00:27

1.6K 93 12
                                    

| عِدنِي وسأعِدُكَ أنّهُ وإن طالَتِ السنواتُ وغابَ وعيُكَ عن تذّكُري ستحرِصُ علي ألّا ينفّكَ قلبَكَ عنِّي |

-

بوجهٍ بائِسٍ لم تُزينَهُ سِوي تعابِيرَ مصدومةٍ ألقي بجسدهِ مُتهاوٍ للخلفِ ، وعلي كُرسيِهِ قد غدا جالسًا ، وجودِ تايهيونغ حولَهُ يجعَلهُ مُحتارًا ومُشوَشَ الذهنِ ، ..

"لِمَا لا تُغادرُ فحسب؟" نبسَ الأصغرُ للفتي الذي يقفُ بعيدًا عنهُ بضعُ سنتيمتراتٍ "وأتْرُككَ خلفي كالجبانِ مرةً ثانيةً ، إلي أي درجةٍ تظُنُني مُغفلًا جونغكوك؟" بنبرةٍ يائسةٍ قد أجابَ الأكبر "إلي أي درجةٍ تنوي قيادتِي ونفسِي للجنونِ تايهيونغ؟ ، بِيَ ما يكفِي من مساوئِ العالم فلماذا ترغَبُ في زيادةِ تعقيدِ الأمورِ؟" ، ..

"لا أنوِي تعذيبكَ بأيِ طريقةٍ كانت ، جُل ما أسعَي لهُ هُوَ إعادة ما مضَي عُوضًا عن قضاءِ ما إستبقَي لي مُتعطشًا هاويًا في ظُلماتِ الندمِ ، سأفعلُ ما بوسعي من أجلِ أن أُرجِعني حيثُ في ذاكِرتكِ بعد قلبَكَ حُفِرتُ"

رفعَ الفتي رأسهُ مُحدقًا وسطَ عيني الأشقرِ ، تايهيونغ يبتسِمُ بريبةٍ مُمررًا إبهامهُ علي طرفِ كنزتِهِ السودآءِ الصوفيةِ ، عينيهِ تلمعانِ بوضوحٍ وسطَ الغُرفةِ ، للمرةِ الأُولي تايهيونغ قد بدا مُشبعًا بالأملِ ، وجونغكوك يخشي أن يُعدهُ حيثُ أتي مُحطمًا مكسورًا ، ..

"إذًا هل ستُطيلُ النظرَ لي فحسب؟ ، تستطيعَ إمدادِي بعناقٍ حرمتنِي منهُ لسنواتٍ تبعتَها أشهُرٍ فأعوامٍ ، تستطيعُ طمأنةَ كلينَا بالحُبٍ عبرَ عبيقِ شفتينَا المُتعانقتينِ ، تستطـ.."

"يكفي تايهيونغ ، رجآءً" نطقَ الأصغر بنبرةٍ خافتة "أشعُرُ بشعُورٍ غريب يسري لأعماقي .. وقع كلماتكَ غريب" همسَ ، إقتربَ الأكبر بإبتسامةٍ دافئةٍ جاثيًا قراَبَةَ الآخر ، مد يديهِ فإنزلَقَ كم سُترتهُ الصوفية عن ساعديهِ ، ..

بدفئٍ هو قد وضعُ يديَ الأصغر بين خاصته تاركًا شفتيهِ علي أصابعِ جونغكوك ، رفعَ الغُرابي حدقتيهِ بصدمةٍ مِن أفعال الآخر المُتهورة بنظرهِ ، جونغكوك لم يسبق وأن شعرَ بذاكَ الإنقباضِ المُحبب في معدتهِ ، ..

علي الأقل ليس ما ترسخَ في ذاكرته.

"الحُبُ ليسَ غريبًا جونغكوك ، فحُبكَ كانَ كملجَئًا سعيتُ إليهِ بعد حربٍ كُنتُ فيهَا مهزومًا ، لقد هزمني حُبكَ في كُلِ وقتٍ مُنذَ أن فتحتُ عيناي أنظُر لمقدارَ ما أنعمَ به الإلهُ عليّ ، أتنعتُ حُبي بالغريب؟ ، كيفَ تصفُ مشاعري بالغرابةِ وحتي الأغراب قد إرتبطت مشاعِرهم وسط زحامِ الطُرق؟ ، بأي حقٍ تُحرمُ نفسكَ علي قلبي؟"

𝗠𝝣𝗟𝗢𝗗𝗬 𝗢𝗙 𝗧𝗛𝝣 𝗥𝗔𝗜𝗡 | 𝗧𝗞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن