ماان تحرك عثمان حتي فتحت ليلي عيونها التي غفت دون ارادتها لتقول وهي تعتدل جالسه : رايح فين
هتف عثمان بحنق : رايح الحمام ولا بلاش
قالت وهي تشير للحمام الملحق بالغرفه :ماهو الحمام قدامك
نظر لها بغيظ ليقول بتحذير شديد : ليلي انا فاهم اللي انتي بتعمليه متزوديهاش
قالت بتحدي : ولما انت فاهم قاعد معايا ليه
قال بانفعال :عشان حاسس بالذنب اني زقيتك
هزت راسها قائلة ; ماهو دي هحاسبك عليها بس مش دلوقتي
رفع حاجبه ; تحاسبيني..؟!!
اومات له وهي تتطلع لعيونه : اه طبعا امال فاكر هسكت
زفر لتقول بتحدي : وكمان هحاسبك علي كل كلامك دلوقتي
ضيق عيناه بتساؤل : كلام ايه..؟
قالت بعتاب : كلامك انك قاعد معايا عشان حاسس بالذنب مش عشان خايف عليا ولا اني قولت محتجالك..... ابعدت عيناها عن عيناه وتابعت باتهام ; فعلا مشاعرك الحقيقه بانت
رفع حاجبه بغيظ قائلا :انتي شايفه ان ده وقته
اومات له بعناد : حياتنا ملهاش وقت مناسب ياعثمان.. مفيش حاجة اهم من حياتنا
اتجه ناحيتها وانحني امامها لبهتف بعناد وهو يضغط علي أسنانه ; لا فيه .....نظرت له ليكمل :ثار اختي
تعرف مايعانيه ولكنها لاتستطيع تركه يفعل ماانتواه لتقول بهدوء وهي تمسك يده لعلها تفلح بترويضه بالحنان ; عثمان حبيبي
نزع يده من يدها قائلا بحزم : متتكلميش ومتقوليش حاجة عشان مفيش حاجة هترجعني عن اللي في دماغي
نظر الي عيونها وتابع بقطعيه : ولا حب ولا ابن ولا عيله ولااي حاجة هتمنعني
تخازلت نظراتها امام عنفوانه لتوميء له قائلة بصوت امتزج بالدموع : يبقي روح ياعثمان.......اعمل اللي انت عاوزة بس اعرف انك لو خطيت في الطريق ده هيبقي نهايه طريقنا مع بعض
تهادت القسوة لملامح وجهه منا نطقت به ليمسك ذراعها بقوة مزمجرا :متهددنيش
تجاهلت ألم ذراعها من قبضته لترفع عيناها الدامعه اليه قائلة :انا بخيرك .... ياروح تقتل وتوسخ ايدك بالدم وتتسجن ياتكمل مشوارك مع ابنها ومتخليهوش يفقد تاني حد بيحبه
احتقن وجهه بالغضب : واسيب اللي قتلت اختي
قالت بصوت اجش من فرط الحزن : هتسيبها لربنا يحاسبها..... انت مش ربنا عشان تعاقبها
هتف بغضب وهو يضغط علي ذراعها ;متتجاوزيش حدودك
قالت بتحدي وهي تتطلع لعيناه بعيونها التي امتزج خضارها بالاحمرار: انا ماليش حدوك عشان اتجاوزها
هتف بتحذير : ليكي واعرفيها كويس
هزت راسها ونزعت ذراعها من يده قائلة :انت اللي تعرف حدودك ياعثمان وحدود حبي وقلبي مش هتسمحلك تمشي في الطرق ده
هتف بغضب : امنعيني لو تقدري
قالت باستسلام ظاهري : انت عارف اني مقدرش.... بس انت كمان متقدرش تجبرني اكمل معاك....... لو نفذت اللي في دماغك
انا وآدم هنسيب البيت ومش هرجعلك مهما تعمل
اهتاجت اعصابه من تهديدها له بتركه والذي لم تعنيه ولكنها مضطرة ان تضغط عليه ليقول وقد اتخذ قراره ; اعمليها لو تقدري
تبعته عيناها التي انهمرت منها الدموع ساخنه وهوويتحر تجاه الباب ولم تفلح في منعه بينما قلبها الذي يكاد يتوقف يطلب من الله معجزة
بنفس لحظة فتحه للباب كان عمار يفتح من الجهه الاخري ليعقد حاجبيه قائلا :انت رايح فين
هتف عثمان بعنفوان : مالكش دعوه
امسكه عمار قائلا : استني بس وخد رد علي المكالمه دي
ابعد عثمان الهاتف بعصبيه قائلا : في ايه.... انت هنلعب بيا
قال عمار مهدئا : اهدي بس يااخي واسمع
هز عثمان راسه وتحرك تجاه الباب رافض النظر الي دموعها التي احرقت وجنتها
فتح عمار مكبر الصوت سريعا وهو يقول : اتكلم يامتر عثمان سامع
قال المحامي بضع كلمات قلبت كل الموازين وكأن الله قد استجاب لدعاءها وأرسل لها المعجزة : نادين الراوي اتقتلت ياعثمان باشا وهي بتحاول تهرب من المحكمه.....!!!!
.........
....
كور كامل قبضته بضع مرات قبل ان يستجيب لنداء قلبه ويقوم من مكانه ويتجه الي غرفه ابنته للاطمئنان عليها...... طرق الباب وحينما لم يتلقي رد اسرع بفتح الباب بقلق ليتوقف مكانه ماان وقعت عيناه عليها وقد سجدت بينما دموعها سبقت شهقاتها المتعاليه انهمارا علي سجاده الصلاه....
ظل واقف مكانه ليسمع صوتها المختنق بالدموع وهي لاتتوقف ككل ليله عن الطلب من الله السماح فيختلج قلبه الاسي والحزن علي حالتها والتي كانت السبب بها
رفعت راسها لتلمح ابيها وهي تنهي صلاتها نظرت له برأس منحني وعيون كسيرة
ليقول كامل بتردد : قولت اطمن عليكي قبل ماانام
قالت بصوت خفيض ;الحمد لله انا كويسه
ظل واقف مكانه بينما استمعت له يتمتم :وانا عاوزك دايما كويسه
رفعت عيناها الي ابيها الذي خطي تجاهها ليتوقف امامها مباشرة فيرفع وجهها اليه برفق بينما تمتد يداه ليمسح دموعها
قائلا بحنان : كفايه عياط عشان تكوني كويسه
اختلج الاسي قلبها لتقول ;بابا انا... قاطعها قائلا برفق :ششش عارف كل اللي عاوزة تقوليه
رفعت عيناها اليه برجاء : هتسامحني
نظر لها قائلا ;هتتعلمي من غلطتك
قالت ببكاء وهي تهز راسها ; اتعلمت وندمت والله
اومأ كامل وربت علي كتفها : ده اللي يهمني انك متقعيش في اي غلط تاني وتعرفي كويس ان نفسك دي امانه عندك لازم تحافظي عليها من كل حاجة من الغلط والكذب والخداع
تنهد ونظر لها قائلا ; انا جايز اكون شديد عليكي انتي واخواتك بس ده من خوفي عليكم من الدنيا اللي احنا فيها
نظر اليها وتابع : شيرين انتي واخواتك اغلي حاجة عندي وقسوتي عليكي كانت عشان اتكسرت
قالت بصوت مختنق بالبكاء ; اسفه
هز راسه وربت علي كتفها قائلا : خلاص ياشيرين الموضوع ده لازم تعتبريه صفحه واتقفلت..... المهم دلوقتي انتي لازم تقفي مع نفسك وتقرري هتعملي ايه في حياتك مش هتفضلي واقفه مكانك
قالت برجاء : لو حضرتك هتقف جنبي وتسامحني هقدر اقفل الصفحه دي
قال بحنان ; انا جنبك دايما انا وامك واخواتك
...............
......