( قراءه ممتعه... رونا فؤاد)
في ليله راس السنه بالإسكندرية عروس البحر المتوسط جادت الأمطار بقطراتها التي تساقطت من السماء بخفه مع اقتراب عام جديد بعد دقائق لتتلألأ انوارها كما تلألأت انوار ذلك المنزل المهيب كصاحبه ذو الملامح الجامده الذي كان جالس يتطلع الي ارتطام تلك القطرات بزجاج تلك النافذة الضخمه خلف مكتبه
قاطع ذلك الهدوء المحيط به صوت هذا الصغير ..... خالو...
نظر الي هذا الصغير ذو الخمس سنوات الذي فتح باب الغرفه وركض اليه ليقوم من مقعده الجلدي الوثير يحمله قائلا يجبين مقطب : ادم..... اية اللي مصحيك لغايه دلوقتي
فرك الصغير عيناه الناعسه وقبل ان يقول شئ كانت تلك الفتاه العشرينيه تدخل ركضا الي الغرفه بأنفاس لاهثه ووجه هربت دماءه ماان فتحت عيونها ووجدت ان الصغير خرج من غرفته بهذا الوقت لتركض الاسفل وقبل ان تستطيع اللحاق به كان يدخل الي عرين الأسد والذي يتمثل بغرفه عثمان الباشا ذلك الوحش المخيف الذي يجعل كل من بالمنزل يرتجفون فقط بنظره من عيناه الثاقبه لأقل خطأ وهاهي ارتكبت خطأ و غفلت عن ابن اخته ادم ذو الخمس سنوات....!
ارتجفت اوصالها ماان تقابلت عيناها بتلك النظرات الثاقبة لهذا الرجل الذي يهابه الجميع و الذي هو عكس تمام اخته الصغيرة ندي والتي هي امرأه شابه لطيفه وأخيه عمار ذلك الشاب اللطيف ذو العشرون عاما
قال بنبرة جامده ; اية اللي منزل ادم من اوضته في وقت زي ده
قالت بتعلثم ; اسفه ياعثمان بيه لازم صحي يدور علي ندي هانم..... غفلني و نزل لحضرتك ..... قاطعها باشارة من يده وهو يقول : اظن وظيفتك هنا أن عينك متغفلش عنه
اومات له ليكمل بتحذير ; لو غفلتي عنه مرة تانيه اعتبري اخر يوم ليكي في البيت
هزت راسها وهي تخفض عيناها عن نظراته المخيفه : حاضر
نظر الي الطفل المتعلق بعنقه ليقول بعتاب لطيف : اخر مرة ياباشا تنزل من سريرك في وقت زي ده
قال الطفل بصوت ناعس : مامي فين.. ؟
داعب خصلات شعرت بحنان قائلا : عندها مشوار مهم
قال الطفل باستفهام : مشوار ايه...؟
ابتسم لهذا الصغير الذي يعتبر الوحيد الذي يستطيع استجواب عثمان الباشا
ليقول : بابي وصل وبتجيبه من المطار
قال الطفل بحماس : جاب ليا الهديه اللي طلبتها
اومأ له قائلا : طبعا
نظر الي خاله قائلا : وانت جبت ليا الهديه اللي طلبتها كمان
اومأ له قائلا : طبعا.... لو نمت دلوقتي هتصحي الصبح تلاقي كل الهدايا اللي طلبتها جنب سريرك
قال الطفل بانصياع : حاضر
أشار لتلك الفتاه لتتقدم منه وهو ينحني يوقف الطفل علي قدميه قائلا : خديه اوضته وعينك متغفلش عنه
اومات بانصياع وسرعان ماكانت تخرج من الغرفه تتنفس الصعداء وتسرع للاعلي حيث غرفه الصغير لتضعه في فراشه وتطلق عتاب هامس من بين شفتيها : الله يسامحك ياادم كنت هموت من الخوف قدامه.... وحش مخيف
امتي ندي هانم ترجع ...!! دي اتأخرت اوي
............
ابتسم هذا الرجل ومال تجاه تلك المراة الشابه الجميله يقبل طرف شفتيها بحب قائلا happy new year يا حياتي كلها
..... رفع يدها الي شفتيه واكمل بحب : كل سنه وانتي منورة حياتي كلها انتي وابننا
ابتسمت بنعومه وهي تقول : كل سنه واحنا مع بعض ياحبيبي......
: ربنا يخليكي ليا وتكون سنه سعيده علينا
قالت بابتسامه تحمل عتاب لطيف : بقي كنت عاوزني استناك في البيت و اقضي راس السنه من غيرك
: مكنتش عاوزك تتعبي نفسك وتجي المطار
هزت كتفها : مقدرش افوت اول لحظة في السنه الجديدة من غير مانكون مع بعض اينعم اهي قضيناها في العربيه بس المهم اننا مع بعض
قال وهو يقبل يدها : ربما يخليكي ليا وكل السنين اللي جايه نكون فيها مع بعض
ابتسم سامح السائق من خلال مرأه السيارة إليهم فهاهم اكثر زوجين يراهم سعداء مع مرور السنوات فكم هي لاتشبه أخيها ورب عمله عثمان الباشا في شئ
قال مدحت صفوان زوج ندي الباشا بمشاكسه لسامح : بتضحك علي ايه ياسامح
قال سامح بابتسامه مهذبه : ابدا يامدحت بيه كل سنه وحضرتك طيب
ابتسم له مدحت بود قائلا : وانت طيب.... يلا سرع شويه عشان توصلنا وتلحق تقضى اول ساعات السنه الجديدة مع عيلتك
ضحك قائلا : لا ده زمان هدي اخدت زين في حضنها ونامت من بدري
قالت ندي بابتسامه ; خد ليها وردة وصحيها... خليك راجل رومانسي ياسامح
ضحك مدحت قائلا : اهي ندي حلت المشكله
ضحك الجميع لينظر سامح امامه يتابع طريقه بينما يعود مدحت لمتابعه غزله المتقد دوما لزوجته الشابه الجميله التي حظي بها بعد حرب طويله مع عائلة الباشا فهو طبيب بمقتبل العمر بينما هي الابنه المدلله لتلك العائلة الثريه ليصل اليها واخيرا بعد ان اثبت انه جدير بها وهو لايتواني عن اسعادها منذ ذاك الحين ....!
......... بقلم رونا فؤاد (قراءه ممتعه)
بالاتجاه الاخر
تعالت تلك الضحكات الصاخبه لتلك الفتاه الجميله وهي تنظر الي كاميرا الهاتف حيث يصورها هذا الشاب الجالس بالمقعد بجوارها حيث احتلت هي مقعد القياده ليقول ; happy new year نادو
صرخت الفتاه بحماس وهي تدخن تلك السيكارة الملفوفه : happy new year يوسف
تعالت الضحكات من وسط رؤسهم المخمورة
ليدخن الشاب القليل من تلك السيكارة ولكن سرعان ماكانت تلك الفتاه تختطفها منه وتدخنها بشراهة باكملها........
تعالي صوت بوق سيارة من خلفهم ليقول يوسف بتحذير ; نادين انتي سايقه بسرعه اوي ..... خفي السرعه شويه
ضغطت اكثر علي دواسه الوقود تزيد سرعتها وهي تضحك قائلة بدلال : قلبك ضعيف يايويو.... ولا خايف علي عربيتك
هز راسه قائلا : لا طبعا فداكي الف عربيه
ضحكت قائلة : حيث كدة بقي....... اكملت حديثها بالفعل حيث زادت سرعه السيارة التي تكاد تطير من فوق الأرض
بدأ يوسف يستشعر القليل من الخوف بسبب رعونتها وتلك السرعه الزائدة الي هذا الحد الخطير خاصه بهذا الطريق السريع الذي تسبب المطر بجعله منزلق خطير ليقول يوسف بتحذير : نادين... خدي بالك
لم تلتفت الي تحذيراته وتابعت قيادتها المتهورة دون أن تلتفت لتلك السيارة التي توقفت امامها فجأه ليتعالي صراخ يوسف :
حاسبي حاااااااسبي
أدارت المقود بسرعه للجانب متسببه بانحراف السيارة الاتيه بجوارها من الخلف بحدة بالغه الي جانب الطريق فجأه ليتوقف كل شئ أثر صوت ذلك التحطيم.......!
ارتدت نادين للخلف بعدما كبحت الفرامل بسرعه بينما انقلبت تلك السيارة علي جانب الطريق السريع مصطدمه بقوة بعمود الانارة الضخم..... تنفست نادين ويوسف بسرعه بينما يرون نتائج فعلتهم المتمثله بتلك السيارة التي تحطمت علي جانب الطريق......
تمالك يوسف نفسه ونزل من السيارة راكضا الي جانب الطريق ليلتاع لرؤيه تلك الدماء التي تناثرت علي زجاج ونوافذ السيارة ....... تسارعت دقات قلبه بجنون وهو ينحني ليري تلك المرأه الشابه والرجل الذي بجوارها غارقين بدماءهم حيث تقوس جانب السيارة علي جسد المرأه وانحشرت خلفه بينما مالت رأس السائق في الامام علي المقود وغرق بدماءه هو الاخر......
