الرابع عشر

114K 3.4K 186
                                    

(مش عاوز ليك او لغيرك علاقه بيها كفايه اللي عملتوه فيها)
ظلت كلمات عثمان تتردد بأذن مصطفي الذي صعد الدرج بخطوات متخازله يشعر بمقدار تقصيره وذنبه بحث ابنه أخيه وأخيه ذات نفسه الذي تركها له امانه..... سلبيته وضعف مواقفه تجاه ماتفعله زوجته هو ماادي بهم الي هذا الحال..... كان يجب أن يحميها بدلا من ان يفعلها الغريب ليحترق صدره بألم ووجع متساءلا عن حالها...! ؟!
مع آخر خطوة من الدرج تفاجيء بمديحه متكومه بجوار باب المنزل بحاله سيئه ولكنه حقا لايهتم بل انه لايطيق رؤيتها بعد كل ماحدث لليلي بسببها....!
قامت مديحه وهي تستند الي الجدار خلفها... مصطفي.... شفت اللي حصلي ...؟! تجاهلها مصطفي ودخل الي المنزل لتجر قدمها وتدخل خلفه وتبكي منوحه : شفت عملوا فيا ايه يامصطفي من تحت رأس بنت اخوك
توقف مصطفي مكانه وقفزت الدماء الغاضبه لوجهه وهو يلتفت اليها ببطء قبل ان ينفجر بها بسخط شديد : بقي بنت اخويا هي السبب ولاقلبك الاسود ولسانك اللي بينقط سم
هلعت ملامح مديحه لتقول بوهن مستنكرة :
ده بدل ماتسال عن اللي حصلي بتنأنبني..؟
نظر لها بغضب شديد واحتقار وهو يقول : وهو اللي حصلك ده من ايه...؟! كنتي قاعده على سجاده الصلاه ولا كنتي بتاكلي في لحم بنت غلبانه وبتخوضي  في شرفها من غير اي ذنب
احتدت ملامح مديحه من هجوم مصطفي لتقول : وهي بنت اخوك اللي كانت الرجاله طالعه نازله عندها هي الل...... ماتت الكلمات علي شفتيها حينما قبض مصطفي علي ذراعها بقوة مزمجرا : اخرسي واوعي تجيبي سيرتها بحرف بدل مااقطع لسانك
... انتي هتكذبي الكذبه وتصدقيها
ليلي متربيه احسن منك ومن ابنك الكلب الجبان اللي حتي مفكرش، يسأل عننا حصل لينا ايه من تحت راسه.....
بدل ماانتي طول الوقت شاغله نفسك بيها والغيرة منها ومن امها الله يرحمها  كنتي شغلتي نفسك بتربيه ابنك
هزها بعنف وتابع : بنت اخويا اللي اتكلمي عليها ضحت بنفسها عشاني وعشانك وعشان ابنك... زي مابوها ضحي عشاني زمان وعيشتي عمرك تعايرها ومصدقه انك بتتعطفي عليهم
تفاجأت بثورة مصطفي الضاريه عليها : بقي شايل كل ده في قلبك ليا
ترك ذراعها ودفعها بقوة للخلف متابعا : انا اتاخرت اوي عشان ادافع عنها قدام شيطانه زيك بس تعرفي ربنا اسمه العدل وان شاء الله هيعوضها وياخد حقها منك و الراجل القاسي ده هو اللي هيعوضها عن كل اللي شافته.... بس بالنسبالي ولو انه متأخر فأنا لازم أصلح الغلط بتاعي.... انتي طالق
وقعت عليها الكلمه كالصاقعه لتهتف بعدم تصديق ; بتطلقني بعد العمر ده يامصطفي
ده اللي كان لازم اعمله من سنين.... يلا غوري مش عاوز اشوف وشك في بيتي مرة تانيه
مصطفي
فتح الباب وجذبها من ذراعها للخارج : براااااا
صفق الباب خلفها بعنف لتطرق مديحه بقوة علي الباب برجاء : مصطفي... افتح يامصطفي.... اسمعني....
.............
.....
نظر عثمان لساعته الانيقه ثم لليلي التي ظلت واقفه امام العنايه المشدده منذ مايقارب الساعتان دون كلل ليزفر بنفاذ صبر قبل ان يتجه اليها قائلا بوجهه خالي من التعبيرات ; هتفضلي واقفه هنا لغايه امتي
التفتت له بعيونها التي تحمل لمعه الدموع فهي لاتستطيع ترك ابيها والذي منذ خروجه من العمليه هذا الصباح وهم يرفضون إدخالها لرؤيته.... تنهد قائلا : اظن سمعتي كلام الدكاترة مفيش داعي لوجودك
: مش هسيبه
: وانا مش بقول سيبيه....روحي ارتاحي وارجعيله تاني
نظرت له برفض ليغمض عيناه يسيطر علي غضبه من عنادها معه علي ابسط الأمور ليجد صوت حاتم خلفه... كلام عثمان مضبوط وجودك هنا مفيش منه أي فايده.... ارتاحي عشان لما يفوق
قالت بلهفه ورجاء : انا مش تعبانه بس عاوزة اشوفه لو سمحت يادكتور... والله مش هتعبه ابدا....
:حاليا صعب.... خلينا نستني لما الحاله تستقر
نظرت له بقلق : هي مش العمليه نجحت وهيبقي كويس
خفض حاتم عيناه سريعا بينما مرر عثمان يداه علي وجهه بانفعال بسيط فحاله ابيها سيئة وحاتم متوقع الأسوء وأخبره ان يجهزها لخبر كهذا ولذا هو يريد أخذها بعيدا عن المشفي بأي طريقه حتي لا تنصدم....
: يلا... كان هذا صوته المقتضب والذي تزامن مع لمسه من يده لذراعها جعلت تلك القشعريرة الغريبه تسري بجسده لوهله بينما مازال لايستطيع تفسير شعوره الجارف نحوها بالحمايه وان كان حمايتها من تلك الصدمه الان....
.........
... لم تشعر بشيء ماان وطأت بقدمها سيارته فقد تهاوت جفونها من الإرهاق.... لم بنظر اليها طوال الطريق بل تابع القياده وهو يفكر في ما الت اليه الأمور والتي خرجت عن سيطرته كما لم يعتاد مؤخرا...!
مع الفجر كانت سيارته تدخل الي الفناء ليفتح الحارس البوابه سريعا ماان اطلق عثمان البوق الذي جعلها تفتح عيونها التي غلبها النعاس
اعتدلت في مقعدها بينما أوقف السيارة أسفل ذلك الدرج الحجري لتمد يدها الي المقبض فيوقفها قائلا : محدش هيعرف بالاتفاق اللي بينا
اومأت له دون قول شئ لتنزل من السيارة وتظل واقفه مكانها بتردد فبالرغم من انها أصرت علي رفضها لهذا الزواج الذي لم يتم الا انها ماتزال لاتعرف هل هي تسير بالطريق الصحيح ام لا بوجودها هنا تحت مسمى تلك الاتفاقيه ببقاء الأمر كما هو..... زواج امام الناس...!

القاسي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن