السابع عشر

125K 3.6K 216
                                    

قالت عبير بسخط : ابدا بنتك عاوزة تأجل الفرح عشان الفستان.... شوفلك حل معاها..!
ارتجفت نظرات شيرين امام والدها الذي قال : اية الكلام ده ياشيرين... ؟!
قالت شيرين بتعلثم وهي تبعد عيناها عن مرمي نظرات ابيها الصارمه : يابابا اصل بصراحة الوقت قليل اوي وانا مش هلحق اجهز ... فكنت بقول لماما نأجل شهر ولا اتنين
عقد كامل حاجبيه يتطلع لابنته لحظة قبل ان تعبس ملامحه بشده ويقول مؤنبا  ; ده بعد مااديت للناس كلمه... انتي واعيه للي بتقوليه
قالت شيرين بتعلثم شديد : يابابا انا
صاح بحدة : انتي اية.....؟
استجمعت شجاعتها لتقول : يابابا انا مش مرتاحة خالص للسرعه دي
هتف بحدة : ومقولتيش ليه يومها ولا جاية دلوقتي تطلعيني عيل قدام الناس
: العفو يابابا انا بس بفهم حضرتك أسبابي
وبعدين اصلا مفيش سبب للاستعجال ده
نظر كامل لابنته باستفهام : ومفيش برضه سبب للتاجيل
: لا في يابابا
ضيق عيناه يطالعها بشك : اية هو..؟
قالت بارتباك ; يعني انا وهو على الاقل نعرف بعض
عبست ملامحه باستهجان هاتفا : تتعرفي عليه...!! واحد جاي من الباب اقوله لا اتعرف عليها الاول وحدها روح وتعالي معاها
قالت عبير بتعلثم وهي تزجر ابنتها بنظراتها الغير راضيه : مش قصدها ياكامل
التفت الي زوجته بحده : امال  بنتك تقصد ايه  ياعبير..؟
قال عبير في محاوله منها للدفاع عن ابنتها : هي بس متوترة عشان الوقت ضيق و الفستان اللي كان عاجبها هياخد وقت
هتف بسخط : تجيب غيره نش خلاص واقفه علي الفستان
سحبت شيرين نفس عميق قبل ان تقول بشجاعه : بصراحة يابابا الموضوع مش موضوع فستان بس.... يعني انا وهو زي ماقلت لحضرتك منعرفش بعض وكمان البنت اللي متجوزها عثمان دي انا محبتهاش شكلها سوسه ومسيطرة علي البيت وتصرفاتها معايا مكانتش لطيفه و والموضوع ده كان قدام عمار وهو سكت ... يعني ده قلقتي وخلاني افكر ان المفروض يكون ليا بيت لوحدي ومتسرعش
قطبت عبير جبينها بصدمه فعن اي فتاه تتحدث شيرين...... لتستغرب بشده كلام ابنتها ولكنها لم تجروء علي قول شيء حينما هتف كامل بحدة بالغه : اسمعي ياشيرين
انتي تنسي الكلام الفارغ ده خالص وتبطلي دلع فارغ.....شغل النسوان ده مش بتاعنا انتي هتعيشي في بيت جوزك زي ما انا ربيتك طول ما محدش داس ليكي على طرف ولو زي ماتقولي مرات عثمان مش كويسه ليها جوز وقتها نتكلم معاه إنما من قبل ما نحط ايدينا في ايدهم اتشرط واتحكم واقول بيت وغيط لا..... فاهمه
ابتلعت شيرين لعابها وحاولت التحدث : بس يابابا... الكلام انتهي
نظر الي امها بحدة وتابع بتحذير : شوفي بنتك ياعبير ....
قالت عبير وهي تهز راسها  : حاضر ياكامل 
نظر اليها وتابع بحزم ; من دلوقتي شوفي ايه ناقص واعمليه   ..... كلمي صحابها عيلتنا يساعدوها المهم تخلص إنما اروح اقوله اصل شكل بنتي محبتش مرات اخوك ده شغل نسوان ماليش فيه
اومات له : حاضر ياكامل...... اهدي بس انت وكل حاجة هتكون تمام
:مش عاوز اسمع كلمه تأجيل دي تاني
............
    ...
التفتت عبير الي ابنتها ماان خرج كامل لتقول بعدم تصديق : اية اللي قولتيه ده هي البنت جت جنبنا اصلا..... بيت اية اللي مسيطرة عليه
قالت شيرين بتعلثم : مش هي مرات الكبير
هزت عبير راسها : كبير ولا صغير وانتي مالك اصلا وبعدين البنت كانت في حالها ومقعدتش معانا ساعه علي بعضها اية اللي قولتيه عليها ده.... نظرت الي ابنتها متساءله :شيرين اوعي تكوني غيرانه منها
هزت شيرين كتفها ; وهغير منها ليه
قالت عبير بثبات : قولي لنفسك ... شغل السلايف ده مش بتاعنا زي ماابوكي قال    .. خليكي في نفسك وحياتك ويلا استهدي بالله كدة وخلينا نشوف ورانا ايه
قالت شيرين وهي تشيح بوجهها : ماما لو سمحتي سيبيني وانت هظبط كل حاجة
نظرت لها عبير باستنكار ; دلوقتي اسيبك..!
هتفت بانفعال : اه... مش كل اللي يهمكم اتجوز... حاضر هتجوز
........ خرجت امها تضرب كف بكف لتجلس شيرين علي طرف الفراش تضغط عليه بشده وهي تفكر في كلامها عن ليلي الذي لايمت للخقيقه بصله ولكنها اضطرت له بينما تجد سبب لتاجيل الزفاف.... امسكت هاتفها بغضب لتتصل بصديقتها المقربه : ريم عدي عليا ضروري
..............
..
وضعت ليلي الفرشاه من يدها واتجهت الي هاتفها الذي تعالي رنينه
لتجيب بابتسامه ماان رأت هويه المتصله : صباح الخير يامدام  هند
قالت المرأه بصوت مشرق : صباح النور ياليلي ..... عامله ايه..؟
: الحمد لله وحضرتك..؟
: انا بخير ياحبيتي  .... اتصلت عشان عندي ليكي خبر حلو
قالت ليلي بترقب : خبر.. ايه؟
: طبعا انتي عارفه ان الدراسة بدأت وده خلي الاعداد عندي تزيد وعشان كدة اخدت مكان اكبر هنقل فيه  وطبعا محتاجاكي ترجعي الشغل تاني
تهادت الابتسامه لوجهه ليلي : ارجع الشغل
: طبعا يالولو انا وعدتك قبل كدة انك في أقرب فرصه هترجعي
صمتت ليلي تتنهد بثقل فلم بعد شئ كالسابق ولكنها قالت بامتنان : انا متشكرة اوي يامدام هند
قالت هند : طيب انا هستناكي بكرة نتفق مع بعض
قالت ليلي بتهذيب ; طيب بعد اذنك ممكن يومين ارتب اموري
: خدي وقتك.. احنا لسة قدامنا اسبوعين بس انا قولت افرحك
: متشكرة اوي
...... جلست على طرف الفراش وهي تبتسم بسعاده فهاهي كفه ميزان حياتها بدأت تعتدل ابيها عما قريب سيستعيد صحته وهي ستستعيد عملها ومديحة لم تعد بحياتها..... تنهدت وهي تفكر ان عمار أيضا سيتزوج وتبدو سيرين فتاه طيبه القلب وستكون مطمئنه علي ادم برفقتها
نظرت بحيرة الي انعكاس صورتها بينما لم تجد سبب لهذا الشجن الذي تشعر به لفراق ادم لتؤكد لنفسها انها ستكون معه بجانب عودتها لسابق حياتها ولكن بعيدا عن هذا المنزل
.....
قال عثمان بنبره صوته الرجوليه : ادخل
تفاجيء عثمان بليلي واقفة لدي الباب
ولكن سرعان ماخفض عيناه ونظر في الأوراق التي امامه حينما تقدمت ليلي منه فهو ليس بحاجة للمزيد من نظرات تلك العيون التي تقتحم حياته وتعلق بذاكرته لسبب يعجز عن تفسيره فلم تحدث له سابقا وعلل لنفسه كالعاده انه ربما يشفق عليها قليلا وازاد من قوة تبريراته انها نوعا ما تذكره بأخته في رقه مشاعرها وحنانها علي ادم وحينما تحدثت عن موت امها تذكر نظرات ندي التي كانت تمتليء شحن وحزن كلما تذكرت امها
سألها دون أن ينظر اليها  : في حاجة..؟
قالت بارتباك من حضوره القوي حتي وان لم ينظر اليها :   اه... يعني في حاجة كنت عاوزة اقولك عليها
: قولي
قالت بتلقائيه توقعت ان يفهمها  ; الدراسه بدأت
هز راسه بعدم اكتراث قائلا :  وانتي مش مخلصه دراسه
ماذا فهم ذلك الرجل لتهز راسها قائلة : انا مش بتكلم عني اكيد.... انا بتكلم عن ادم
رفع نظره اليها لتكمل بينما عيونها ككل مرة تنجح باجتذاب عيناه خاصه وهو يري تلك اللمعه الجديده
قالت باهتمام : ادم اكيد في مدرسه او المفروض يدخل مدرسة السنه دي بما انه عنده خمس سنين
خفض عيناه وقد فاته فعلا شئ كهذا ومن أين له ان يعلم بينما كانت ندي هي من تهتم  اومأ لها قائلا :  اه فعلا هو كان بيروح المدرسة
هزت راسها قائلة : طيب طالما الدراسه بدأت يبقي مش المفروض يروح......قولي اسم مدرسته وانا هروح اتابع مواعيد بدايه دراسه
هز راسه قائلا : مفيش داعي انا هعدي عليهم في طريقي واسأل
انهي حديثه وعاد لينظر في شاشه حاسوبه بينما ظلت واقفه مكانها ليرفع عيناه اليها قائلا : قلتلك هخلص الموضوع
اومات قائلة بارتباك : اه بس... يعني هو في موضوع تاني
نظر لها قائلا : موضوع ايه..؟
هزت راسها قائلة ;  احنا اتفقنا لما بابا يرجع من المستشفي اني هرجع بيتي 
بس دلوقتي عمار هيتجوز و.... وانا ...شايفه وجودي مش هيكون له لازمه
توترت ملامحه مما نطقت به... فهل تنتوي المغادره ماان يتزوج أخيه...؟! عبست ملامحه بشده وقد فهم ماترمي اليه والذي كان كفيل باشعال غضبه لتزيد الأمر بكلماتها التاليه
:  انا هرجع شغلي
:شغلك
اومات له وبدأت تخبره بمحادثتها مع هند ليزداد انفعاله فهاهي بعد ان تعلق ادم بها تخطط لتتركه : اه اصل......
قاطعها بوسط حديثها ليقول باقتضاب : مفيش شغل
عقدت حاجبيها بعدم فهم :  يعني ايه
أكد كلامه بحزم وهو يقوم من مقعده : اللي سمعتيه.... احنا في بينا اتفاق ولا نسيتي
هزت راسها : لا طبعا منستش.... اهتمامي بأدم هيفضل زي ماهو انا كل اللي بقوله اني هرجع قريب بيتي مع بابا وشغلي كمان
قال بجمود وهو يشيح بوجهه : اما يبقي والدك يخرج ابقي اعملي اللي انتي عاوزاه
قالت بجبين مقطب : بس الشغل مش هيستناني
التفت لها بنظرات حاده مؤنبه : ولا ادم هيستناكي لما ترجعي من شغلك
نظرت له ليكمل بسخط شديد ; اظننا اتفقنا انك هتهتمي بأدم وبس..... مش بعد مااتعلق بيكي جايه تقوليلي الكلام الفارغ
نظر لها بنظراته التي امتلئت حقدا وغضبا فهاهي ستترك ادم وتذهب وتتذرع بالحجج الواهيه
استنكرت ملامحها حديثه لها لتقول : كلام فارغ..!
قال بينما ترشقها نظراته بالحمم : اه كلام فارغ ......بسرعه زهقتي وقولتي تشوفيلك شوفه تانيه بدل ربطتك بالولد.....
انصدمت ملامحها من اتهامه ليكمل باستهزاء ;لو علي الشغل شوفي بتاخدي كام وانا اديهوملك وبلاش توجعي دماغي بحجج فارغه
اندفعت الدماء الحاره لوجهها فمازال مصر على اهانتها وجرحها
احتقن خضار عيونها بالغضب وسرعان ما رشقته بها وغضبها الاكبر من نفسها فهي من  كانت تظن انه تغير...... الكون يتغير وهذا القاسي لا يفعل...!
ندم علي مانطق به حينما انبته نظراتها التي لم تجد كلام لرد اهانته واكتفيت بنظراتها الغاضبه ولكنه ليس ممن يعرفون للاعتذار طريق لتتمسك نظراته بحدتها ويتركها وينصرف وهو يضرب الارض بقدمه فلماذا غاب عقله وانفعاله بتلك الطريقه حينما أخبرته انها ستغادر..!
.........
خرجت من مكتبه بملامح وجهه عابسه بتقابل عمار الكي قال بابتسامه ; 
صباح الخير ياليلي
قال بخفوت : صباح النور
عقد حاجبيه : مالك في حاجة ضايقتك
هزت راسها ليبتسم قائلا :  لو عثمان هشدلك ودانه
هزت راسها قائلة : لا وانا هزعل منه ليه اصلا
ضحك عمار بمرح : لا عندك حق هو عثمان اللطيف ده بيزعل حد
ابتسمت بمراره قائلة : فعلا مبيزعلش حد
فهم عمار من نبرتها ان السبب بحزنها اخيه بالتاكيد ليتنهد قائلا برفق ; انا عارف ان طبع عثمان جامد شويه بس والله طيب اوي
نظرت له برفض فهي لن تصدق الا ذلك الطبع السيء الذي يتحلى به بينما لايهتم لمقدار سم لسانه الذي يجرح من امامه بتلك الطريقه
أخبرته بما قاله ليخفض عمار عيناه بتعاطف معها فهاهي عقده عدم ثقته بالنساء يفرغها بتلك المخلوقه وقد فهم ان كل ماقاله ليس إلا محاوله منه لإثبات وجهه نظره ان جميع النساء مثل أمه بعدما أخبرته ليلي انها ستغادر
تنهد قائلا بعتاب : وانتي فعلا هتسيبي ادم وتمشي
هزت راسها : لا عمري ماهسيبه.... انا بس مش عاوزة اكون عبء او قيد عليكم
... انت هتتجوز وهتكونوا عيله... وجودي
: وانتي جزء من عيلتنا
نظرت له ليقول : ايوة ياليلي من اول ما دخلتي من الباب ده وعثمان استأمنك علي ادم بقيتي جزء مننا
صدقينى عثمان مقصدش اهانه ليكي... هو بس كلامك عن  انك هتسيبي ادم ضايقه وعشان كدة قال اللي قاله
عاد كلماته مجددا باصرار : عثمان علي قد ماهو قاسي اوي كدو علي قد ماهو طيب وحنين....هو بس ترجم دفاعه عن ادم بطريقه غلط..... في يوم من الايام هتتاكدي من كلامي بنفسك وتعرفي ان عثمان مستعد يعمل اي حاجة عشان يحمي اللي بيحبهم

القاسي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن