التاسع

134K 3.6K 187
                                    


نظر لها دون قول شئ بنظرته المليئة بالغضب الذي لايهدا فما الذي لاتفهمه بقراره انها ستبقى اسيرته الي ان يجد ذلك اللعين الذي سيذيقه كافه الوان العذاب ماان تقع عليه يداه.....
تنهدت ونظرت له برجاء لعله يستمع لها :ممكن تسمعني
: لا اللي عندي قلته.... هتفضلي هنا لغايه مااقرر العكس
: وهتقرر امتي.. ؟ مش،من حقك تربط مصيري وحياتي بظهور واحد ندل عمره ما هيظهر
: ولما انتي عارفه كدة دافعتي عنه ليه وخلتيه
يهرب
قالت بمراره : عشان غبيه بتخدع في الناس
كنت فاكراه هيخلصنا كلنا
نظر لها بتهكم : هو فعلا خلاصك في ايده... انتي هنا لغايه مايظهر 
نظرت له ليتبادل معها النظرات التي تخبرها انها امام جبل لن يهتز ولن يغير قراره....!!
ضاق صدرها وتنفست بصوت مسموع فهي لاتستطيع ابدا ان تعود الي هذا السجن... لاتستطيع ان تترك أباها وكل هذا دون ذنب
لتقول بضياع ممزوج بيأس منه أن يتراجع عن قراره بتجميد حياتها رهنا بوصوله ليوسف : ولو مظهرش... ؟
احتدت نظراته لمانطقت به.... لا يظهر..؟! ويظل ثأر اخته نار تكوي صدره كل لحظة وليس فقط كل يوم... ان مانطقت به بعيد عن أي منطق او تفكير فهو سيصل اليه ولو اضطر للنزول لسابع ارض
نظرت الي صمته المشتعل وكررتها باصرار اكبر ; لو مظهرش.... هتفضل حابسني.. ؟
سألها كذئب ماكر وهو يتطلع الي اصرارها علي اختفاء يوسف الدائم ; وايه اللي مش هيخليه يظهر... اية الارض هتتشق وتبلعه
هزت راسها : معرفش... بس لو كان هيظهر كان ظهر
غلت الدماء في عروقه وبدأت الشكوك تساوره عن معرفتها شئ ليقول بتأكيد مهددا  : هيظهر....!! لو في سابع ارض هشقها وهجيبه..... ازدادت نظراته قتامه بينما يكمل بوعيد جحيمي وهو ينظر لها :ووقتها مش هرحمه... هدفعه تمن عملته غالي اوي
نظرت الي مقدار غضبه المشتعل بينما يتوعد ابن عمها..... الذي مهما فعل يظل ابن عمها عمها مصطفي الذي كان اب لها لتتذكر طيبته وحنانه عليها طوال عمرها فينطق لسانها  بتردد : مكنش يقصد تموت
وهنا.....!!
انفجر البركان.....!!
بأقل من رمشه عين كان يلتف بكامل جسده ناحيتها ويقبض علي ذراعها بكلتا يديه مزمجرا بغضب مخيف  : وانتي عرفتي منين.... ؟
تلجلج لسانها بخوف : قالي مكنش يقصد....
صرخ بها وهو يهزها بعنف غير عابيء بالالم الذى اجتاح جرحها الحديث بسبب عنف حركته : هو ايه اللي مكنش يقصده....الكلب مكنش يقصد يكون سكران ويخبط عربيتها.... مكنش يقصد يسيبها بتموت ويهرب... ابن ال.....ده انا هطلع روحه بأيدي وهعذبه زي مااتعذبت..... هقتله وهرمي جثته للكلاب ومش هيكفيني لحظة ألم خلاها تعيشها.....التهبت نظراته وصارت مرعبه بينما اشتدت يداه حول ذراعها بعنف شديد : ومش بس هو... اي حد له يد في اللي حصل لها
خافت وتألمت ملامحها بينما تابع بتهديد : لو عرفت انك اللي كنتي معاه وقتها مش هرحمك لا انتي ولاحد من عيلتك كلها
حاولت نزع ذراعها منه وهي تقول بخوف :قولتلك مكنتش معاه
دفعها للخلف مزمجرا : امال ميييين.... مييين اللي كانت معاه.. انطقي
قالت بخوف من عصبيته وأنفعاله ; معرفش والله ومااعرف اي حاجة
هتف بحقد ; يبقي متنطقيش كلمه مكنش يقصد دي قدامي تاني بدل مااقطع لسانك 
اغروقت عيناها بالدموع من الألم الذي انتاب جسدها بينما تقول بوهن غلب عليها : حرام عليك كفايه بقي... انا ماليش ذنب
انفلتت اعصابه من عقالها ليهتف بغضب ظاهري ولكن بداخله كان قهر ووجع  ; وندي مكانش لها ذنب... مكانش ليها اي ذنب انها تموت بالطريقه دي علي ايد حيوان مستهتر غص حلقها وبالرغم من كل مافعله الا ان تلك الكلمات لامست قلبها فهو محق لم يكن هناك ذنب لتلك الفتاه ان تموت بتلك الطريقه ولكنه قدرها وعمرها واخيها يرفض قبول هذا...!
تابع بغضب شديد ووعيد : تمن دم اختي كلكم هتدفعوه لغايه مايقع في ايدي ابن ال.... الظالم والمظلوم هيدفعوا التمن لغايه مايظهر المجرم الحقيقي... انتي... ابوكي... عمك غيره وغيره مش اغلي عندي من شعرايه واحده منها
وفري دموعك وواوعي تفكري ان في حاجة في الدنيا هتخليني ارجع في كلامي...
امسكت بدموعها داخل اهدابها الكثيفه وهي تستمع لكلامه الذي يقطر ظلما وجبروت لتزيح مابقي من دموعها من فوق خدها بظهر يدها قائلة بكبرياء: متهددنيش
غالب تأنيب ضميره لرؤيه حالتها وهو يقول بجمود : انا مبهددش انا بنفذ كلامي...
تركها ونزل من السيارة مناديا بصوته
الجهوري : حسااااان
اسرع حسان اليه ليقول بنبره أمره : خدها
نظرت اليه بيأس والي حسان الذي تسألت نظراته الي اين يأخذها تحديدا... هل لتلك الغرفه مجددا ام للاهتمام بأبن اخته
ليقول باقتضاب ; رجعها مكان ماكانت لغايه ماتخف
هل بعد كل مافعله يتصدق عليها بالرحمه.... لا... لن تبقي ابدا أسيره وكل لحظة تبقي بها بأسره تضيع من حياه ابيها
فتحت باب السيارة ونزلت سريعا باتجاهه : لا لا.... كفايه بقي ظلم انا مش هروح في اي مكان الا بيتي.....
حاول حسان الإمساك بذراعها لتدفعه وتصرخ رافضه ; قلت مش هروح اي حته.. سيبني بقي حرام عليك
كان قد سار بضع خطوات متجاهل صراخها الذي تعالي ليتجمع بعض الحرس علي صوتها يتطلعون اليها والي عثمان بترقب لرد فعله  بينما اكملت ; انت ايييه مفيش عندك رحمه بقولك ابويا بيموت.... سيبني ارجع بيتي واعتبرني مربيه لأدم وانا هكون هنا كل يوم اهتم بيه
قال بتهكم ; وبعد مايتعلق بيكي تسيبيه
هزت راسها بعيون راجيه : مش هسيبه
رفع حاجبه ساخرا : والضمان.... ؟!!
نظرت اليه لاتعرف اي ضمان تستطيع تقديمه له واي ضمان بالأساس يطلب لتزداد نظراته سخريه بينما تابع ; فاكره انك هتمسكيني من ايدي اللي بتوجعني عشان ادم....
