطبخ ، نظرت للمطبخ لأجد إيان بدون تيشيرت و معطي ظهره لي ، كان المنظر لطيف و مثير أيضًا ، تحمحمت و دخلت للمطبخ و جلست على كرسي هناك "كيف تشعرين؟" سألني بلطف و ابتسامته تلك لأهز رأسي و اتمتم بـ"بخير"أتذكر ما حدث و أنني كنت عالقه فى الدور بين الدور الأول و الثاني و لا أحد أستمع لصراخي "كيف خرجت من المصعد؟!"سألت بتشوش ليستدير لي إيان و بيده طبق و كوب وضعهم على الطاولة التي بيننا و جلس أمامي

"لقد كنت أخرج القمامه عندما سمعت صوت صراخ و ضرب ، حاولت فتح الباب و لكنني لم أستطيع لذلك نزلت للأسفل و أخبرت الحارس الذي كان فى الجهة الأخري من المبني و لم يستمع لندائك و حاولنا معًا و عمل المصعد مجددًا و قد كنتِ فاقدة للوعي و أنا لم أستطيع فتح بابك لذا أتيت بكِ لهنا "شرح إيان بهدوء لأومأ بخفه "الشكر للإله أنك لا تلقي قمامتك صباحًا" مزحت ليضحك إيان بخفه أول مرة أرى ضحكته أنها جميلة "الشكر للإله"قال ضاحكًا و هو يرتشف من الكوب الذي أمامه لأبتسم

دفع بالطبق أمامي و أشار له " شكراً لك أنا سأعود لشقتي "قلت بأدب و أنا استقيم "خذي الطبق معكِ و أعيديه غداً " قال إيان و هو يمد الطبق لي ، لقد كنت وصلت للباب و فتحته و يقف كلانا خارجه أومأت و أخذت الطبق منه ليبتسم بقوة "اعتني بنفسك و احظي بنوم هادئ" تمني إيان بلطف لأبتسم أكثر "أشكرك مجدداً إيان " أخبرته بصدق لتتسع ابتسامته -أن كان هذا ممكن- و تمتم بـ "لا داعي للشكر"

أستدرت لأذهب للشقة و توقفت عندما خطر لى شيء لرد معروف إيان ، كان إيان يقف على بابه كما هو بدون تيشيرت و قد حاربت لأبعد عيني عن جسده بالمناسبة ، عدت له مجدداً لينظر لي بأستغراب "امم هل تريد اا أن تتناول الإفطار المتأخر معي أنا و زميلي غداً؟" قلت بتوتر و هو كان منصت لكل كلمه "اوه اا زميلك؟ امم حسناً أعني لما لا" أجاب بطريقه غريبة لأهز رأسي على كل حال "حسناً امم أراك غداً فى شقتي المتواضعة"قلت و أنا أضحك بطريقه غبية و أشير لباب شقتي ليضحك إيان معي "أراك غداً سارة"تمتم بها لأهز رأسي و أسير سريعاً و أفتح الباب و أدخل بعد أن لوحت لإيان الواقف على بابه كما كان

مازال ما حدث لي في المصعد يجعل جسدي يقشعر بمجرد تذكره أخذت نفس عميق و دخلت لأبدل ملابسي و استحم فأنا بطريقة ما رائحتي تشبه العفن ، بعد أن استحممت و خرجت و ارتديت بجامتي المريحه ذهبت للمطبخ لأسكب لي بعض العصير لأشربه مع كعكه الشوكولاته والزنجبيل التي أعدها لي إيان ، نبض قلبي بسرعه عندما وجدت مايكل يقف هناك مجدداً في شرفته يرتدي تيشيرت بحمالات أبيض مطبوع بأشكال مختلفة ، ينظر للسماء مجدداً و لكن هذه المرة بين يديه كوب و مرفقيه على السور ، بدي جميل كعادته بدي كلوحه أبدع الرسام بها ، تجرأت هذه المرة و فتحت الشرفة المجاورة لخاصته ، نظر لحيث شرفتي بسبب صوت فتحي لها

اعتدل من وقفته و وضع يد واحده علي سور الشرفه ، ابتسمت له و لوحت ليفعل المثل لم أعلم ماذا أفعل بعد ذلك فقط وقفت هناك بغرابة بينما هو عاد ينظر للفراغ و يرتشف من الكوب الذي بين يديه ، أردت أن أتحدث معه فهو يجذبني له كثيراً و حقاً أردت معرفة شخصيته ، كيف يتحدث ، يتحرك و يتصرف مع الغير و أيضاً أردت معرفة أين رأني من قبل ، وجدت فكرة رائعه للتحدث معه ، حتي أنني أبتسمت على ذكاء خطتي ، أخذت بعض الورق الذي لا احتاجه و قلم و كتبت له

"كيف حالك مايكل"تحمحمت بصوت عالي لأجذب انتباهه لينظر لي فعلاً قرأ ما كتبت ليبتسم و من ثم يدخل لشقته و يعود بورقة مكتوب بها "أنا بخير شكراً لسؤالك ، ماذا عنكِ؟" أبتسمت و كتبت على ورقة جديدة "أنا بخير " قرأها و أومأ و ظننت أن محادثتنا انتهت و لكنه عاد يكتب على ورقة جديدة"بيجامة لطيفة" ضحكت و أنا أنظر لبجامتي ذات رسمة سبونج بوب ضحك مايكل معى "شكراً" كتبت له "لا داعي لذلك سبونجي"عدت أضحك على اللقب نظر لي قليلاً و من ثم كتب شيئاً "تمتلكين ضحكة لطيفة + أحببت غمازاتك⁦:-)⁩" احمررت خجلاً بسبب هذا التعليق لم أعلم بماذا اجاوب فقط بقيت أبتسم بينما هو أيضاً كان مبتسم ، لم تدوم الابتسامات طويلاً بسبب الهواء الشديد الذي جعل باب شرفته يرتطم بجانبه الأيمن بقوة

يتبع..

Intermatox|Michael Clifford|√حيث تعيش القصص. اكتشف الآن