17 اصنع من الليمونة الملحة شراباً حلواً

138 12 0
                                    

حين تجد لديك ليمونة، اصنع منها شراباً حلواً، هذا ما يفعله الرجل العاقل، أما الأحمق فيفعل العكس، إذا وهبته المقادير ليمونة مالحة، تقاعس وتخاذل، وقال: لقد قضي علي بسوء الطالع، ثم يروح يسخط على الناس والأقدار ويرثى لنفسه.
إن من أروع مميزات الإنسان قدرته على تحويل السالب إلى موجب.
من خلف قضبان سجن، تطلع إلى الأفق اثنان من المساجين، فاتجه أحدهما ببصره إلى وحل الطريق، أما الآخر فتطلع إلى نجوم السماء.
أدخل على نفسك البهجة.
أفضل الأشياء أصعبها منالا.
ليست السعادة في السرور، وإنما هي في الظفر، نعم، الظفر الذي نحسه حين تتم أعمالنا، حين نحيل الليمون المالح إلى شراب حلو.
حول السالب إلى موجب.
ليس أهم شيء في الحياة أن تستثمر مكاسبك، فإن أي أبله يسعه أن يفعل هذا، ولكن الشيء المهم حقاً في الحياة هو أن تحيل خسائرك إلى مكسب، فهذا أمر يتطلب ذكاء وحذقاً، وفيه يكمن الفارق بين رجل عاقل ورجل أحمق.
كن مشرق الوجه، ضاحك الثغر.
كن بشوشاً لطيفاً.
لا تثر في وجه القدر وتغلي كالمرجل الذي يوشك على الانفجار، فثورتك لن تجديك إلا إمعاناً في الشقاء.
كن رحيماً بالناس، حانياً عليهم.
تغلب على ثورة نفسك.
انسج لنفسك دنيا حافلة.
تأمل أمور العالم، فالتأمل يعطي شعوراً صحيحاً بقيم الأشياء، وقد تكون الأشياء التي يضفي عليها المرء كثيراً من الأهمية، ويجاهد للحصول عليها لم تكن لها في الحقيقة الأهمية التي علقها عليها.
حول ليمونة جهلك إلى ليمونادة سائغة من المعرفة والعلم.
إن الأعمال العظيمة التي أنجزها بعض مشاهير الناس، كان الدافع إليها نقائص حفزت أصحابها على القيام بها، ثم جني ثمراتها المباركة.
من أين أتتنا الفكرة القائلة أن الحياة الرغدة، المستقرة، الهادئة، الخالية من الصعاب والعقبات تخلق سعداء الرجال أو عظمائهم، إن الأمر على العكس، فالذين اعتادوا الرثاء لأنفسهم، سيواصلون الرثاء لأنفسهم، ولو ناموا على الحرير، وتقلبوا في الدمقس، والتاريخ أشهد بأن العظمة والسعادة أسلمتا قيادهما لرجال من مختلف البيئات، منها الطيب، ومنها الخبيث، ومنها التي تميز بين الطيب والخبيث، حين حملوا المسئولية على أكتافهم، ولم ينتبذوها وراء ظهورهم.
هب أننا أصابنا اليأس، فأفقدنا كل أمل في إحالة حياة الكدرة إلى حياة عذبة صافية، فهناك سببان يدفعاننا إلى المحاولة، فقد نكسب كل شيء، ولكننا من المؤكد لن نخسر شيئاً، السبب الأول: أننا قد ننجح في محاولتنا، والسبب الثاني: أنه على فرض إخفاقنا، فإن المحاولة ذاتها -محاولة استبدال السالب بالموجب- ستحفزنا على التطلع إلى الأمام بدلاً من الإلتفات إلى الوراء، وستحل الأفكار الإنشائية في أذهاننا محل الأفكار الهدامة، وتولد فينا طاقة من النشاط تدفعنا إلى الإنشغال بالعمل، فلا يغدو أمامنا متسع من الوقت للتحسر على الماضي الذي ولى وانتهى.
هكذا يجب أن تخوض معركة الحياة، لا تهتم لقطع وتر، بل واصل العزف على الأوتار الباقية.
عندما تلقي المقادير بين يديك ليمونة ملحة، حاول أن تصنع منها شراباً سائغاً حلواً.
اجتهد أن تصنع من الليمونة الملحة شراباً سائغاً.

ملخص كتاب دع القلق وابدأ الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن