تعالت الضحكات الرجوليه من تلك الطاوله الممتده بوسط هذا المكان الصاخب الذي اجتمع به أصدقاء ادم الباشا للاحتفال به بعد خطبته
اقترب ذلك الشاب فارع القامه من ادم مصافحا : الف مبروك ياباشا ياصغير
صافح ادم شريف المهدي أبن جلال المهدي الأوسط واحدي اصدقاءه المقربين : الله يبارك فيك يامهدي ياصغير
ضحك كلاهما فقد اشتهر شريف المهدي بأسم جده في سوق الأعمال يحاول تخليد أسطورة شريف المهدي الكبير بأكبر محتكر لسوق الحديد
انضم إليهم العديد من اصدقاءهم وبدأت ضحكاتهم ونكاتهم تتعالي بالمكان
.........
...
حركت ندي اصابعها فوق ازار حاسوبها متظاهرة بالانشغال بما تفعله بينما تقفز عيناها كل دقيقه الي الساعه الرقميه باسفل الشاشه.... الواحدة فجرا ولم يعد حتي الآن..!
هزت كتفها وزجرت نفسها ولماذا تهتم ...؟! واحدة ولا خمسه وانا مالي.... انشالله يبات برا..!!
ابعدته عن تفكيرها وعادت لتنظر الي شاشه حاسوبها مجددا تقنع نفسها فقط انها تشعر بالغيظ منه لانه منعها من الخروج وهاهو في الخارج حتي الواحده فجرا....
......
........مال سليم ابن عامر المهدي تجاه ادم الباشا قائلا بخفوت : نصيحتي ليك اوعي تسكن مع حماك بعد ما تتجوز
ضحك ادم قائلا : انت اهبل يلا ماانا اصلا عايش مع الباشا
قال سليم بجديه : الباشا خلاص هيبقي حماك يعني تنسي موضوع خالك ده خالص واسألني انا علي جلال المهدي واللي بيعمله فيا من وقت ما اتجوزت بنته.......
ضحك ادم بثقه : يعمل فيك انت ياحبيبي.. إنما أنا لا
اصلا كلامي انا اللي ماشي علي الكل وأولهم الباشا
........ اتسعت ابتسامه سليم بنفس اللحظة التي وضع عمار فيها يده علي كتف ادم قائلا بخبث : ياواد يامسيطر...... احب اعرف رأي الباشا في كلامك...!
حمحم ادم وهو يعتدل واقفا وينظر لعمار بطرف عيناه متمتم بخفوت : ومين بس هيقوله ...
ضحك ادم ووكز كتفه بسماجه : ولما انت مش قد الكلام بتقوله ليه
انفجر الشباب ضاحكون ليقول شريف ممازحا : مسيرة يضم لسليم ويندب حظه جنبه
ضحك عمار ليوكز سليم شريف : ماتتلم ياثور انت
رفع شريف حاجبه ; مقدرتش علي جلال هتقدر عليا
ضحك الجميع ليجلس عمار معهم قليلا ثم يعتدل واقفا : علي فين ياباشا خليك معانا كمل السهرة
تثائب عمار قائلا : لا كفايه كده
نظر الي ادم بطرف عيناه : لسه قاعد
اومأ ادم : شويه
هز عمار راسه ومال تجاه سليم هامسا : انا بقول كفايه كده بدل ما جلال المهدي يعلقك
تغيرت ملامح سليم ليضحك الجميع حينما اعتدل واقفا وهو يقول : خدني معاك ياعمار باشا
تابع ادم ضحكه : اجري.. اجري ياابن المهدي
لكمه سليم وهو ينصرف : بكرة تجري زيي ياابن الباشا
.........
قامت ندي من مكانها سريعا ما ان استمعت لهدير تلك السيارة التي دخلت الفناء لتلوي شفتيها باحباط حينما وجدتها سيارة عمها لتعود الي الداخل..... لم يعد وهاهي الثانيه فجرا.....!
دقائق اخري مرت عليها وهي ماتزال تنظر للساعه..... ياتري سهران فين كل ده ط.. ومع مين
رفعت حاجبيها تحدث نفسها : وانتي مالك
: اه طبعا مالي... اشمعني هو يسهر وانا يغلي عليا...... لتضيق عيناها اخيرا وتضع الحاسوب جانبا وتتجه الي خارج غرفتها... نظرت في ارجاء المنزل الهاديء بتفكير... طبعا ياادم بيه كله نايم وانت مستغل الفرصه.....! بس هنشوف..!
.........
فتح عثمان عيناه بنعاس للحظة قبل يفتحها علي وسعها ويقفز من مكانه علي صوت صراخ ندي..... هبت ليلي من نومها مذعورة وركضت خلف عثمان...
ندي.. مالك ياحبيتي
فاااار... فأر يابابي
تجمد عثمان مكانه بصدمه فقد ظن ان العالم انهار بسبب صراخها... بابي الحقني فأر
أشار لها عثمان بيده لتثكت وتهديء بينما وضعت ليلي يدها علي قلبها تهديء من ضرباته : فأر ايه..؟
اسرع عمار من نومه وكذلك رنا واخوتها
لتقول ندي وهي تشير للشرفه : وانا في البلكونه لقيت فأر كبير اوي يابابي ماشي
فرك عثمان وجهه.... سينجلط قريبا علي يد تلك الفتاه..!
هزت ليلي راسها واتجهت لغرفه ابنها الصغير عمر تتفقده خشيه ان يكون قد استيقظ علي صراخ اخته بينما لوي اسر أخيها شفتيه وانصرف ليشير عثمان الي عمار ورنا : روحوا ناموا انتوا
قالت ندي : بابي انا خايفه واستحاله انام في الاوضه والفار موجود
لوي عثمان شفتيه : هو مش كان في البلكونه
هزت كتفها : وممكن يكون دخل الاوضه
: اعقلي ياندي ونامي تلاقي بيتهيألك ومفيش فأر ولا حاجة
هزت راسها باصرار : يابابي بقولك شوفته وكبير اوي
قالت هدي : تحب انزل انادي عم عواد يطلع يشوف البلكونه ياباشا
هز عثمان راسه : لا
: لا ليه يابابي..
: انا هشوف
تلفت عثمان حوله وهو يدخل الي البلكونه وينظر في ارجاءها ليلحظ عدم وجود ادم
: الواد ادم فين.... معقول نايم ومسمعش السارينه بتاعتك
كتمت ندي ابتسامتها المنتصره لتهز كتفها ببراءه ; لا يابابي تقريبا لسه مرجعش.
اعتدل عثمان واقفا والتفت لها مرددا : مرجعش
هزت راسها ليسالها :مرجعش منين... ؟
قالت ببراءه ; معرفش يابابي... انا نزلت من ساعتين الجراح كنت بجيب حاجات من عربيتي وملقتش عربيته
سخنت أنفاس عثمان بينما يبقي نظرة تجاه ساعته ليترك ما في يده قائلا باقتضاب : يلا نامي ياندي ومتخافيش مفيش فأر ولا حاجة
اومأت لابيها بطاعه : حاضر يابابي تصبح علي خير
قفزت بسعاده حينما تسللت علي أطراف اصابعها ونظرت بهدوء من خلال فتحه الباب لتجد ابيها ينزل للأسفل ولم يعد لغرفته لتضحك بشر وتهمس لنفسها : ليلتك سوده ياادم.... هههههه
........
..
دخل ادم الي المنزل بعد الثالثه بقليل ليتفاجيء بعثمان جالسا بالبهو بانتظار ليقول بتعلثم : مساء الفل ياباشا
نظر عثمان بطرف عيناه الي ساعته الانيقه ثم نظر الي ادم بمغزي : شكل كان عندك شغل كتير عشان اتاخرت لغايه دلوقتي
فرك ادم مؤخرة راسه قائلا : هو بصراحة ياباشا مكنتش في الشغل
رفع عثمان عيناه اليه : امال.. ؟
: يعني كنت سهران مع جماعه صحابي...
سحب عثمان نفس مطولا واعتدل واقفا واتجه الي ادم قائلا : كلمتك كتير تليفونك مقفول
: نسيته في الشركه ياباشا وقولت بكرة ابقي اخده
رفع عثمان حاجبه ليقول ادم بتوجس : ايه ياباشا التحقيق، ده... انت هتعلقني ولاايه
زم عثمان شفتيه بوعيد : لو كررتها تاني هتنام في حضن حسان ماشي
ضحك ادم قائلا : اهون عليك
: واد انت اتعدل.... سهر لغايه دلوقتي من غير مااعرف ميتكررش
: أوامرك ياباشا.. تصبح علي خير
...... ضحكت ندي بانتصار لم تخفيه بينما تظاهرت بالبراءه وهي تخرج من غرفتها بحدة إحضار الماء لينظر لها ادم بغيظ فهي مؤكد من شحنت الباشا عليه
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
............
......
في اليوم التالي جلس عثمان خلف مكتبه بالمنزل ينظر الي بعض الأوراق ليدخل اليه ادم بعد ان عاد من عمله
: مساء الفل ياباشا
: مساء النور
اخرج ادم تلك الورقه من جيبه قائلا : ايه ده ياباشا
نظر عثمان الي كشف حساب البنك الخاص بأدم قائلا : ايه. ؟
:انت رجعت المهر
اومأ عثمان بعدم اكتراث : امال هاخد منك فلوس
: بس ياباشا
قام عثمان من مكانه واتجه الي ادم قائلا : انت تدفع مهر حقها اه وانا ارجعه حقك عليا ... انت ابني يلا
ابتسم ادم وغمز للباشا قبل ان يحتضنه : وانت احسن اب ياباشا
اومأ له عثمان وربت علي كتفه ليقول ادم بمشاعر : ربنا يخليك ليا ياباشا انا مش عارف من غيرك انت وليلي كنت هعمل ايه من غير امي وابويا الله يرحمهم .. اصلا عمري ماحسيت اني يتيم
احتضنه عثمان بقوة وهو يمنع نزول تلك الدموع التي شقت صدره : انت ابني واول فرحتي ياادم
..... سرعان ماابعد ادم الدموع من عيناه ليقول بمرح المعتاد : طيب وبالنسبه لتكن الشبكه مش هيرجع
وكزة عثمان بكتفه ضاحكا : وهو كنت دفعت حاجه من جيبك
: لا ياباشا بس بصراحة ابنك اختار خاتم الماظ بأد كده
: اتلم بقي وبطل تقول عنها واد
ضحك ادم ليكمل : خليها تبطل تستفزني وانا اقول عنها ست البنات... وبعدين ياباشا طالعه لمين دي لولا قمر
وكزة عثمان : بس يالا
غمز له ادم مشاكسا ; بتغيير ياباشا
دخلت ليلي الي الغرفه قائلة : الينسون ياعثمان
نظر لها عثمان باستهجان لليلي قائلا : ينسون ايه... انا قولت عاوز قهوة
قالت ليلي بهدوء : وانا جبت ينسون.... وبعدين قهوه ايه اللي تشربها بليل كدة وانت خلاص شربت القهوة اللي مسموح بيها لليوم
نظر ادم الي ليلي ليقول بهمس ماكر لخاله : لولا مسيطرة
وكزة عثمان بغيظ متبرطما بينما تخرج ليلي : اتكتم وخد اشرب البتاع ده وانا ناقص ينسون
ضحك ادم بمكر يشاكس عثمان : ايه ياباشا اوعي تكون عجزت
القاه عثمان بالقلم الذي كان يمسكه بيده : اتلم يلا انا لسه بصحتي ولو عاوز بكرة اتجوز واخلف قبلك كمان
رفع ادم حاجبه بغيظ : انا بقول انادي ليلي ونسألها رأيها في الجواز دي....
وكزة عثمان : قسما بالله لو ماخرست ياواد انت لاكون لاغي الجوازة كلها
ضحك ادم قائلا : وهو انا هموت يعني علي الجواز.... الغيها ياباشا... انت الخسران مش هتلاقي عريس لقطه زيي لابنك ندي
رفع عثمان حاجبه بغيظ : ابني..! ؟
اومأ ادم متهكما : انا راضي ذمتك.... هو ندي ده يتقال عنه بنت.....!
لوي شفتيه وتابع بمرح : دي ارجل مني...!!
: طيب اسكت بقي واخلص خلينا نشوف مين باقي نعزمه علي الفرح....!
اومأ ادم وامسك بقائمه المدعوين ليقول :تمام ياباشا.....جواد الخولي
نظر عثمان بتفكير ليملي علي ادم باقي المدعوين
: حمزة السيوفي
اومأ ادم ليكمل عثمان
جلال المهدي
ضحك ادم قائلا : طبعا جلجل وولاده احلي شباب دول خلاص دعوتهم راحت... وكل عيله المهدي عامر وآدم وسالي المهدي الموزة كمان كمان
وكزة عثمان بتوبيخ : أخرس يلا وكمل
أدهم زهران
عقد ادم حاجبيه لحظة قبل ان تتسع ابتسامته ويكمل : ايوة بقي ده الفرح هيحلو اوي..... أدهم زهران... والموزة مراته
وكزه عثمان بتوبيخ : انا مش قولتلك ياواد انت اتلم
ضحك ادم قائلا : الله ياباشا اكذب يعني......
اطلق صفيرا وتابع :غزل هانم.... بصراحة هي دي الستات ولا بلاش...... انت ياباشا شكلك اتدبست في جوازتك وانا ربنا عالم بحالي بتدبس في واحد صاحبي
زجزة عثمان بتحذير : هقوملك..!
اتي صوت ليلي من خلفه : وتقوم ليه ياعثمان انا واقفه وراه
انتفض ادم قائلا بخفه دمه المعهوده كخاله عمار : لولا قلبي.... لسه بقول للباشا الكبير ربنا يبارك في جوازته عرف يختار بصحيح
ضيقت ليلي عيناها وهمت بالرد لولا دخول تلك العاصفه ذات الشعر الكثيف....... تجاهلت ندي ادم لتتجه الي ابيها الذي سرعان ما لانت ملامحه وتحولت لحنان خالص بينما تهمس له ببضع كلمات في اذنه
عقبها ايماءه من رأس عثمان : ماشي يانادو متتأخريش
لوي ادم شفتيه باستهجان وهو يتابع خطوات ندي وهي تخرج من الغرفه ليقول : استني هنا يابت انتي
اوقفه عثمان : بتقول لمين يابت ياواد انت
قال ادم وهو يخطو سريعا للخارج : استني بس انت ياباشا راجعلك
اسرع ادم للخارج لتوقف ليلي عثمان : في ايه ياعثمان بتتدخل بينهم ليه
.... في الخارج كانت أقدام ادم الطويله تسعفه ليلحق بتلك القصيرة قبل ان تخرج من الباب : انا مش بنادي عليكي
التفتت له ندي ببرود : مسمعتش
: لا سمعتي وانا بقولك استني يابت
قالت ندي وهي تلوي شفتيها وتتغير ملامحها : مين دي اللي بت....... انا ندي الباشا
زفر ادم بنفاذ صبر : وياتري ندي الباشا رايحه فين..؟
هزت كتفيها : وانت مالك..؟
استهجنت ملامح ادم : نعم يااختي... انا خطيبك وهتجوزك كمان كام يوم.......! وتقوليلي انا مالي ده انتي يومك مش فايت........!
اندلعت النيران بعروق ندي التي مهما تمر سنوات العمر بها مازالت تلك الفتاه التي تستفزه بجداره بينما تقف له الند بالند ولما لا وهي الفتاه الوحيده وسط كل هؤلاء الصبيان اخويها وأبناء عمها عمار ثلاثه صبيه أيضا بالاضافه لادم زعيم العصابه الذي يترصدها ويثير جنونها....!
: ماهو انت راجع وش الفجر امبارح
طرق علي مقدمه رأسها باصبعه قائلا : وانت هتعمل راسك براسي ياواد انت
لكمته ندي بغيظ : بطل تقول واد دي
احسنلك
ياباااابي
: اجري اشتكي يلا
قام عثمان من مكانه يتبرطم بكافه الألفاظ.... لاتمر لحظة من دون وقوفه لفض مشاجرتهم
جاءهم صوت عثمان الجهوري وقد ضاق بهم : في ايييه انتوا الاتنين.. ؟.......
بابتسامه واسعه كان سليم يدخل الي المنزل بينما لم يجد سيارة جلال مما دل انه لم يعد للمنزل...
صعد الي غرفته ودخل بهدوء ليتطلع الي زينه الغارقه بالنوم...!
خرج من الاستحمام ليصفف شعره الفاحم ثم يتجه الي تلك الاريكة التي القي عليها جاكيت بدلته ليخرج من جيبها تلك العلبه الصغيرة وياخذها ويتجه ليجلس علي طرف الفراش بجوار زينه.... داعب وجنتها الممتلئة بظهر يداه ثم مال عليها ليقبل طرف شفتيها برقه.... فتحت زينه عيناها لترتسم ابتسامه رقيقه علي شفتيها... سليم حبيبي اتاخرت ليه.. قلقت عليك
مال عليها وقبل وجنتها قائلا : كنت مع اصحابي بنحتفل بخطوبه ادم الباشا
اومات له وفركت عيناها الناعسه ليفتح تلك العلبه امامها... نظرت اليه ثم الي تلك الساعه الانيقه... الله حلوة اوي ياسليم
قبل طرف شفتيها قائلا : مش احلى منك ياروح قلب سليم
توسد الفراش بجوارها قائلا : امال جلجل فين... ؟
: اخد مامي وسافر القاهرة يخلص شغل
انفلت لسان سليم : احسن
نظرت له زينه ليحمحم قائلا :قصدي احسن للشغل يعني
رفعت زينه حاجبيها ليميل ناحيتها ويحيط خصرها بيده ويقربها اليه ويكمل بمكر : واحسن برضه عشان استفرد بيكي براحتي
... سليم.... كان مصير اعتراضها بين شفتيه..
..........
...
: اسمع بقي ياباشا انا مش طرطور هنا.. الهانم تقولي قبل ما تفكر تخطي خطوة برا البيت
: انا مش مالي عينك
: لا ياباشا بس انا اللي واضح اني مش مالي عينها ولا شايفاني راجل
حمحمت ندي وهزت راسها : اكيد مش قصدي
رفع ادم حاجبه : امال بتناطحي معايا ليه
انفلتت ضحكه ندي وركضت خلف ابيها تحتمي به وهي تقول : عشان بحب اغيظك....!!
......قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
... يتبع... الحلقه 4 بكرة ان شاء الله
![](https://img.wattpad.com/cover/242472600-288-k668665.jpg)