الثاني والثلاثون

165K 3.8K 334
                                    

: مش وقت الي بتقوليه
هتفت ليلي بعناد وهي تشيح بوجهها عنه : لا وقته عشان خلاص مفيش بينا حاجة تتقال
حاول مسايرتها بينما يتطلع في ساعته ليعرف متى ستأتي الحبوب بمفعولها حيث طلب من حاتم حبوب منومه حتي ينقلها للمشفي ولا تبقي هنا
قال بهدوء : انا مش هتناقش معاكي دلوقتي  عشان مراعي ان اللي حصل مأثر عليكى
التفتت له بهجوم فهاهو لايري انه أخطأ ابدا  : اللي حصل ده انت السبب فيه
نظر لها بصدمه : انا
اومات له لتقوم باتهام ; اه انت... انت خدلتني وموقفتش جنبي وقت ماكنت محتاجة ليك ضحكت عليا وحسستني انك اتغيرت وانت زي ماانت
عقد حاجبيه بعتاب بينما تلقيه بتلك التهم ولاتدري انه يكاد يفقد عقله بسبب ماحدث لها ; امال اللي بعمله ده عشان مين لو مش عشانك.... شايفه اني انا السبب ومش شايفه مثلا ان اللي حصل ده بسبب تسرعك واندفاعك
رفع أصبعه في وجهها وتابع بصرامه :
علي فكرة لو هتحاسب فحسابك هيكون تقيل اوي فبلاش احسن عشان انتي اللي خبيتي عليا من الاول وانتي اللي برضه جيتي سلمتي نفسك من ورايا
انه محق بالفعل فهاهي بلهاء تركض وراء مشاعر وتفهم لموقفها والتماس عذر لأنها سارت خلف طبيعتها و حضن انتظرته منه بينما هو يركض خلف وقائع وحقائق
لتنكث راسها بخزلان : ولا تحاسبني ولا احاسبك... كل حاجة انتهت سيبني بقي يااخي ومالكش اي دعوه بيا تاني..... اتسجن ولا حتي اتشنق موافقه ومرحبه بأي حاجة تخلصني من الدنيا دي
نظر لها بشفقه بالرغم من غضبه منها  فانفعالها مبالغ فيه بسبب الضغط الذي تعرضت له ليسحب نفس مطولا ويزفره ببطء بينما يقول : عاوزة تتسجني وناسيه انك  حامل 
تهكمت منه : ده اللي فارق معاك
رفع حاجبه يطالعها بغيظ بينما يقول : هو كل كلمه هنطقها هتفسريها انتي علي مزاجك.... اعقلي ياليلي وبطلي جنان وشوفي عندك معايا وصلك لفين ... انا اتعصبت عليكي بسبب اللي عملتيه واللي انتي متأكدة انه غلط وتستاهليه ودلوقتي هتعصب اكتر لو فضلتي تعاندي معايا.....
زمت شفتيها بغضب وهي تقول : اطلع برا انا مش عاوزة اشوفك
نظر في ساعته بنفاذ صبر ليري مرور العشر دقائق بينما يقول وهو يسيطر على اعصابه : انا قولت مش همشي الا وانتي معايا عشان ابني مالوش ذنب في جنان امه
شعرت بدوار خفيف حاولت تجاهله وهي تقول : يبقي هستني كتير لان واضح ان القضيه لابساني
نظر لها بينما بدأ مفعول الحبوب يسري بدمائها ليقترب منها حتى لاتقع علي الارض
عقدت حاجبيها وهي تشعر بالدوار يتملك منها ;  انت اديتني ايه.... انت... انت
قال وهو يحيطها بذراعه حتي لا تقع ; تعالي بس
حاولت ابعاده بوهن ; اوعي متقربش مني
زفر عثمان بنفاذ صبر : يارب صبرني.....
;انتي مش كنتي عاوزاني اخذك في حضني....بلحظة وجدته يكبلها بحضنه حتي لاتسقط علي الارض وتتسبب لنفسها بأذى : تعالي
حاولت ابعاده  ولكن ذلك الدوار ازداد ضراوة لتستكين بداخل حضنه بينما تتهاوي جفونها فوق عيونها...

......

اطمئن انها في امان وراحة بالمشفى
ليتحدث الي حاتم ; مش هوصيك عليها
:متقلقش ياعثمان
أشار عثمان الي حسان الذي اخذ العسكري المكلف بحراسه ليلي ونقدة تلك الرزم الماليه
ليقول عبد الجواد : متقلقش اللواء كامل موصيني
اومأ حسان باصرار وهو يدس ذلك المغلف الكبير في جيب الرجل :طبعا بس دول من الباشا عشان تعبك معانا
اومأ العسكري برضي : يدوم ياباشا
.........
....

القاسي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن