00:17.

1.1K 84 35
                                    

[لم أعتَد علي أن أكونَ وحيدا من دونكَ لما تُغادر؟]

———

—عَلى لسان تايهيونغ»

الثانيه، لاطالما كانت الثانية سريعة للغاية، تأخُذ كُل شيئ وترحل سريعًا، بين الثانيةِ والأُخرى قبل ست سنواتٍ قد فقدتُ جونغكوك تحتَ ظروفٍ غامضةٍ، لقد رحَل ولم يعُد.

والآن بعد ست سنواتٍ عادت عقاربُ الساعاتِ تؤنبنِي بإستخدامِ الثوانِي كعقابٍ قاسٍ لشخصٍ صبرَ على مؤقتاتِ الزمانِ وحملَ على كتفيه أطنانَ عتابِ.

قبلَ ستِ سنواتٍ، كُنتُ فتى الرابعة عشر، وحيد قد تعرَّى من كُل شيئ حتى من روحه التي غادرتهُ مع رحيل صديقه الوحيد، لقد بقيتُ أتردَدُ على منزله يوميًا عسى أن يكونَ في إجازةٍ خارج المدينةِ ليومٍ أو إثنانِ.

ولكنَني وجدتُ نفسي أتردَدُ لهُناكَ طوالَ فصل الشتآءِ ومع إشتدادِ البرد القارس أدركتُ أنهُ رحَل فعلًا.

كتبتُ لهُ الرسائل، عزفتُ لهُ الألحانَ وحتى الصلوات في الكنسية لم أتوقف عن تلاوتها يومًا عسى يعود ويُعانقي أسفلَ الأمطار المُفضلة لكلينا في يومٍ عاصف.

لقد تسائلتُ، لما رحلتَ وبقى السؤال يتردَدُ في أنحآء عقلي بِلا إجابةٍ ولا يَرّدُ عليّ سوى صدي صوتِي مُجيبًا بِلمَا رحَل؟.

غادرَ بدون قول كلمةٍ حتي الوداع لم يُلقيه!، كوك لم يكُن ليُغادر من نفسه، لقد تعاهدنا على البقآء فلما أسمحُ له بالرحيل؟.

الشخص الذي أتيتُ بحثًا عنهُ هُنا قابلتُه منذُ اليوم الأولِ، فتى القيتار ، فتى محطةِ القطارِ وهو ذاتِه فتى إصطدامِ مُنتصفِ باريس، جيون جونغكوك كانَ معي طوالَ الوقت ولم يعرفْ أحدنا الآخر؟.

لقد نظرتُ لهُ، شاهدتُه يبكي وعلى مشارِف البُكآء دمًا، ولكنني تجمدتُ بمكانِي ولم أقدر على الحركة، وظائفي الحيوية قد توقفت عن العمل لقد شُللتُ.

رأيتُه يُغادر مرةً أُخري أمامَ عينآي، جونغكوك لا ترحَل، جونغكوك ارجوكَ لما لا تسمعنِي؟، لقد صرختُ بأعلى صوتِي، حبالي الصوتية على وشكِ الإنهيار أجبنِي.

أفقتُ من شرودِي على مكانٍ فارغٍ مليئ برائحته التي تتلاشي خلفه، قيتاره المُحطم أشلآءً على الأرضية، ومعطفه البُنِي على أحد الكراسي في القاعة.

لا يُمكن لكُل شيئ أن ينتهي ما إن يبدأ، ليس أنت.. أنتَ لا تنتهي ولن تنتهي من حياتي لأنكَ اساسَها جونغكوك لا تُحاول.

خلفهُ قد ركضتُ بقدمآي العاريتين، أسفل الأمطار المُتساقطةِ، مهلًا جونغكوك إنتظر تايهيونغ خاصتُك لا تُدِر ظهركَ لي بهذا الشكل، لا تكسرني مرتين أرجوكَ.

𝗠𝝣𝗟𝗢𝗗𝗬 𝗢𝗙 𝗧𝗛𝝣 𝗥𝗔𝗜𝗡 | 𝗧𝗞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن