الثامن والثلاثون 1

172K 3.5K 460
                                    

كل سنه وانتوا طيبين زي مااتفقنا النهايه في الغالب علي 3 أجزاء .. بكرة ان شاء الله الباقي


وقفت لارا بابتسامه واسعه وعيون لمعت بالسعاده تتابع عمار وهو يغادر من أسفل منزلهم بسيارته الفارهه لتطلق امها بعدها عده زغاريد جعلت جميع جيرانهم يعرفون بخبر خطبه ابنتها ..... نزلت ساره صديقها وجارتها من الدور العلوي بابتسامه واسعه وهي تهنئها : مبروك يارورو
قالت لارا بسعاده : الله يبارك فيكي
جلست لارا بسعاده تحكي لساره عن فارس الأحلام الذي تحلم به كل فتاه وها قد حصلت عليه لتقول ساره بمشاكسه ; اه يامحظوظه.... واحد من عيله الباشا نفسها... وقعتي عليه ازاي ده يارورو
قالت لارا بثقه عاليه : ومقعش علي واحد زيه ليه.... انا دكتورة وحلوة وصغيرة واي واحد يتمناني
ضحكت سارة قائلة : طول عمرك مغرورة
قالت لارا بتعالي : اسمها واثقه في نفسي مش مغرورة
ضحكت سارة ومن يعرف صديقتها اكثر منها لتقول ; لا يااختي مغرورة وكلنا عارفينك.... ولسه لما تتجوزي الباشا هنشوف هتعملي ايه
تنهدت لارا مطولا وهي تحتضن يدها التي تحمل ذلك الخاتم الثمين : هعمل كل اللي كنت بحلم بيه... هبقي صاحبه المستشفي مش بس مجرد دكتورة بشتغل فيها
أوقفت سارة  جموح خيال صديقتها قائلة :حيلك حيلك صاحبه المستشفى مرة واحدة
اومأت لارا بتأكيد : طبعا.... مش بتاعه جوزي
هزت سارة راسها قائلة : اه بس واحدة واحدة احسن يفكرك طمعانه
ضحكت لارا بثقه : طمعانه في حاجتي وحقي
معتقدش..... وبعدين ياسارة لو تشوفي بصته ليا هتعرفي انه بيموت فيا....
نظرت الي انعكاس صورتها في المرأه وتابعت بثقه ; ده حبني من اول ماشافني..... واهو كان كام يوم وجاب أخوه يخطبني
اومات سارة بجديه : عموما واحدة واحدة عشان ميفهمكيش غلط
...........
....

نظرت ليلي الي عثمان الذي سرعان مااخفي مايحمله الخزانه لتسأله : بتحط ايه في الدولاب ياحبيبي
قال عثمان ببراءه : ابدا حاجات شغل
اومأت له ليقول : هروح اطمن على ادم وارجعلك تكوني جهزتي
: برضه سر ومش عاوز تقولي احنا رايحين فين
اومأ لها ليتقدم منها قائلا بهمس مثير : بطلي اسئله ويلا اجهزي
..............

خرج عثمان متجها الي غرفه ادم لتختفي الابتسامه من علي وجه ليلي التي جاهدت لتزيفها امامه منذ الصباح وهي تحاول مجاراته بعدم فهم لما يفعله فهي توقعت شئ اخر لهذا اليوم... فاليوم هو ذكري وفاه اخته وتوقعت ان يكون بحاله سيئه بعد ان اختفى طوال اليوم بالعمل
لتتفاجيء به حينما يعود يخبرها ان تجهز للذهاب معه لمكان لا تعرفه
وضعت يدها فوق صدرها تستشعر انقباض دقات قلبها بينما القلق يتسرب لاوصالها بسبب هدوءه وتظاهره بأن اليوم كأي يوم اخر...... بعد عده ساعات ستكون قد مرت سنه علي اسوء ذكرياته وهي متوقعه سوء حالته ولكن هذا الهروب الذي يتعمده ويتظاهر به وكأنه يوم يشبه اي يوم آخر هو مايقلقها..  ... لذا مهما  حاولت مجاراته بابتسامتها فأن قلبها يتألم بشده من أجله بينما مازال يشيد الاسوار حول وجع قلبه ولايدعها تري حزنه ليتألم وحده..
عاد اليها بعد قليل ليجدها مازالت جالسه مكانها شارده ...
: انتي لسه مجهزتيش ياليلي
قامت من مكانها واتجهت اليه لتنظر الي عيناه قائلة : مش هتقولي رايحين فين
هز راسه قائلا بابتسامه هادئه :  لا
سألته وعيناها لا تفارق النظر لعيناه لعل نظراته تخبرها بما لا يريد قوله : ليه.؟
ربت علي كتفها قائلا : بلاش اعملك مفاجأه يعني  في يوم زي ده
اقتربت منه ورفعت يداها لتحيط وجنته قائلة  بحنان : انت احسن مفاجأه في حياتي.... كفايه عليا انت وبس انا مش عاوزة غيرك
نظر مطولا لعيونها بينما استشعر بأنه شعرت به مهما جاهد ليخفي مشاعره ليحيط خصرها بذراعه قائلا بتنهيده عميقه : انتي مش متخيله انا محتاجلك اد ايه النهارده
مررت يدها برفق علي وجنته وتابعت ; انا جنبك علي طول
ابتسم وسرعان مااخفي غصه حلقه وهو يقول : يبقي يلا اجهزي مش عاوز افضل هنا كتير
تألم قلبها من انفلات تلك الكلمات من بين شفتيه..... فهو بالفعل يهرب... نعم يهرب من تلك الذكري.... يهرب من تلك المكالمه التي أتت له بعد منتصف الليل تخبره بهذا الخبر المشؤوم .... يهرب ولا يجد مكان سوي احضانها للاختباء به من ذكراه المؤلمه...!
ارتدت ملابسها لتجده يقف خلفها ويمد يده ليأخذ بضع ملابس لها ويضعها بتلك الحقيبه الصغيرة.... استدارت اليه وسألته ... احنا مسافرين..؟
هز راسه وهو يضع ذلك الكيس الورقي الانيق بالحقيقه قائلا ; قولت متسأليش
طوال الطريق وهي تنظر لجانب وجهه وتحاول بجهد إخفاء شفقتها عليه بينما يبذل مجهود مضني للهروب من ذكرياته والتظاهر انه بخير ...وهي تدرك جيدا انه ليس بخير ابدا فكل مايفعله الان ليس بمحله بيوم كهذا خاصه مع تلك المشاعر التي لابد وانها تذبحه كل لحظة تمر ولن ينساها بتلك السهوله مهما حاول لذا فهو يجلب علي نفسه المزيد من الألم والوجع.....
وضعت يدها برفق علي ذراعه قائلة  : عثمان حبيبي انا عارفه ان الذكري دي وجعاك و..... قاطعها قائلا وهو يوقف السيارة : هششش مش عاوز اتكلم ولاافكر في اي حاجة....
نظر الي عيونها برجاء قائلا : عاوز تكوني في حضني وبس ياليلي
اومات له وحاولت مجاراته لتبتسم بحنان قائلة : حاضر
سارت برفقته حينما أوقف السيارة 
بباحه احد الفنادق الضخمه المطله علي البحر بالساحل الشمالي والذي امتليء بمظاهر  الاحتفال بقدوم العام الجديد...... انوار متلألأه وحفل ضخم تعالت منه أصوات الموسيقي وأصوات ضحكات صاخبه
نظرت له بشفقه فهو يهرب من مشاعره ويدفن نفسه وسط صخب الحياه لعله ينسي
سحبت نفس عميق وهي تفكر كم كانت تريد أن تكون بجواره وتخفف عنه حزنه
متوقعه ان يترك العنان لحزنه الذي تجدد اليوم ولكنه وجد الهروب سبيل لذا ستكون بجواره بأي طريق يختاره.....
قال وهو يمسك بيدها ويدخل بها الي بهو الفندق الضخم ; تحبي نسهر شويه هنا ولا نطلع الاوضه علي طول
قالت وعيناها تتطلع اليه : زي ماانت عاوز
هز كتفه قائلا : انا مش بحب الدوشة بس لو عاوزة تسهري معنديش مانع
هزت راسها ; انا كمان مش بحب الحفلات  خلينا نطلع فوق احسن
لم تفارق يداه احتضان يدها  وهما يصعدان
لذلك الجناح الضخم الذي حجزة لهم فهو بحاجة اليها اليوم أكثر من أي يوم... لا يريد أن يكون وحده في مواجهه ذلك الحزن الذي يقتل قلبه ويجعله عاجز عن التنفس.... يريد أن يرمي حزنه بين ذراعيها كطفل يلقي بهمومه وينساها بين أحضان امه  .... وضع العامل الحقيبه وانصرف لتلتفت اليه ليلي بابتسامه رقيقه بينما قال : انا عارف انك بتحبي البحر فقولت نقضي ليله رأس السنه هنا
ظلت عيناها تتطلع الي ملامحه ليسالها :
ايه ياليلي مالك ساكته ليه..... المفاجاه مش عجباكي
هزت راسها ; لا طبعا مفاجأه حلوة جدا  .... ربنا يخليك ليا
نظر لها داعب شعرها بحنان فكم يشعر قلبه بالراحه لمجرد النظر اليها وكأنها امانه وطمأنينته ليقول : كل سنه وانتي طيبه
قالت بحب وهي تضم نفسها لصدره ; وانت طيب وفي حياتي ومعايا وجنبي
رفعت يداه لتضع قبله بداخلها قائلة : ربنا يخليك ليا ياحبيبي
قاطعتهم تلك الطرقات علي الباب ليقول وهو يشير لها :  ده اكيد العشا
اتسعت عيناها بعدم تصديق وهي تري تلك الوليمه الضخمه من الأسماك التي احضرها النادل علي احدي الطاولات....
لتقول بدهشة : عثمان ايه كل ده....
ابتسم لها وهو يجر الطاوله : العشا
: هتتعشي سمك وجمبري وانت اصلا مش بتتعشي... ضحكت وتابعت : ايه قلبت علي الزبادي والفاكهه
ضحك بضخب قائلا بمكر ; لا زبادي ايه انتي عاوزاني انام جنبك.....الليله دي سمك وجمبري بس
اتسعت عيون ليلي بعدم تصديق واحمر وجهها من مغزى كلماته الوقحه
بينما تتطلع لعثمان الذي غمز بعبث : النهارده راس السنه.... لازم نحتفل
.....

القاسي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن