13 الثمن الباهظ للقصاص

240 18 0
                                    

إن مناصبة أعداءك الصغار العداء لن تعود بالضرر إلا عليك أنت، فأكرم لك وأليق بكبريائك أن تغض الطرف عنهم.
إن تضييق الخناق على آدميين بضئالة النمس واجتلاب عداوتهم لا تجدي فتيلاً.
إننا حين نمقت أعداءنا، فإنما نتيح لهم فرصة الغلبة علينا، الغلبة على راحتنا وطعامنا، وصحتنا وسعادتنا، وإن أعداءنا ليرقصون طرباً لو علموا كم يسببون لنا من القلق، وكم يقتضون منا، إن مقتنا لهم لا يؤذيهم هم، ولكنه يؤذينا نحن، يحيل أيامنا وليالينا إلى جحيم.
إذا سولت لقوم أنفسهم أن يسيئوا إليك، فامح من نفسك ذكراهم، ولا تحاول أبداً أن تقتص منهم، فلو أنك اخترت القصاص، لآذيت نفسك أكثر مما تؤذيهم.
إن محاولة القصاص تؤذيك، وقد تودي بصحتك.
إن أبرز ما يميز الذين يعانون من ضغط الدم، هو سرعة انفعالهم، وامتثالهم للغيظ والحقد.
أحبوا أعداءكم.
حب الأعداء لا يقوم الأخلاق وحسب، وإنما يقوم الأبدان أيضاً.
اعف عن أخوك عندما يخطئ معك سبعين مرة سبع مرات، وهكذا تتجنب ضغط الدم، واضطراب القلب، وقرحات المعدة، وغيرها من الأدواء.
لا تدع إلى الغضب سبيلاً إليك مهما كان السبب.
إن من يشكو داء القلب قد تكفي غضبة واحدة للقضاء على حياته.
الغضب قد يسبب الوفاة الفجائية.
الدأب على الغضب والانفعال يكسي الوجه بالتجاعيد، وليس ثمة وسيلة من وسائل التجميل المعروفة، تستطيع أن تعيد النضرة والجاذبية إلى هذا الوجه، مثل قلب عامر بالعفو، والرقة، والحب.
إن الكراهية تحطم قابليتنا للإستمتاع بمأكلنا.
لقمة يابسة ومعها سلامة خير من بيت ملآن ذبائح مع خصام.
ألا تمتلئ نفوس أعداءنا سروراً وارتياحاً إذا هم علموا أن كراهيتنا لهم ترهقنا، وتحطم أعصابنا، وتشوه مظاهرنا، وتبعث الاضطراب في قلوبنا، وربما قصّرت آجالنا، فإذا لم نستطع أن نحب أعداءنا فلا أقل من أن نحب أنفسنا، فلا نعطي لأعداءنا فرصة السيطرة على سعادتنا، وصحتنا، ومظهرنا.
لا تنفخ لعدوك ناراً أو تزد جذوتها، فقد تؤذيك أنت من النار لفحتها.
أقم معاملتك مع الناس على أسس متينة قوية.
لا تستشط غضباً، ولا تثر عواطفك، ولا تقتل نفسك غيظاً.
إن جوابا ليناً يسعه أن يدرأ الحقد والغضب.
قد لا نكون جميعاً من عفة النفس بحيث يسعنا أن نحب أعداءنا، فلا أقل، والحالة هذه، من أن نحبهم رفقاً بصحتنا وسعادتنا نحن، فهذا ولا شك أولى بذوي الرشد
لا يضيرك سب ولا ذم، وإنما يضيرك أن تفكر فيهما.
لا تفكر في خصومك لحظة واحدة.
إن الأحمق هو الذي يغضب، أما العاقل فهو الذي يرفض أن يغضب.
في كل ليلة اقبل كل شي واعفو عن كل انسان.
لا تدع اليأس يغمرك من قمة الرأس إلى أخمص القدم.
إن في الوسع ألا يجتلب أحد عداء أحد.
لا تنزعج، ولا تسمح لأحد بأن يزعجك، ولا يسع أحداً أن يزعجك، إذا لم تسمح له أنت بذلك.
لا تحمل ضغينة لأعداءك.
إن الوطنية وحدها لا تكفي، بل يجب أيضا ألا نحمل حقداً ولا كراهية لمخلوق كائناً من كان.
أعفو عن أعداءك.
إن إحدى الطرق المؤدية إلى العفو عن أعداءنا، هي أن ننشغل بقضية أوسع وأكبر من دائرتنا الخاصة، وعندئذ لن نبالي شيئاً بما يصيب أشخاصنا من إساءة أو عداوة، لأننا نكون مهتمين إذ ذاك بقضيتنا العظمى، ولا شيء غيرها.
الحياة معركة يتحتم فيها على كل نفس أن تنتضي سلاحها وتقاتل من أجل بقائها.
اشغل نفسك بقضية تريد أن تكرس لها حياتك.
لا تمتلئ حقداً.
انشغل عن الحقد.
ليس لديك وقت للمقت، ولا للحقد، ولا يستطيع إنسان أن يضطرك إلى هذا الدرك الأسفل لكي تكرهه.
إننا نحصد ما نزرع، وإن الأقدار تتقاضى منا، بشكل من الأشكال ثمن الشرور التي نزرعها، وعاجلاً أو آجلاً سيدفع المرء ثمن ما ارتكبه من الشرور.
جدير بك ألا تنقم على أحد، أو تلوم أحد، أو تكره أحد.
لا تزن الناس قط بميزان حبك أو كراهيتك لهم.
إنه لا ينبغي لرجل أن يمتدح أو يذم على عمل يؤديه، لأننا جميعاً مسخرون في أيدي الظروف، والأقدار، والبيئة، والتعليم، والعادات المكتسبة، والوراثة التي تطبع الناس بطابعهم الحاضر، وتلصق بهم هذا الطابع إلى الأبد.
لو أننا ورثنا المميزات الجسمانية، والذهنية، والعاطفية التي ورثها أعداءنا، فالأرجح أننا كنا نصبح على مثالهم تماماً.
بدلاً من أن نمقت أعداءنا دعنا نشفق عليهم، ونحمد الله على أنه سبحانه، لم يخلقنا على غرارهم، وبدلاً من أن نصب الاتهامات، وألوان الانتقام على رءوس أعداءنا، دعنا نشملهم بالرحمة، والشفقة، والمعونة، والعفو.
أحبوا أعدائكم، وباركوا لأعينكم، وأحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويضطهدونكم.
لا تفكر في محاولة الاقتصاص من أعداءك، فإنك بمحاولتك هذه، تؤذي نفسك أكثر مما تؤذي أعدائك.
لا تضيع لحظة واحدة في التفكير في أولئك الذين تبغضهم.
فالنتجنب القصاص من أعدائنا، لأننا إن فعلنا آذينا أنفسنا أكثر مما نؤذي أعدائنا.

ملخص كتاب دع القلق وابدأ الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن