11 لا تحاول أن تنشر النشارة

292 18 0
                                    

لا تلق نفسك بين براثن القلق.
إن من المعقول أن تحاول تعديل النتائج التي ترتبت على أمر قد حدث، أما أن تحاول تغيير الأمر نفسه، فهذا هو الذي لا يعقل.
ليس ثمة إلا طريقة واحدة يمكن بواسطتها أن تصبح الأحداث الماضية إنشائية مجدية، تلك هي تحليل الأخطاء التي وقعت في الماضي، والاستفادة منها، ثم نسيانها نسياناً تاماً.
كن شجاعاً، وافعل دائماً ما تؤمن به.
حلل أخطائك، واخرج منها بدرس مفيد.
لا توقع نفسك في براثن القلق.
لا تدع الاضطراب يدركك.
إن قيامك بتعليم شخصاً كيف يتجنب الخطأ أيسر من أن تكون الشخص، الذي يتبع التعليمات.
لا تستعد أخطائك، ولا تهتم بها.
لا تعش في الماضي، وفيما صنعته فيه.
لا تبك على ما فات.
عندما ينقضي أمر ما، فمهما تشد شعرك، وتسمح للهم والكدر أن يمسكا بخناقك، فلن تستطيع أن تغير منه شيئاً، لقد كان يمكن بشيء من الحيطة والحذر أن تتلافى وقوع الأمر، ولكن لقد فات الوقت الآن، وكل ما تستطيعه أن تمحو أثره وتنساه، ثم تعود إلى عملك بهمة ونشاط.
لا تعبر جسراً حتى تصل إليه.
المعرفة لا تصبح قوة يعتد بها، حتى توضع موضع التجربة.
بالطبع لا يمكن لأي أحد أن ينشر نشارة الخشب، فهي منشورة فعلاً، وكذلك الحال مع الماضي، فعندما ينتابكم القلق لأمور حدثت في الماضي فاعلموا أنكم تمارسون نشر النشارة.
تغلب على حماقة القلق.
إن القلق على الماضي لا يجدي شيئاً، تماماً، كما لا يجديك أن تطحن الدقيق.
ليس يجديك أن تطحن الدقيق، ولا أن تنشر النشارة، وكل ما يجديك إياه القلق هو أن يرسم التجاعيد على وجهك، أو يصيبك بقرحة في المعدة.
أبعد عن نفسك القلق الذي يجلبه إليك اليأس.
لا تعش في الماضي، ولا تبك على ما فات.
لا تقلق على الماضي قط.
لا تدفع نفسك إلى استزادة القلق الناجم عن التفكير في الماضي.
اشغل نفسك بمشروعات انشائية حتى لا يبق لك من الوقت ما يتيح لك التفكير في الماضي.
امحو قلقك ومآسيك، واستغرق في الحياة كأن شيئاً لم يحدث.
لا تحس بالمرارة، ولا تشعل في نفسك الثورة.
عش حياتك في هدوء وسكينة.
إذا القول قيل أو اللفظ كتب، أو الخاطر جال أو الفكر وثب، فليس يرد القول جهد ولا نصب، وليس يعيد الفكر مدمع سكب.
لماذا تضيع الدموع هباء وليس في استطاعتها أن تعيد ما مضى وولى! لاشك أننا جميعاً ارتكبا كثيراً من الأخطاء والحماقات، فمن ذا الذي خلق معصوماً من الخطأ؟ فلا تتحسر قط على ما فات من أخطائك، لأن الحسرة لن تجديك فتيلاً، لأنه ليست هناك قوة في العالم يسعها أن تعيد الماضي، أو تغيّر منه أو تبدّل.
دع التفكير في الماضي، فليست هناك قوة يسعها أن تعيد الماضي، ولا تحاول قط أن تنشر النشارة.

ملخص كتاب دع القلق وابدأ الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن