20 كيف تتجنب القلق الذي يسببه لك النقد

150 13 0
                                    

بقدر قيمتك يكون النقد الموجه إليك.
اعلم أنك حين يُوجّه إليك الضرب، أو النقد، أن في ذلك اعترافاً بقدرك وأهميتك، وأن فيه إقراراً بأنك فعلت شيئاً فذّاً لفت الأنظار إليك.
كثير من الناس يجدون التشفي في اتهام شخص يفوقهم ثقافة، أو مركزاً ونجاحاً.
ذوو النفوس الدنيئة يجدون المتعة في البحث عن أخطاء رجل عظيم.
إن من أصعب الأمور التحول عن تصديق ما تريد تصديقه.
عندما تكون مهماً تثأر حولك الأقاويل والأحاديث.
النقد الظالم ينطوي غالبا على إطراء متنكر، فمعناه على الأرجح أنك أثرت الغيرة والحسد في نفوس منتقديك.
لا تدع القلق ينتابك جراء تهمة ألصقك بك، أو نقد وُجه إليك.
تذكر أن النقد الظالم إنما هو اعتراف ضمني بقدرتك وأنه بقدر أهميتك وقيمتك يكون النقد الموجه إليك.

كن عصيا على النقد.
كن أمنع من أن ينال منك النقد.
استعصي على النقد.
لا تأخذ اللوم مأخذ الجد، فيصيبك من جراء ذلك الهم والكدر.
حتى لو نالنا من الناس كذب وافتراء، وطعن يوجه إلى ظهورنا جهراً أو في الخفاء، فلا ينبغي أن يحزننا هذا.
حتى لو عجزت عن اعتقال ألسنة الناس حتى لا يطلقوعا فيك ظلماً وعدواناً، إلا أنه يسعك أن تفعل ما هو خير من هذا، أن تتجاهل لوم الناس ونقدهم.
لا تتجاهل النقد إطلاقاً، وإنما تجنب النقد الظالم المغرض.
لا تخش النقد، ولا تتقه.
لا تحجم عن عمل ما خشية النقد.
لا تهتم بما يتقوله الناس عليك مادمت تقبل على عمل وأنت واثق من أنك على صواب.
ماذا عساك تفعل للرجل الذي يحضك على انتقادك له!
إن محاولة الرد على كل نقد يصيبك سخافة وحماقة.
ابذل جهدك في أداء واجبك، فإذا أثمرت جهودك فلا شيء من النقد الذي وجه إليك يهمك من بعد ذلك، وإذا خاب مسعاك، فحسبك أنك أديت واجبك وأرضيت ضميرك.
ركز جهودك في العمل الذي تشعر من أعماقك أنه صواب وصم أذنيك بعد ذلك عن كل ما يصيبك من لوم اللائمين.

عندما تستخرج سجل أخطائك، وتعيد قرائة الإنتقادات التي وجهتها إلى نفسك، تحس أنك قادر مستعيناً بعبر الماضي، على مواجهة أقسى وأشد المشكلات استعصاء.
لا أحد سواك مسئول عن هزيمتك، فأنت أعظم عدو لنفسك.
فالتبرع في فن مراجعة النفس، ومناقشتها الحساب.
مالم تتخلص من أخطائك فلن تتقدم في الحياة شيئاً يذكر، حارب كل نقيضة من نقائضك على التوالي وافرد سجلاً دون فيه يوماً بيوم أنباء انتصارك على نقائضك أو هزيمتك.
إن الحمقى وحدهم هم الذين ينساقون وراء الغضب لأتفه ما يوجه إليهم من اللوم، أما العقلاء فيتلهفون على إدراك ما ينطوي عليه اللوم من الحقيقة ليعملوا على تلافيه.
أتراك تعلمت دروس الحياة من أولئك الذين امتدحوك، وآزروك، وحنوا عليك؟ أم تعلمتها من أولئك الذين هاجموك، وانتبذوك، وقست قلوبهم عليك؟
لا تنتظر حتى يلومك الناس على عمل اقترفته فالأكرم لك أن تكون أنك ناقد ولائم لنفسك، فتش إذاً عن أخطائك وجد لها الدواء الشافي قبل أن يفتح أحد فاه بكلمة لوم أو بعبارة نقد.
رحّب بالنقد عندما تعرف أنه نقد نزيه، قائم على الحقائق المجردة، وهدفه وضع الأمور في نصابها.
إن آراء الناس فينا أدنى إلى الصواب من آرائنا في أنفسنا.
إنما نحن عبيد لعواطفنا، ومثل منطقنا كمثل قارب تتقاذفه أمواج تميل إلى دفع اللوم، وإلى الترحيب بالمديح، هذا البحر الذاخر هو عواطفنا.
اطلب النقد بلسانك.
أحتفظ بسجل تدون فيه الحماقات والأخطاء التي ارتكبتها واستحققت النقد من أجلها، وعد إليه بين حين وآخر لتستخلص منه العبر التي تفيدك في مستقبك، واعلم أن من العسير أن تكون على صواب طوال الوقت فاسأل الناس النقد النزيه الصريح العف الأمين.

ملخص كتاب دع القلق وابدأ الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن