𝗠𝝣𝗟𝗢𝗗𝗬 𝗢𝗙 𝗧𝗛𝝣 𝗥𝗔𝗜𝗡 | 𝗧𝗞

00:20.

[قبضَةٌ، رَكلةً يبدوا بعيدًا هُو]

———

بعيدًا للغايةِ رُغمَ قُربِهِ، وكَم يبدوا على تايهيونغ أنهُ صعبُ المِنَالُ، بل في الحقيقةِ بالنسبةِ لجونغكوك كانَ دومًا سَهَلَ المنوالِ، أحبَهُ .. أحبَهُ بكُل جوارِحهُ.

رُبما حُب الطفولةِ هُو الحُب الأول الذي يُنسى غالبًا، البعضُ قالَ أنهُ يتم بصعوبةٍ رميه الي الذاكرةِ السودآء، ولكن الحقيقةُ هي أن حُب الطفولةِ أنقى من أن يتم الرمي به.

وكَم كانَ حُبهمَا نقيًا "أنتَ مُريحٌ للغايةِ" ، لطالما إعتادَ النمري أن يُلقي بذلكَ على مسامِعِ الغُرابِي مُفصحًا عما يجُولُ بعقلِهِ، ولطالما إعتادَ الأرنبِي أن يسمعَ بكم هُو مُريحٌ للآخر.

في النهايةِ كلاهُما قد فقدَا مصدرَ الراحةِ الذي إعتادا عليهِ، فتى البيانو وفتى القطارِ كانَا الملاذ الآمن لبعضهما البعض.

—

شَدّ على حقيبتِهِ مُتجولًا في الرواقٍ بهدوءٍ، روبين قد طلبَ من تايهيونغ أن يذهَبَ للمدرسةِ بمُفردهِ بحُجةِ أنهُ مُصابٌ بالإعيآء ولكنه في الواقعِ كان مُتعبًا من رؤيةِ تايهيونغ.

بالنسبةِ لتايهيونغ كان هذا اليوم الاسوأ لأنهُ بقيَ وحيدًا مُعظم يومه بدونِ صديقه المُقرب وهذا جعلهُ حزينًا للغاية، أنهي صفَّ النوتاتِ وخرجَ هربًا من حصة التربية البدنية التي هي بمثابةِ فترةِ ترفيهٍ للطُلابِ.

عادةً تايهيونغ لا يرتادها اصلًا هو فقط يذهبُ لغُرفةِ البيانو كي يعزف إحدي مقطوعاته او يتدربُ بجدٍ على أُخري جديدةٍ ولهذا لطالما ظن أنهُ سيئٌ للغاية فيما يتعلق بالرياضةِ واللياقة البدنية، وهو فعلًا كذلك.

جلسَ على الكُرسي مُفرقعًا أصابعهُ وبدأ بعزفِ مقطوعةٍ سابقةٍ، بإبتسامةٍ هادئةٍ هوَ قد وجدَ أناملهُ تنسجُ أنغامًا بإيقاعٍ لطالما أحبهُ محبوبَ قلبهِ ورضاهُ، آخر معزوفة كانَ قد إستمعَ لها برفقةِ من عاشوا معهُ الدربَ وأنسوه ظلالَ الحُزنِ، آخرُ ما نسجت أصابعِ صديقهُ الراحل كانت تلكَ.

'لستَ وحيدًا'، كانت آخر ما سمعهُ تايهيونغ من يونغي ومع ذلكَ لقد شعرَ بالسوءِ، لاطالما كانَ شبيه الهررةِ كالكنزُ الثمينُ بالنسبةِ لهُ لاطالما إعتني بهِ ومنحهُ الأمانَ الذي لم يجدهُ مع والدتهِ قط، كان الداعِمَ ونُقطة الأملِ بالنسبة للأصغر.

في الخامِسِ من فبرايرِ، يونغي وهوسوك قد إنفصلا بسببِ سوءِ فهمٍ كبيرٍ، تركهُ وحيدًا يعزفُ على أوتارِ قلبهِ المُهشم، بعدما نسجا سويًا الحانًا بين طياتها همساتهما لبعضهما بأن احدًا لن يكون لوحده بعد اليوم، هوسوك قد أفلتَ يديه وتركهُ يواجهُ العالم بثقلٍ يُرهقُه.