هلعت ملامحها بخوف علي عمها من نيه الضابط الذي تابع : متأسف مضطر اوجهه ليك تهمه البلاغ الكاذب....!!
نظرت ليلي بعدم تصديق لما نطق به اسامه الذي رسم الجديه علي ملامحه فهو لايستطيع ان يترك هذا الغموض دون كشفه فمنذ ان ذهب لمنزلها وتفاجيء باقوال بعض الجيران انها غادرت برفقه زوجها وقد انقلب راسه فكيف كانت قبل بضعه ايام
لاتعرف عثمان الباشا نهائيا وبعدها أصبحت مربيه لابن اخته والان زوجته... ماذا يجمع تلك الفتاه بعثمان الباشا.. ؟! سؤال يعرف ان الوصول لاجابته سيكلفه كثيرا فقد نصحه اللواء مجدي بترك الأمر ولكنه لايستطيع تركه الا حينما يفهم....!!
: بس... بس عمي
نظر لها اسامه واستغل كارت ضغطه عليها ليقول بعيون ثاقبه : عمك ايه...؟! اتكلمي ومتخافيش ياليلي
فركت يدها بتوتر شديد فماذا تقول..؟ بدايه الخيط الذي يريد هذا الضابط وضع يده عليه ستكون بارتكاب يوسف للحادث الذي تسبب بقتل اخت عثمان.....! تطلعت لعمها لعلها تجد العون بينما بدأ العرق البارد يتصبب من جبينها.... ماذا تقول وماذا تفعل...!
قال مصطفي بثبات : لو سمحت ياحضرة الضابط بنت اخويا ملهاش اي علاقه بالموضوع انا اللي قدمت البلاغ وانا اللي هتحمل مسؤوليته
ولو سمحت مفيش داعي اصلا لوجودها هنا
نظر له اسامه بغضب ليهتف بحدة وهو يضغط الجرس بجوار مكتبه : ياعسكري خده علي الحبس
بكت ليلي ونظرت بغل وحقد تجاه ذلك الضابط الذي اهتزت نظرته لحظة قبل ان يستعيد جموده فهو مضطر للضغط عليها ...!
تمسكت ليلي بيد عمها : عمي..!
قال مصطفي بنبره مطمئنه وهو يربت علي يدها : متخافيش ياليلي انا كويس
: حقك عليا ياعمي انا السبب
: ملتوميش نفسك ياحبيبي انتي معملتيش حاجة....
:طيب هنعمل ايه دلوقتي ياعمي....؟
ربت علي يدها بحنان ; متقلقيش... كلها بكرة ولا بعده وهخرج المهم خدي بالك انتي من نفسك ومن مهدي... يلا روحي ومتشغليش بالك بيا
اومأت له ببكاء ليسير عمها برفقه العسكري تجاه الحبس وخلفه تنهمر دموع ليلي التي لاتعرف ماذا تفعل..؟!
نظر اسامه في ساعته ليجد انه قد مرت دقائق ليخرج بعدها ويري ان كانت رؤيتها لعمها بهذا الحاله غيرت رأيها
وقف خلفها تماما واتاها صوته قائلا : لسه مش عاوزة تتكلمي..؟...
ظلت واقفه مكانها دون أن تلتفت اليه ليتابع : صدقيني انت بعمل كل ده عشان خايف عليكي.... حاسس انك مخبيه حاجة كبيرة عشان خايفه من عثمان الباشا وانا مش عاوز اكتر من اني اعرفها واساعدك
التفتت له وامتلئت عيونها شراسه بينما تقول من بين أسنانها : وفر خوفك لنفسك انا مش محتاجلك
رفع اسامه حاجبه يطالع شراستها بتحدي ; هنشوف..!
............
رفع عثمان عيناه من الأوراق المفتوحه امامه حينما دخل عمار اليه قائلا : فاضي
اومأ له ليبتسم عمار قائلا : عملت لينا فنجانين قهوة نشربهم سوا ونرغي شويه
ابتسم عثمان لاخيه قائلا : اكيد عاوز طلب..
ضحك عمار : لا انا كبرت علي الطلبات.... انا بس جيت اقعد معاك شويه
اومأ له وانطلقت تنهيده حاره من جوفه فقد كانت ندي دوما ماتفعل معه نفس الحركة.... كل بضع ايام تعد له القهوة وتدخل لتتسامر معه .. فرك عنقه يخفي تأثر ملامحه بتلك الذكري بينما هبت نيران لوعه فراقها بقلبه...