عقدت حاجبيها من تفكيره المعقد لتهز راسها : لا.. انا
نظر لها بغرور قائلا : انتي اية.... انتي ولاحاجة.. مش محتاجين خدماتك
احتقن وجهال بالغضب فكيف يكون بذلك الغرور الزائف وكأنه مالك الكون..... أشار لحسان ليأخذها واستدار يتابع طريقه
فدفعت ليلي يد حسان بعيدا عنها وقاومته حينما أراد سحبها للسيارة....صارخه باصرار قلت مش هروح مكان غير بيتي.... سبيني ياحيوان
زمجر حسان وهو يحاول الإمساك بذراعيها لتدفعه بعيدا عنها وبجرأه تسحب ذلك السلاح من حزامه وترفعه بوجهه مهدده : متلمسنيش ياحيوان  بدل مااقتلك انت واللي مشغلك
توقف حسان مكانه وتجمد الجميع مكانهم رافعين سلاحهم متأهبين  بينما التفت عثمان لها ببطء يتطلع اليها لتسدد ليلي السلاح ناحيته قائلة : هقتلك لو مقلتش ليهم يسيبوني
تأهب رجاله باسلحتهم ليشير لهم بانزال الاسلحه بينما تقدم منها بضع خطوات بارده غير عابيء بالسلاح المسدد اليه ليقف امامها تماما قائلا بجمود :  عثمان الباشا مبيرجعش في كلمه قالها 
نظرت له واهتزت نظراتها اما نظراته دون ارادتها فهي امام جبروت فولاذي قد حكم عليها بالاسر ولن يتراجع
ارتفع جانب شفيته بابتسامه متهكمه وعيناه لاتفارق النظر لعيونها التي اشتعلت غاباتها الخضراء بالنيران الثائرة لتكون اول من يقف امامه يوما بتلك الجرأه ليقول بتحدي وهو يقف امامها مباشره  ; اضربي مستنيه ايه....
ظلت مكانها ودون ارادتها اهتزت يدها التي تحمل السلاح الثقيل لاتستطيع فعلها فهي فقط تهدد بقهر وهو ليس ممن يخافون التهديد...!
دون ادني مجهود كان يأخذ السلاح من يدها قائلا باستخفاف : سيببه من ايدك بدل ماتتعوري ياشاطره
لمعت دموع القهر بعيونها التي رشقته بنظراتها الغاضبه ليقابلها ببرود جليدي بينما أشار بطرف عيناه لحسان لتنفيذ ماقاله وبالفعل دقائق وكانت تعود مجددا لأسرها ...!! .. تعود وبداخلها نمره مجروحه هزمها جبروته وقوته.. ذلك القاسي الذي لاتفلح معه توسلات او حتي تهديدات
لاشئ يسير الا وفقا لارادته .....!
...................
نظرت لها نجوي بشفقه علي شحوبها الذي يزداد كل لحظة ..... يومان دون أن تاكل او تأخذ الدواء وهي لاتستطيع اجبارها اكثر فحتى السيرم المغذي كانت تنتزعه من ذراعها غير عابئه بوجعها او بذراعها الذي انجرح من كثره مانزعته
.........!! لتقف امامها عاجزه
كما هو حال ليلي التي وقفت عاجزة امام جبروته بعد اصدار حكمه الظالم عليها وكان كل ذنبها انها وقعت بطريقه...!
نظرت ليلي الي حسان الذي قال باقتضاب : تعالي معايا
نظرت له بعيون شرسه فهي ليست لعبه بيدهم يحركونها كما يشاءون :هتاخدني فين.. ؟
قاد السيارة دون قول شئ متجاهل ثورتها وغضبها وحتي بكاؤها الصامت حتي وصل الي الوجهه التي أمره بها عثمان بعد مااخبرته الممرضه بمافعلته وما سيترتب عليه أن ظلت بتلك الحاله...!

القاسي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن