مر اسبوع على وجود فهد ووالدته بقصر والده كان فهد قد أخذ هذا الاسبوع اجازه ويتابع عمله من المنزل ويذهب كل يوم ليجلس مع إخوته قليلا عندما يكون والده بالمنزل فهو أدرك كره جدته وزوجه عمه لوالدته ولهذا قرر أن يأخذ هذا الاسبوع اجازه حتى لايتيح لهم فرصه مضايقتها وحتى ينتهى ايضا تجهيز الثلاث قصور وتصبح والدته وسط إخوته وهكذا يطمئن عليها أكثر
وفى خلال هذا الأسبوع انتهى المهندسين من فتح الثلاث قصور على بعضهم البعض وأصبح قصر واحد ضخم ورائع للغايه مثل قصور العصور الوسطى ومن الداخل أصبح وكأنه قطعه من الجنه فهم لم يكتفوا فقط بفتح القصور على بعضها بعض بل قاموا بتجديدها ايضا بشكل ساحر ومبهروفى اليوم الذى سلم فيه المهندسين القصر اخذ فهد الجميع لرحله لخارج الصعيد وقضوا وقت ممتع وعند المساء عادوا وكان القصر قد انتهى وأصبح خلاب بشكل لا يوصف وأثنى الجميع عليه واعجبوا بتصميمه وشكروا كثيرا فى المهندس الذى صمم القصر بهذا الشكل هم بالفعل كانوا حاضرين عند عمل العمال والمهندسين ولكن لم تتضح معالم القصر الا بعد انتهائهم
فى الصباح على طاوله الطعام التى أصبحت أكبر لزياده عدد العائله
سعفان بابتسامة"انى مبسوط جوى بلمتنا دى"
عتمان بابتسامة"مين سمعك انى متوكد أن ابوى وعمى جلال مبسوطين جوى ومرتاحين فى نومتهم كومان"
رشوان بابتسامة"والله معاك حج احنا كيف مفكرناش فى الفكره دى جبل سابج"
رضوان"كل حاجه وبيوبجى ليها وجتها واوانها يا إخوى"
سعفان"والله معاك حج"
سوسن "وبعد عمر طويل أن شاء الله الجصر ده لما يجوا الورثه ياخدوه هيروح لمين"
يوسف بغضب"سوسن اكتمى خالص بدل ما اجوم وأمد يدى عليكى"
ذمرد"البيت مش هيتقسم وهيفضل ذى ما هو ريحى انتى بس نفسك وبعدين انتى اصلا ملكيش حاجه هنا"
سوسن بغضب"كيف مليش يعنى انا ليا ذى امك بظبط"
سعفان بصوت حازم"جرى ايه يا سوسن خلاص هتورثينا بالحياه وذمرد معها حج انتى ملكيش حاجه اهنه الجصر ده بتاع احفادنا وبس دلوجتى بتاعهم وبعد عمر طويل هيفضل بتاعهم"
يوسف وهو ينظر لسوسن بغضب"اسف يا عمى على اللى جالته"
سعفان وهو ينظر لسوسن بقرف"بتعتذر ليه يا ولدى الغلط غلط ابوك من الاول"ثم نظر لرشوان وقال"مش هى دى سوسن اللى جبرته يتجوزها عشان هى متربيه اهنه وعلى جولتك متربيه على عادتنا وتجالدينا وبنت البندر لا هى من توبنا ولا متربيه على اصولنا شوف الفرج بيناتهم دى طلعت مبتخلافش هى حاجه بتاعت ربنا مجولناش حاجه بس شوف عملت ايه خبيت على جوزها وطول الوجت كانت محساسه بالنجص عشان مستحمله فى نظرنا كلايتنا أنه هو اللى مبيخلفش وطول الوجت شايفه حالها ومش عامله اعتبار لوجودنا لا بتحترم صغير ولا كبير
وشوف بنت البندر جوزها بعد عنيها وهى حبله حافظت على اللى فى بطنها وحاجت عليه وفضلت محترمه غيبته طول عمرها
وربتله بته ولا اجدعها راجل وطالعتها بت بميت راجل بيحترمها الكل ومش بس أكده ومن ساعت ما جات بتتعامل معانا كلايتنا زين وبتحترمنا كلايتنا وبتعمل حساب لكل واحد
فينا حتى انت بتحترمك وبتتعامل معاك مليح جوى رغم انك السبب الأساسي فى أن يوسف يبعد عنها شوفت الفرج بيناتهم الموضوع عمره ما كان الواحد جاى منين الموضوع الواحد ده كيف تربيته واخلاجه الموضوع مش عادات وتجاليد ملهاش عازه الموضوع جيم ومبادئ مبجولوش أن كل العادات والتجاليد غلط فيه الصوح وفيه الغلط بس احنا لازم نحكم عجلنا ونختار الصوح اللى يتناسب مع اخلاجنا وجيمنا"
غضبت سوسن من كلام سعفان فتركت غرفه الطعام وذهبت لغرفتها
رشوان بحزن"معاك حج يا خوى فى كل كلمه جولتها انى اللى غلطان فعلا"
وقف يوسف وذهب لوالده وقبل يده وقال"متزعلش نفسك يا بوى اللى حوصل حوصل ولو كان على سوسن انى عارف كيف هأدبها"
ثم ذهب إلى داليا وقبل جبينها أمام الجميع وتركها وذهب لسوسن فى غرفتها ليضع حد لكل ما تفعله
قمر"انا مش عارفه الست دى مالها قنبله نكد متنقله"
ضحكت لين وقالت"لسه ذى ما انتى يا قمر متغيرتيش"
قمر بغرور وبطريقة مضحكه"واتغير ليه ياختى انا حلوه وزى الفل انا قمره وكايده الكل"
ضحك الجميع عليها معادا فارس الذى يشعر بالغيرة الشديده عليها هو لا يريد أن يرى أحد ضحكتها وطفوليتها سواه هو حبها بشده لا بل يعشقها وينتظر اليوم الذى سيتجمعون فيه تحت سقف واحد
أما فى الاعلى فى غرفه سوسن ويوسف
دخل يوسف عليها واغلق الباب خلفه بقوه حتى أن صوته صدح فى الإرجاء
وقفت سوسن وقالت بغضب"عاجبك اللى عمك جاله ده"
قام يوسف بضربها كف على وجهها
نظرت له بصدمه وقالت بغضب دفين"بتضروبنى يا يوسف"
يوسف"وكسر راسك كومان فى ايه عامله تغلطى فى ده وتعملى ده وممحترماش حد واصل من أهلى ولا محترمانى وتتدخلى فى اللى ملاكيش فيه ايه مش مالى عينك انى مش هعرف امشى كلمتى عليكى اياك "
كل هذا وصوتهم الجميع يسمعه فى الاسفل وبوضوح لعلوه
داليا بقلق"حد يطلع يحوشه عنها ليعملها حاجه وهو متعصب"
سعفان"بعد اللى كانت بتعملوا وبتجولوا رايدهم يحشوا عنها يابتى"
داليا"يا عمى مهما كانت بتعمل فهى فى الاول والاخر انسانه ذينا"
ولكن سمعوا سوسن ترد عليه قائله بغضب"انى معملتش حاجه لكل ده كفايه عليك مرتك التانيه اللى لحست مخك ومابجتش شايف غيرها وكومان بتمد يدك عليا بذمتك انت تجدر تمد يدك عليها"
نظر لها الجميع وخصوصا ذمرد بمعنى رأيتى من تدافعين عنها وسمعوا يوسف يقول"لاه مجدرش امد يدى عليها عارفه ليه عمرها ما غلطت فيا وبتعملى حساب وخاطر بعدت عنها خمسه وعشرين سنه فضلت محافظة على غبتى وكنى موجود ربتلى بتى ويا زين ما ربت كل واحد بيوبجى عايز يخلف الواد عشان يوبجى سنده فى حياته ويشيله لما يعجز وانى ممحتاجش الولد انا عندى بتى بميت راجل أجدر اتسند عليها من دلوج وعمرها ما هتخذلنى ومش بجول كل ده عشان هى بتى ودى توبجى مرتى والست الوحيده اللى حبيتها لاه انى بجول أكده عشان دى الحجيجه واعمل حسابك انى هفضل عند داليا ومش هاجى عندك اهنه لحد ما تعجلى يا بت الناس ولو معجلتيش وسوجتى فيها بيت ابوكى اولا بيكى انى مش عايز وجع دماغ"
وخرج من الغرفه
سوسن بغضب وغل"ماشى يا يوسف يا انى يا الست داليا بتاعتك"
مر يوسف من غرفه المعيشه الذين يجلسون بها وحاول امجد أن يتحدث معه ولكنه لم يسمح له ووضع يده فى وجهه مانعا إياه من الحديث وتركه وتوجه نحو غرفته مع داليا
ذمرد"روحى يا ماما اتكلمى معاه وحاولى تهديه"
داليا"من غير ما تقولى انا كنت هقوم واروح وراه"
وذهبت داليا بالفعل نحو غرفتها ودخلت وجدته يجلس على السرير ويضع وجهه بين يديه
توجهت نحوه وجلست أمامه على الأرض ووضعت يديها على يديه وابعدتهم عن وجهه
ووضعت يديها هى على وجهه وقالت"مالك يا حبيبى"
زفر بقوه وقال"يعنى انتى مش عارفه فى ايه"
داليا بحنان"لا عارفه بس الموضوع مش مستاهل تزعل نفسك"
غضب يوسف وامسكها من ذراعيها بقوه وقال"مش مستاهل كل اللى هى بتعمله ده وبتقولى مش مستاهل دى خلتنى إبان انى مش راجل قدام عيلتى انى مش عارف احكمها ولا امشى كلمتى عليها"
وعى يوسف على نفسه أنه يمسكها بقوه فتركها سريعا ونظر لها ولكنه استغرب منها توقع أن يرى الدموع فى عينيها وان يرى معالم الالم على وجهها ولكنه رأها تنظر إليه بحنان وحب
اقترب يوسف منها وحملها بلهفه واجلسها على قدمه وقال وهو يتحسس ذراعيها بحنان"انا اسف اوى يا حبيبتى مكنتش اقصد أن امسكك بالطريقه دى معلشى اسف"
نظرت له بحنان وقالت"انت عمرك ما توجعنى يا حبيبى عارفه انك مكنتش تقصد متزعلشى نفسك بالله عليك"قالت ذلك رغم أنها تألمت من طريقته فى إمساك يدها ثم قالت مكمله "وبعدين مين اللى قال انك مش راجل انت سيد الرجاله كمان بس طول بالك واصبر عليها شويه عشانى"
يوسف"حتى بعد اللى بتقوله عليكى ده بتقوليلى اصبر"
داليا بحنان"ايوه اصبر هى فى الاول والاخر مراتك ذى ذيها"
يوسف برفض"انت عمرك ما تكونى ذيها انتى احسن منها مليون مره مش بقول كده لانى بحبك وبعشقك وقلبى مش شايف غيرك لا بقول كده لأنك فعلا كده بطيبتك ورقتك وحنانك وقلبك اللى ذى البفته البيضه وضحكتك اللى ملهاش حل دى بإختصار انتى ملاك،ملاكى انا وبس"
ابتسمت بخجل على كلامه ولم تستطع أن ترد عليه من شده خجلها
ابتسم على خجلها ومنظرها اللطيف والساحر بالنسبه له ابتسامتها تلك جعلته ينسى غضبه ذاك فى لحظه هو يعشق خجلها ذلك الذى لم ينضب مع مرور الوقت
وضع يده على وجنتها ومال عليها ملتقطا شفتيها فى قبله ساحقه ابتعد عنها بعد مده ونظر لها وقال بأنفاس لاهثه"انتى بتعملى فيا ايه حبك مبيقلش فى قلبى لا ده بيزيد كل سنيه من عمرى حتى وانتى بعيده مقلش ده ذاد اوى"
ابتسمت له بحب وقالت"وانا كمان حبك مقلش فى بعدك عنى ده كان بيزيد فى كل نفس بتنفسه عارف مكنتش بحس انك بعيد عنى لأنك كان موجود فى قلبى وكنت بشم ريحتك فى ذمرد كان بيصبرنى على فراقك ذكريتنا وبنتنا غير كده كان زمانى مت"
وضع يده بلهفه على فمها وقال"بعد الشر عليكى متقوليش كده تانى فاهمه"
ثم مال عليها يقبلها بغضب لتفوهها بهذا الكلام أما داليا فأنت بألم ابتعد عنها وقال بصوت حازم"لو جبتى سيره الموت تانى هاعقبك بالطريقه دى فاهمه"
نظرت له بغضب طفولى ولم ترد عليه
مال عليها وقبلها قبله سطحيه وقال"خلاص متزعليش انا اسف بس متقوليش كده تانى"
حركت رأسها بنفى بطريقه طفوليه
يوسف"يعنى انتى زعلانه منى ومخصمانى"
اومئت له بحزم
فقال لها"لا و انا ميهونش عليا زعلك ولازم اصالحك"
وضع يده اسفل قدميها وخلف ظهرها وحملها
داليا"نزلنى يا يوسف"
يوسف"ابدا لازم اصالحك"
وقام بانامتها على سريرهم ونام فوقها
فقالت له"يوسف ابعد انا بجد مخصماك"
يوسف"وانا مقدرش استحمل زعلك وهصالحك"
قام بتقبيل جبينها وعينيها ووجنتيها وقام بتقبيل شفتيها ولكن هذه المره برقه وحنان وبين كل قبله وقبله كان يقول لها"اسف"
ابتعد عنها ونظر لعيونها بعمق وقال"بعشقك واسف مره تانيه"
داليا"وانا بموت فيك ومقدرش ازعل منك"
مال عليها يقبلها مره اخرى ثم انحنى يقبل رقبتها ويده تعمل على فك ازرار فستانها و.....
(سكتت شهرزاد عن الكلام غير المباح 😉😉😉😉😉😉😉😉)
أما فى مكان آخر فى حديقه القصر كانت نجمه كالعاده تقوم بقطف الثمار
ونزل نمر فجأه كعادته من الشجره التى بجانبها ولكنها لم تفزع لعتيادها على حركاته تلك فهى تقوم بجمع الثمار كل يوم وهو اعتاد أن ينزل من تلك الشجره كل يوم ليصبح عليها ويتحدث معها قليلا
نمر"صباح الخير يا نجمه"
ابتسمت نجمه له واعادت نظرها نحو الشجره وقالت"صباح النور"
نمر"هو انتى ليه كل يوم بتقطفى الفاكهة"
نجمه"عشان اهل القصر كلهم بياكلوا منها مع فطارهم حتى الخدامين بياكلوا منها"
انتهت نجمه من قطف الثمار ونزلت من على السلم الصغير التى تستخدمه للوصول الثمار نظرا لقصرها بعض الشئ
كانت ستحمل السله ولكن منعها نمر وقال"ممكن تفطرى معايا"ثم رفع السله الذى يضع بها الإفطار أمام وجهها وقال"عشان يبقى عيش وملح وكمان هم زمانهم فطروا وانا مبحبش اكل لوحدى"
ضحكت نجمه على طريقته وقالت"طيب ماشى هودى سله الفاكهه واجى"
نمر"لا خليكى وضبى الفطار وانا هوديها لحسن تكون تقيله عليكى ولا حاجه"
نجمه"لا مش تقيله ولا حاجه"
نمر"ياستى خلاص هوديها انا"
وبالفعل اخذ السله وذهب بها إلى المطبخ ودخل من الباب الخلفي الذى يطل على الحديقه ووضعها على الطاوله
وعاد لها ووجدها قد أعدت الطعام بشكل رائع