ليساله عمار : تعبت مع ادم لغايه مانام.. ؟
هز عثمان راسه قائلا : لا... نام علي طول
اومأ عمار وعاد يقول : قابلت كام بنت النهارده عشان اختار مربيه له بس ولا واحده فيهم ادم ارتاح لها
نظر اليه عثمان بينما تابع عمار بلؤم : كل اللي بيقوله عاوز ليلي وبس..... غريبه اوي انه اتعلق بيها بالسرعه دي ومش قابل غيرها
انا بقول لازم تحاول تخليها تعيش معانا بأي طريقه ياعثمان
ارتشف عثمان القهوة الساخنه لتلسع سخونتها لسانه بينما لامست كلمات عمار غضبه من رفضها له والذي لايستطيع ألبوح به ابدا...!
اخفي عمار ابتسامته الماكرة وهو يقول : لسه القهوة سخنه ياعثمان....
حمحم عثمان وهو يعيد الفنجان مكانه قائلا : شوف انت واحدة مناسبه وآدم هياخد عليها اكيد
: بقولك مش عاوز غير ليلي تقولي شوف غيرها
زفر بضيق قائلا : وهو اللي خلقها مخلقش غيرها
قال عمار بخبث : القلب ومايريد
رفع عثمان عيناه الي أخيه بحده ليحمحم عمار ويتابع بجديه مصطنعه : وقلب ابن اختك مال لها هي
تظاهر عثمان بالنظر في هاتفه ليرجع عمر ظهره للخلف ويتابع باريحيه : بس بصراحه مش قادر الومه هي البنت طيبه اوي بصراحة وتتحب....
كور عثمان قبضته ولا يعرف لماذا هبت تلك السخونه علي طول ظهره بينما تابع عمار : يااه لو تعرف حكايتها ياعثمان هتصعب عليك.... بنت ناس طيبين اوي بس الدنيا غدرت بيهم واتدهور الحال وهي تطلع من مصيبه للتانيه ومع ذلك لسه طيبه زي ماهي ... اد ايه قلبها ابيض وطيبه وتحس ربنا بعتها لآدم مخصوص وكانه بيعوض غياب امه بيها
نظر له عثمان ليقول عمار بجديه معاتبا : .... يااه ياعثمان انا مش عارف ازاي يااخي قلبك طاوعك تقسي عليها بالطريقه دي... بقي بني ادمه رقيقه زيها تخلي رجالتك تعذبها بالطريقه دي.... استحملت ازاي يااخي
ده انا متحملتش اشوف دموعها
رفع عيناه الي وجهه أخيه الذي تحول لجمره ملتهبه بينما القي اخر مافي جعبته : انت لازم تلاقي طريقه تعوضها بيها ...... اكيد في طريقه..؟!
تنفس عثمان بصوت مسموع وهو يجاهد للسيطرة علي اعصابه بينما يقول من بين أسنانه : عرضت عليها فلوس ومرضتش
رفع عمار حاجبه : وانت شايف انها بتاعه فلوس
قال عثمان ببرود مصطنع : امال بتاعه ايه...؟
قال عمار بجديه : بطل تريقه ياعثمان انا بتكلم جد... انت ظلمت البنت دي جامد اوي حرام هي ملهاش ذنب في حقاره عيلتها
زفر عثمان قائلا : انزل علي ركبي اتأسف لها يعني..
هز راسه : ..لا مقلتش كدة... بس يعني موضوع انك تدخل ابوها المستشفى دي كانت حركة لطيفه منك اهو كام حاجة زي كدة تكون عوضتها
رفع حاجبه باستهجان : ومين قالك اني عملت كدة عشان اعوضها ولا زفت
سأله بمكر : امال عملت كدة ليه.... ؟
: انا حر.... واحد ومحتاج مساعده ساعدته
: بس كدة
اشاح بوجهه باقتضاب : اه بس كدة
ولو مفيش عندك كلام غير عن البنت دي كفايه عشان انا عندي شغل
تثاءب عمار قائلا ; ماشي ياسيدي انا هطلع انام... انت مش هتنام
: هخلص شغل وابقي اطلع انام
: تصبح على خير
..............
....
ظلت ليلى واقفه امام مبني القسم تفكر بضياع ماذا تفعل فهي لاتستطيع ترك عمها بعد طول تفكير......
لم تجد امامها الا ان تطلب المساعده منه...!!
بتمسك هاتفعا وتتصل به.....!
قام من مكانه مسرعا وارتدي ملابسه متجها اليها....
: رايح فين ..؟
التفت عمار الي عثمان الذي قابله وهو ينزل الدرج مسرعا ليقول عثمان بدهشه ; انت مش كنت طالع تنام رايح فين..؟
قال عمار : مشوار
ضيق عثمان عيناه متساءلا : مشوار ايه اللي طلع فجأه..؟
بتردد نظر عمار الي عثمان قبل ان يخبره باتصال ليلي به واخباره لما حدث لعمها
زم عثمان شفتيه وضيق عيناه : وهي فين
... ؟
: قلتلها تستناني مكانها عند القسم
اومأ عثمان قائلا : طيب خليك
: بس ياعثمان
قال عثنات باقتضاب ; انا هتصرف
: هتكلم حد من معارفك
: هتصرف ياعمار
: بس انا خايف تتضايق اني قولت لك
نظر له أخيه قائلا : هي مش، كل اللي يهمها عمها يخرج...... مش، فارقه انا ولا انت خليك انت مع ادم احسن
..........
...
(طيب هي اللي فارق معاها عمها انت لية اللي فارق معاك..... اية حكايتك ياعثمان مع البنت دي والله شكلك حبيتها)
هكذا حدث عمار نفسه ليتذكر كيف انه حتي الآن لايصدق مااستمع اليه من ليلي والذي بدأ حينما اصطحبها هي وآدم الي مطعم قريب بعد الحاح منه لتناول الطعام لتذهب معه من أجل ادم
; هابقى ياستي اية حكايتك
نظرت له ليلي التي تشعر بالالفه تجاهه فهو كالاخ بالنسبه لها...... اتسعت عيون عمار بعدم تصديق مرددا : رفضتي...؟!
تنهدت قائلة : واقبل اتجوز واحد زيه معندوش قلب ولا رحمه مش بني آدم اصلا
توقفت عن الكلام واحمرت وجنتها وقالت بأسف : اسفه انا مكنش ينفع اقول كدة علي اخوك
قال عمار متنهدا : مش هلومك هو عثمان كل اللي يشوفه بياخد عنه الفكرة دي بس اللي يقرب منه يعرف انه مش كدة ابدا... عثمان بني آدم اوي
نظرت له بعدم اقتناع ليقول :متبصيش ليا كدة....
ابتسمت بدورها ليقول : بس برضه انا عاوز اعرف انتي رفضتي ليه بالرغم يعني من ان جوازك منه كان مخرج من الموقف اللي حطتك فيه مرات عمك
اومات له بثقل قائلة : عندك حق بس...!
: بس ايه..؟
نظرت له قائلة : انا طول حياتي بطلع من ازمه للتانيه...... من ضيق ومشاكل وحزن
مفيش حلم اتحقق ليا..... حتي خطوبتي من يوسف اللي خلتني اخد قرار ان حياتي اللي جايه مينفعش تتربط بحد مش بيحبني عشان انا كنت عايشه طول عمري وحيده محرومه من حنان امي بخلاف طبعا بابا ربنا يخليه ليا كل حلمي زوج يشاركني حياتي ويحبني واحبه عشان اعوض كل اللي عيشته اقوم أوافق على عقد جواز جه بسبب ظلم
وافتري
: بس عثمان كان عاوز يحميكي
هزت كتفها بتفكير ; جايز
قال عمار باصرار : مش جايز... بلاش تظلميه ياليلي وفكري .... ايه اللي يخليه يعمل كدة الا لو كان عاوز يحميكي ولعلمك عثمان
مش، بيحب الظلم ابدا
قالت بسخريه ; بدليل انه ظلمني
قال بدفاع : غصب عنه.... موت ندي خلاه مش شايف ولا عارف يحكم و ملقاش قدامه غيرك ومعنى اللي بيعمله انه ندمان
رددت برفض ; ندمان
اومأ لها : طبعا..... ولو فاكرة ان ندم عثمان بيكون باعتراف منه تبقي غلطانه عثمان مش،بيعترف أبدا بغلطه بس اللي عمله معاكي دليل انه ندمان
: انت عشان اخوه بتقول كدة
: لا ياليلي....
بكرة لما تعرفيه هتقولي ان كلامي صح
: وانا اعرفه ليه.... مفيش اي معرفه بيني، وبين اخوك
ضحك قائلا : بقي كدة
آفاق عمار من شروده علي صوت ادم الذي ينادي امه وسط نومه
اقترب من فراشه وجلس بجواره يحتضنه قائلا : ادم حبيبي انا جنبك
ليحيط ادم عنق عمار بذراعه : خالو مامي وحشتني اوي
ضمه اليه متنهدا بأسي ; وانا كمان
نظر اليه ادم بعيون مليئة بالدموع ليقبله عمار ويمسح دموعه ; تحب احكيلك حدوته
اومأ له ادم ; احكيلي حكايه القبطان بابا ليلي