انصدمت ملامح كامل ونظر الي يحيي بعدم تصديق بينما اسرعت شيرين تبتعد بخطوات متعلثمه
ليقول كامل بدهشة : ايد مين اللي بتطلبها ياسيتده الرائد
نظر الرائد يحيي الي كامل بحرج من اندفاعه فكيف يخطوه كتلك بلا مقدمات بل والادهي انه طلب فتاه لم يراها الا اليوم لبضع ساعات..... ليرفع عيناه ويتابع بتبرير ; متأسف يافندم بس انا قولت ادخل البيت من بابه
اومأ كامل بتقدير ثم بدأ بنبره هادئه يلفت نظر يحيي الي أبعاد خطواته ; وهو مش المفروض قبل ما تدخل باب تعرف الاول ايه اللي ورا الباب ده
فرك يحيي يداه بحرج وتابع بتقدير ; يافندم كفايه انها بنت سيادتك
ابتسم كامل بهدوء قائلا : متشكر يايحيي بس ياابني برضه مينفعش تطلب ايد واحدة كل اللي تعرفه عنها أنها بنتي
خفض يحيي عيناه فلن يقول لابيها انها اجتذبت انتباهه منذ أن وقعت عيناه عليها ليكمل كامل : شيرين ليها ظروف معينه وانت متعرفهاش
نظر له يحيي ليتنهد كامل ويكمل ; واكيد الوقت والمكان مش مناسب خالص لطلبك ده
اومأ يحيي قائلا : متأسف يافندم انا بس.....قاطعه كامل بحزم ; مفيش بس
........
... التفتت عبير الي شيرين التي كانت ملامح وجهها بلا تفسير لتسالها بقلق :
في ايه مالك ياشيرين..؟
قالت وهي تهز راسها : مفيش ياماما
جلست شيرين بجوار امها ونصف ساعه وانتهي الحفل..... لم يقل والدها شئ وهي لم تتحدث في شئ..... ولكن حينما دخلت الي غرفتها جلست مكانها تتذكر تلك الرجفه التي سرت في عروقها من تلك النظره بالاعجاب التي رأتها في عيون ذلك الظابط الشاب لتنفلت منها تنهيده بحسره والم في قلبها فهي كانت تتمني ان تري مثل تلك النظرة بعيون عمار..... تنهدت مجددا وبدأ عقلها بالتدخل بينما استسلمت لفكرة انها مازالت تكن المشاعر لعمار....!!!
ومن لا تفعل بعد موقفه الرجولي معها
وهنا توقف عقلها ليرجع الي كل ما مر عليها من ذكريات..... كلامه ... نظراته....احتقاره
اشمئزازه منها..... تنهدت باحتراق اكبر وقد تتابعت الأفكار والذكريات...... ابدا لم تري تلك النظرة بعيناه وستكون واهمه ان ظنت انها ستراها.... تلك النظرة جعلت تفكيرها يتغير....!! فتلك النظره بالاحترام والإعجاب تصل لأي انثي خاصه من كانت تحمل كل تلك الجروح ومن لم تري بنظرات الجميع الا الاحتقار..... انتفضت من شرودها علي صوت امها ; شيري
: ماما
عقدت عبير جبينها قائلة ; انتي لسه مغيرتيش هدومك
قالت شيرين بتعلثم ; هقوم اهو
اغلقت عبير الباب وسألت شيرين بفضول لم تستطيع اخفاؤه : هو ايه اللي حصل في الحفله..... مين يحيي ده..؟
قالت بتعلثم وحمرة وجهها تفضحها : مين يحيي..... مش عارفه
رفعت عبير حاجبيها : والله ياشيري.... انتي ناسيه اني ماما.... يعني مباحث اكتر من سياده اللواء وطالما مش هتقولي مش هقولك انا كمان
هزت شيرين كتفها واخبرت امها : ابدا ده تقريبا ضابط كان في الحفله و......
تهادت الابتسامه لوجهه عبير بارتياح من تعب قلب ابنتها
لتقول : عشان كدة بقاله ساعه بيكلم ابوكي في التليفون
اتسعت عيون شيرين بصدمه ; انتي بتهزري
هزت عبير راسها ; لا وانا ههزر ليه..؟
قالت شيرين وهي تحبط فرحه امها : متفرحيش اوي ياماما.... اصلا انا مش بفكر في الموضوع ده
قالت امها باهتمام ; امال بتفكري في ايه.... ؟!
ظلت شيرين صامته بينما لاتعرف بالفعل في ماذا تفكر او تشعر بينما مازالت كل أحداث الماضى تؤثر عليها... جلست عبير بجوارها قائلة بقلق واهتمام ; شيري حبيبتي شاركيني في تفكيرك وتتكلمي معايا وخدي رايي
تنهدت شيرين وهي تتطلع لأمها التي قالت باستفهام : شيرين...... انتي بتحبي عمار..؟
هزت راسها قائلة بحيرة : مقدرش انكر ان لسه عندي مشاعر ناحيه عمار.... حبيته لما قربت منه وشفت شخصيته ورجولته وكل صفاته الحلوة.... بقالي شهور مش،بحلم بحاجة غير انه يسامحني.....بس النهارده لما شفت نظرت يحيي ليا حسيت اني متلخبطه..... نظراته كلها إعجاب واحترام عمري ماشفتيها في عيون عمار وده خلاني اتلخبط
اومات عبير لتقول بهدوء : اسمعي ياشيرين انا كنت ضد ابوكي في رفضه لامجد ومكنش عندي مانع تكملي معاه لان الي خلاه يرجع ويحاول انه يتجوزك بعد كل اللي حصل هو انه بيحبك وعشان كده كنت موافقه جدا تتجوزي أمجد...... بس للاسف لو عمار فكر يرجعك ويسامحك زي ماانتي مستنيه فأنا هقولك لا والف لا
.....نظرت شيرين الي امها باستنكار : لا اومات عبير قائلة ; ايوة ياشيرين عشان مكنش هيجيلك من وراه غير وجع القلب......الراجل كل مايحب.... عمره ما يقبل حد يبص لحبيبته..... الغيره دايما من طبع الراجل واللي غير كدة مبعترفش بيه..... هما ربنا خالقهم كده... يحبوا اوي يغيرو اوي
والمفروض ان الست بتحب غيرة جوزها عليها إنما انتي في كل غيرته عليكي هتكرهيه عشان هتكون شك مش غيره......!
شيرين ياحبيبتي قلبك هيوجعك مع نظراته وكلامه
قلبك هيوجعك لما تحسي دايما ان فرحته بيكي مكسورة.....
قلبك هيوجعك عشان دايما هتحسي انك ناقصه قدامه مهما كنتي مثاليه
قلبك هيوجعك وانتي عايشه في بيت راسك مش مرفوعه فيه.... نظره اخوه ليكي اتغيرت.... مش هتقدر ترفعي عينيكي في حد وأولهم هو.....!
دايما هتحاولي ترضيه ولو علي حساب نفسك ولو علي حساب كرامتك...... دايما الغلط دي هتفضل بينكم.... وهتاخد من سعادتك لغايه ماتقضي عليها
عشان كدة مهما تكوني بتحبيه هقولك لا ياشيرين اوعي تتجوزي واحد عينيك مكسورة قدامه عشان الحب مش كل حاجة في الجواز.... في راجل عشان بيحبك وبيعمل كل حاجة عشان يسعدك يخليكي تعشقي تراب رجليه وفي راجل تكوني بتحبيه بس من كتر جرحه قلبك يموت....
وضعت عبير يدها فوق يد ابنتها برفق وتابعت ; يحيي البدايه اللي ربنا بعتهالك انسي كل الماضي وإبدأي من جديد
نظرت شيرين لأمها بشك : ولو عرف الحقيقه
عقدت عبيرر جبينها ; حقيقه..؟!
اومات شيرين قائلة : انا مش ناويه اخدع حد تاني
هزت عبير راسها :مش خداع ياشيرين... ربنا غفور رحيم وستار.... واذا بليتم فاستتروا ومش شطاره انك تجاهري بذنبك وتقولي مش بخدع حد... ظالشطارة انك تحافظي علي توبتك وتستغفري وتاخدي عهد علي نفسك ان الماضي صفحه واتقفلت
اومات شيرين قائلة : كلام حضرتك صح ياماما بس حاليا.... انا لسه مش مستعده
فتح كامل الباب قائلا ; كنت واثق انك ماصدقتي ياعبير وجريتي تقوليلها
قالت عبير : انا ياكامل
قال كامل بحزم : عبير سمعتي بنتك قالت ايه...... ده بالضبط الي انا قولته ليحيى انها مش مستعده
نظرت له عبير بعتاب ليكمل : انا قولتله علي ظروفها وأنها مطلقه من كام شهر والراجل تفهم انها لسه محتاجة وقت وده اللي شيرين محتاجاه دلوقتي انها تاخد وقتها لغايه ما تتخطي كل اللي حصل
..... مش اي حد تكمل معاه حياتها وخلاص المرة دي لازم تختار صح
........
....
ماان طرقت مي الباب ودخلت لمكتب عمار حتي قال سريعا : مي وحياتى ابوكي انا مش رايق لهزارك النهارده.... عندي صداع هيفرتك دماغي
قالت بلهفه وهي تندفع اليه ; ليه بس بعد الشر عليك
اوقفها مكانها باشاره من يده : مكانك وروحي مكتبك
: عمار
أشار لها بحزم ; بس يابنتي بقي قولتلك طلعي الموضوع من دماغك
قالت بمرح ; علي فكرة طلعته واستسلمت بس ده ميمنعش انك عزيز عليا ولازم اطمن عليك
قال وهو يفرك راسه : اطمني وروحي علي مكتبك
قالت وهي تشير الي الملفات التي تحملها : جبتلك ملف الضرايب اللي طلبته امبارح
قال بجبين مقطب : ضرايب ايه بس.... بقولك عندي صداع
قالت باهتمام ; تحب اجيبلك دوا للصداع
دخلت هاله بنفس الوقت قائلة ; انا جبت الدوا
التفتت مي الي هاله ببرود لتبادلها هاله نفس النظرة البارده فهي سكرتيرة عمار وجاده للغايه بعملها وتري مي مستهتره وليست كفء واغلب الوقت تقضيه في محاوله جذب انتباه عمار
قالت وهي تاخذ من يدها الملف الخاص بالضرائب : هاتي ده وتفضلي انتي ياانسه مي انا هشوفه مع عمار باشا
قالت مي ببرود : لا يامدام هاله اتفضلي انتي وانا هشوفه
احتدت نظرات المرأتان ليزفر عمار بضيق فهو ليس بمزاج لشجارهم اليومي فهاله تريد إثبات حقها بالشركه بأنها اقدم من مي ومي تريد إثبات حقها بعمار نفسه ; مي سيبي الملف لهاله وروحي شوفي شغلك
نظرت هاله بانتصار لمي التي تحلت بالبرود وهي تعطيها الملف الذي لم يعي عمار منه شئ بينما أراح رأسه للخلف وترك لهاله مهمه مراجعته واعطاءه نبذه عما يكون بداخله
...........
...
تحرك عثمان بخفه بينما يكمل ارتداء ملابسه ليقول : ليلي لو سمحتي هاتيلي الكرافت السودا من عندك
لم يتلفي منها اجابه بينما شردت وهي ترتب الملابس بالخزانه ليتحرك ناحيتها.... استدارت له ماان شعرت بيداه تطوق خصرها... مالك سرحانه في ايه ... ؟
هزت راسها ورفعت يدها اليه بهاتفها : ايه رابح في البنت دي
نظر لها بعدم فهم... لتساله ; حلوة.... ؟
نظر لها بخبث : ايه يالولو انتي عامله ليا كمين ولاايه
هزت راسها : لا دي عروسه لعمار
نظر لها بصدمه بينما تابعت : انا اتعرفت علي كذا بنت لطيفه جدا في النادي وبقول.... قاطعها بعدم تصديق : انتي بتتكلمي بجد
: وانت شايفني بهزر... ده انا بعد التمرين بتاع ادم كل يوم لازم اقعد ساعتين عشان اشوف له عروسه مناسبه
هز راسه قائلة : لا ده جنان رسمي.... انتي قلبتي علي دور الام ليه كدة
: الله مش خايفه عليه
: تقومي تعملي خاطبه وتروحي تدوري علي عروسه علي اساس انه عنس مثلا
قالت برفق : ياحبيبى لا طبعا بس خايفه من صدمته انه فعلا ميتجوزش
: لا ياستي اطمني هيتجوز لما يبقي عاوز يتجوز
: وده امتي... ؟
: لما يحب
: ماانا باختارله بنت يحبها.....
رفع حاجبه ; لا ياشيخه
اومات له ليمسك كتفها بذراعيه قائلا : قوليلي ياليلي انتي حبيتيني ليه
لمعت عيونها ونظرت له مطولا قبل ان تقول بدلال : من غير سبب... لقيت نفسي بحبك
: يعني مش عشان انا حلو
هزت راسها ليتابع ; يبقي بطلي بقي دور الام اللي عاوزة تحوز ابنها واحدة حلوة وخلاص وسببيه هو هيتجوز لما ربنا يريد
وضعت راسها علي ذراعه قائلة : عندك حق بس هو صعبان عليا
: لا ميصعبش عليكي اللي بيعمله هو الصح لازم ياخد وقته
اومات له وظلت تحيط ذراعه بيدها وتستند براسها اليه قبل ان تتذكر قائلة : طيب انت حبيتني ليه بقي ياباشا...
شاكسها وهو يتطلع اليها بشغف بينما ارتفع فستانها الأزرق القصير فوق بطنها المنتفخه وحدد منحيات جسدها بنعومه ليقول : عشان حلوة.
: ياسلام
اومأ لها واحاط خصرها بذراعيه قائلا بمشاكسه : اه طبعا... محبش ليه بنوته حلوة بعنين خضره وخدود حمرا وشفايف تجنن ولا جسمها..... قاطعته بجبين مقطب وزجرته قائلة : بس ياقليل الادب.... بقي هو ده بس اللي اتجوزتني عشانه
ضحك بصخب علي غضبها ليداعب وجنتها بظهر يده قائلا ; امال عشان طيبه وحنينه وقلبك ابيض وعندك كبرياء وشجاعه وجدعنه مثلا
ضحكت ليضمها اليه ويقبل راسها قائلا : خطفتي قلبي ياليلي من اول ماشفتك
: وانت كمان خطفتني كلي مش قلبي بس
ضحك قائلا : طيب ايه رايك اخطفك تاني
نظرت له باستفهام : تخطفني فين..؟
غمز بعبث : في اي أوتيل نقضي الليله مع بعض احسن ادم كابس علي نفسي ومش عارف استفرد بيكي
ضحكت بنعومه ; كل ده عشان بقاله يومين بينام جنبنا
قال باشتياق وهو يضمها اليه ; وهما يومين شويه يامفترية.... انا مقدرش علي يوم واحد بعد عنك
نظرت له بطرف عيناها شزرا قائلة : ياسلام... ماكنت بتقدر زمان... فاكر اول ماتجوزنا لما سبتني عشر ايام .... هز راسه سريعا وجذب ربطه عنقه وسترته من الخزانه قائلا : لا مش فاكر
اسرع يأخذ جاكيته ويختفي من الغرفه قبل ان تبدأ نوبه جنون هرمونات حملها ويبدو انها اليوم تريد تذكيره بافعاله السيئه
ضحكت ليلي في اثره واسرعت خلفه.... استني
هز راسه : لا ورحمه ابوكي مش ناقص خناق
اسرعت تمسك بذراعه قاءلة: مش هتخانق
نظر لها بشك لتبتسم له برقه قائلة : هربطلك الكرافت
سرعان مااستجاب لدلالها ووقف امامها بطوله الفارع لتبدا بعقد ربطه عنقه له بينما تتحرك اصابعها برقه ودلال وهي تتطلع له بعيونها الحلوة ليقول بأنفاس متمهله..... ماتجي تربطيهالي في الاوضه
هزت راسها وقالت بدلال : توء
تلكأت عيناه فوق شفتيها ليقول بشغف وهو يحيط خصرها بذراعه : توء ليه بس... جوه هتركزي اكتر
قالت بمكر انثوي وهي تبعد يداه عن خصرها : بطل اللي بتعمله وانا اركز
انتفض من مكانه ماان ارتطم ذلك الشيء الاسود بظهره ليلتفت الي مصدره فتتعالي ضحكه ليلي ماان رفع ادم تلك البندقيه الكبيرة وعاد ليسدد طلقه اخري مجددا تجاه عثمان الذي قال بعيون متسعه : انت بتضرب عليا ياباشا
اومأ ادم قائلا : اه عشان كل شويه بتاخد مامي ليلي مني
رفع عثمان يداه بطريقه مسرحيه ; ابدا محصلش ياباشا دي بس كانت بتربط ليا الكرافت
قال ادم بتذمر ; وهو انت بيبي مش، بتعرف تربطها...اذا كنت انا بعرف اربط الشوز بتاعي
أفلتت ضحكتها علي لماضه الصغير الذي ستاكله بيوم من الأيام من فرط جماله
بينما تعالت ضحكه عثمان الصاخبه واتجه اليه يحمله ويضمه اليه.... انت باشا فعلا
قال ادم بجبين مقطب : بطل تاخدها مني عشان متزعلش منك ياعثمان
رفع عثمان حاجبه بصدمه مرددا : عثمان
قال ادم وهو يلوي شفتيه : قصدي خالو عثمان
ضحك عثمان قائلا ; حاضر ياباشا أوامر تانيه
: اه عاوزك تجي معايا التمرين زي مامي
اومأ له بحنان : اجي حاضر
قال ادم وهو يغمز لليلي ببراءه : وتاخدني انا وهي ناكل بيتزا ونلعب
ضحك عثمان قائلا : طبعا هي اللي موصياك
ضحك اجم وهز راسه لتقول ليلي بعتاب : كدة ياباشا بتعترف عليا
:.........
![](https://img.wattpad.com/cover/242472600-288-k668665.jpg)