همهمه بسيطة صدرت عن ذلك الرجل الذي فتح عيناه ليتطلع بهلع الي زوجته متمتم : ندي
..... بينما كانت ندي تنازع وقد انحشر جسدها الصغير خلف جانب السيارة المنبعج ليحاول تخليصها متحامل علي المه الشديد ........ ماان وضع يوسف يداه علي باب السيارة يحاول فتحه لمساعدتهم حتي امسكت به نادين صارخة : انت بتعمل ايه...؟
قال بهلع وهو يفتح باب السيارة ليساعد مدحت في إخراج ندي : اطلبي إسعاف بسرعه
قالت الفتاه بصراخ وهي تتطلع حولها :إسعاف اية... يلا بسرعه احنا لازم نمشي قبل ماحد يشوفنا
قالت يوسف برفض وهو يبعد يداها : بقولك اطلبي الإسعاف بسرعه..... هيموتوا
جذبته بقوة ماان بدأ السائق يستعيد وعيه
وجاهد لفتح باب السيارة من جانبه ليحاول مساعده مدحت بيأس لتخليص جسد ندي من أسفل الحطام
لتصرخ نادين بيوسف : لو فضلنا هنا هيتقبض علينا .... لازم نمشي مفيش وقت يلا
قال بعدم تصديق : هنسيبهم.. ؟!
قالت وهي تجذبه بقوة بعيدا عن الحطام : لازم نسيبهم...... بسرعه
نظر سامح بضياع وألم ليوسف ونادين الذين هربوا وتركوهم....... هتموت ساعدوها
لم تلتفت نادين واسرعت تدفع بيوسف لداخل السيارة وتنطلق بها ليجثو سامح علي ركبتيه يحاول مساعده مدحت وكلاهما يدري انهم في عداد الموتى فسامح يشعر بهذا الألم برأسه والدوار الشديد بدأ يزداد بينما يعرف مدحت انه نصاب بنزيف داخلي ولن ينجو ولا يهتم فكل مايهتم له محاوله إنقاذ حبيبته من أجل طفله الصغير بالرغم من انه يعرف انها لن تنجو ولكن لآخر نفس سيحاول
اااااه... صرخت ندي بألم شديد بينما يحاول مدحت تخليص جسدها من أسفل حطام السيارة ليقول بألم شديد وقلب لهيف لرؤيه زوجته وحبيبته تنازع الموت ..... ندي... ندددددي... خليكي معايا ياحبيتي متغمضيش عينك....
امسكت بيده بقوة ولم تستطيع إخراج صوتها بعد ان انغرست تلك الأطراف الحادة برئتيها..... وضع سامح يده علي راسه قبل ان يتهاوي مكانه علي الارض بسبب صدمه راسه الشديده...... بضياع نظر مدحت لزوجته وهي تصارع الموت تلك اللحظات...... ازدادت يد ندي التي تقبض علي يد زوجها وحبيبها لحظة قبل ان تغمض عيناها وهو كذلك لتبدا السيارات بالتوقف حولها وتتعالي صفارات الإسعاف بالانحاء بعد ان تم الابلاغ عن هذا الحادث البشع........!
..........
...
كان كل انش بجسد يوسف يرتجف حينما ادخلته تلك الفتاه الي السيارة عنوه وقادت مسرعه قبل ان يراهم احد لتصرخ به ماان امسك هاتفه يحاول الاتصال بالنجده لإنقاذ هؤلاء : انت مجنون... عاوز تبلغ عننا
: لازم اطلبلهم الإسعاف هيموتوا علي الطريق لوحدهم
انتزعت الهاتف من يده : لا..... قلت لا
صرخ بها بعصبيه شديده : انتي مجنونه.
قالت بحدة : انت اللي مجنون عاوز يتقبض علينا...... لو بلغت هيعوفوا اننا شاربين ونروح في داهيه... يااحنا ياهما
قال باشمئزاز ; انتي مش بني ادمه
انتزع الهاتف من يدها وصرخ بها : وقفي العربيه
التفتت له : يوسف
صرخ بها بقوة : قلت وقفي العربيه
أوقفت السيارة ليزجرها باشمئزاز ; انزلي...
نظرت له لعدم تصديق ليصبح بانفعال شديد ; قلت انزلي...... مش عاوز اشوف وشك تاني
..... نزلت الفتاه وصفقت الباب خلفها بعنف قائلة : ماشي يايوسف
جلس امام المقود وانطلق بالسيارة مبتعدا عن تلك الفتاه التي تركها بوسط الطريق بملابسها الفاضحه ليضرب المقود بيده بقوة نادما علي معرفتها من البدايه......!!
بينما نادين أخرجت هاتفه بعصبيه وهي تسبه من بين شفتيها ; متخلف زباله حيوان
طلبت احدي سيارات الأجرة لتعود الي منزلها وهي تتوعده فهي لم يكن عليها من الأساس ان تعرف شاب اقل من مستواها مثله فهي نادين الرواي وهو مجرد مهندس يعمل بشركة ابيها ولكنه اعجبها منذ اول لحظة رأته بها لذا حاكت شباكها حوله لتحصل علي فريسه جديدة وتحيا مغامرة جديدة تقتل بها ذلك الفراغ الذي تعيش به....!