انتظمت أنفاس عثمان الواضع راسه على صدرها بينما استرسلت ليلي بتمرير يدها برفق في خصلات شعره الفاحم تتساءل متي احبته كل هذا الحب ومتي أصبحت راحته وسعادته همها دون التفكير في اي شئ اخر
مررت يدها برفق علي ملامح وجهه المنحوت وابتسمت وهي تفكر انه كاابن صغير لها طفل عنيد برأس يابس كالحجر ولكن بقلب صافي رقيق حتي في كل تصرفاته....
.............
...
ضمت شيرين ركبتها الي صدرها تبكي ككل ليله والندم يأكل قلبها فهاهي فقدت امها كما فقدت عمار كما فقدت كرامتها واحترامها لذاتها حينما فرطت في نفسها وشرفها بتلك السهوله تحت مسمي ساذج لا تنخدع به فتاه بنصف تعليمها او المفترض تربيتها وعائلتها ..... هزت راسها بندم شديد تتمني لو لم يحدث شئ من هذا...لو كانت حافظت علي ثقه ابيها وامها ومن بعدها ثقه الرجل الذي أعطاها اسمه..... . لو علي الاقل تحلت بالجرأه واخبرته بكل شئ بدلا من خداعه...!
............
....
التفت عمار بدهشه الي تلك التي عبرت السياج الخشبي وتوجهت ناحيته تحمل بيدها طبق به بعض الحلويات
قال بينما تمد يدها له به : ايه ده.؟
هزت كتفها قائلة : ماما باعته ده ليك ..؟
رفع حاجبه : والسبب..؟
ابتسمت قائلة : من غير اي سبب.... تقدر تقول كدة ان ماما دي ست مصريه اصيله تحب لما تعمل حاجة حلوة تدوق الجيران وبما انك الجيران بعتت ده ليك
نظر الي الطبق الذي رفعته اليه ثم الي وجهها ذو الملامح الدقيقه التي كللها ذلك الشعر الاسود الكثيف الذي تتميز به كما تلك التلقائيه التي تتحدث بها
ابعد عيناه عنها واخذ الطبق من يدها قائلا بتهذيب : طيب ياجيران متشكر وياريت تخلي الهانم والدتك متتعبش نفسها
هزت مريم كتفها قائلة : هقولها ولو اني قولت لها كتير ياماما ده اكيد عنده شغالين بيعملوا اكل وحلويات بس هي مصممه تدوقك أكلها
مد يداه الي الطبق وتناول قطعه من الحلويات التي فاحت رائحتها قائلا بتواضع للرد علي كلامها ; تسلم ايدها حلوة جدا
أفلتت ضحكتها لتساله : بجد.؟
اومأ لها لتقول : يعني احلي من أكل الشغالين اللي عندك
رفع حاجبه وضحك قائلا : شغالين مرة واحدة
اومات له وجلست علي حافه السور الخشبي قائلة : اه... مش عندك سفرجي وطباخين وكدة زي الافلام
ضحك وهز راسه قائلا : لا مش اوي كدة
نظرت اليه بشغف فهي تريد أن تعرف عنه أي شئ وقد شفل بالها وهو دوما وحيد جالس في الحديقه شاردا طوال الليالي التي يقضيها هنا... :أمال... يعني ممكن تقولي اصلي بصراحة عندي فضول اعرف الناس الاغنيا اللي زيك عايشين ازاي... زي الافلام اللي بنشوفها
ضحك من قلبه علي تلقائيتها : لا ياستي مش زي الافلام عايشين عادي والله والدليل اننا جيران وعايشين في نفس الشاليه
رفعت حاجبيها قائلة : بصراحة استغربت... يعني ليه مش فيلا ولا قصر مثلا
ابتسمت متنهدا وهو يتذكر ان ندي من أرادت شراء هذا المكان قبل سنوات طويله وكان وقتها بدايه ازدهار عمل عثمان بعد ان استكمل مسيرة ابيه ليدفع نصف ثمنه ويقسط الباقي.... هاي سرحت في ايه..؟
: ابدا
: طيب قولي بقي
نظر اليها مطولا لتلتقي عيناه البندقيه بعيونها الواسعه ذات الاهداب الكثيفه قبل ان يهز راسه قائلا : الحاجة الوحيده اللي هقولها... تصبحي علي خير يادكتورة
رفعت حاجبيها بدهشه من إغلاقه الحديث بتلك الطريقه لتتساءل ان فعلت شئ خطأ : انا اسفه لو سؤالي ضايقك
هز راسه قائلا بابتسامه بسيطة : لا ابدا.. انا بس هاخد طبق الحلويات ده اكله وانام
اومات له بقليل من الاحباط ليستأذن قائلا : تصبحي علي خير
اومات له ; وانت من اهله
اتجه الي الباب ليستدير اليها مرة اخري فيري في عيونها نظراتها المحبطة التي تجاهلها وهو يقول : اشكري والدتك علي الحاجة الحلوة
...........
...
![](https://img.wattpad.com/cover/242472600-288-k668665.jpg)