00:23.

1.1K 78 43
                                    

[أكثرُ الأشيآءَ الجميلةِ والثمينةِ لا يُمكننَا سماعَها ، القلبُ فقط هو من يُمكنهُ إستشعارهَا]

دخَل الأرنبي غُرفتهُ واضعًا القيثارة أسفل سريرِه، لقد عاد للتو من الخارِجِ بعدما أحضر قيثارةً من أجلِ مُساعدة فتى البيانو كما يدعوهُ، وإن كان يرغبُ فعلًا في مُساعدته فعليهِ أولًا أن يُخبئ الأمر جيدًا.

جلس على سريرِهِ ناظرًا للسقفِ بصمتٍ، أدخلَ يدهُ أسفلَ وسادته ليسحب الصورةَ الصغيرة لعزيزه من اسفلها، لقد كانت مُمزقةً مُسبقًا وآثار الشريط اللاصقِ قد لعبت دورًا كبيرًا في إخفآء ملامح صديقه الصغير بطريقةٍ مُزعجة.

رفع عينيهِ ناظرًا لوالده الذي دخل الغُرفة في نفسِ الوقتِ الذي أخفى الصورة اسفل وسادته ثانيةً، والده لايعرفُ أن إبنه قد لملم قطع الصورة المُمزقة من النفايات وأعاد مُحاولةَ إصلاحها وها هي معه منذُ عامين.

"لقد أتيتَ للتو من الخارج، أين كُنتَ؟" سأل والده مُنعقد الحاجبينِ بنبرةٍ هادئةِ والآخر قد إعتدل في جلسته "لما أحضر مُحاضرات الجامعةِ منذُ فترةِ، ذهبتُ لأطلُب مُلخصًا من أليكس" أجابَ جونغكوك بنفس النبرةِ "جيد، تناول غدائكَ وتعال لغُرفة المعيشة علينا أن نتحدث".

—على لسانِ تايهيونغ.

قبلَ أربعة سنواتِ جونغكوك قد رحلَ بدونِ أي تبريرٍ، تركني وحيدًا مُشعرًا قلبي بالخيانةِ الشديدةِ ممن أحب، اشعُر بسعادةٍ تحتويني الآن بقدرٍ ما بكيتُ في الماضي سعيدٌ لأنني بقيتُ أثقُ في جونغكوك حتي الآن.

لقد تألمتُ كثيرًا وعشتُ ما هو الأسوأ بعد رحيلهِ، كما لو أنني قد تم التخلي عني للمرةِ الثانيةِ، عاد الطُلاب للسُخرية مني، التنمُر عليَّ ولهذا كان ينتهي اليوم المدرسي بكوني قابعًا في المشفى وحدي أبكي من ألم فِراقه.

لقد تألمتُ كثيرًا ولكن لا أظُنني كُنتُ الوحيد، جونغكوك قد ذاقَ درعًا هو الآخر بعد رحيله، لا يُمكنني تخيل ما حدثَ لهُ بسببي، كان يجبُ أن أعرف ذلك منذُ البدايةِ، جونغكوك قد خسرَ ثقة والده بسببي ولا أظُنه سعيد، لأنه لطالما أحب والده، آسف جونغكوك لأنني أفسدتُ علاقتكَ ببطلكَ الخارق، انا فتًا سيئ.

رفعتُ رأسِي ناظرًا للمنزلِ الصغيرِ على أحد جوانبِ الرصيفِ، قطع الثلج قد غطتهُ بطريقةٍ مُسالمةٍ للغايةِ، وكانت هذه هي الخطوة الأولي للتزيين من أجل عشية عيد الميلاد، إبتسمتُ بخفةٍ مُغطيًا وجهِي بحرصٍ مُستخدمًا وشاحي الأسود.

نظرتُ للصندوق بين يديَّ من ثُم رفعتُ رأسي ناظرًا لضوءِ إحدي الغُرف مُشتعلًا في المنزل المُقابل، تنهدتُ عميقًا وإقتربَتُ بخطواتٍ رزينةٍ وقلبٍ خافقٍ بشدةٍ، نسيمُ الهوآء الباردِ قد ضربَ بشرتي الحنطيةِ مُسببًا رعشةً خفيفةً لجسدي.

𝗠𝝣𝗟𝗢𝗗𝗬 𝗢𝗙 𝗧𝗛𝝣 𝗥𝗔𝗜𝗡 | 𝗧𝗞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن