قالت ليلي باستفهام للفتاه التي تحدثها علي الهاتف : اكيد في حاجة غلط انا مطلبتش فستان من عندكم
قالت الفتاه بتأكيد ; يافندم الفستان وصل مظبوط للعنوان بأسم حضرتك (ليلي مهدي) وكمان وتمنه مدفوع بأسم..... عثمان الباشا..!
اغلقت ليلي الهاتف وانتفخت وجنتها غضبا وهي تنظر إلى هذا الثوب الذي وصل قبل قليل اليها من هذا المحل الشهير....كان امام عقلها اتجاهين الأول والأقرب لأي واحدة بمحلها انه يحاول الاعتذار عن كلماته الجارحه لها والاتجاه الاخر الذي هرع اليه تفكيرها بما انها تعرف ان شخصيه كعثمان ليس ممن يدركون سؤ أفعالهم ليعتذر عنها لذا احتثن وجهها بشده وهي تفكر..... لماذا يحضر لها ثوب من الأساس.... ؟! ليس إلا لشئ واحد وهو المزيد من عجرفته المقيته...!
ايظن انها ان تكون لائقه بملابسها لذا احضر لها ذلك الفستان الباهظ..؟
امسكت الكيس الورقي الانيق ووضعت به الثوب وهي تتبرطم بحنق.... فاكر نفسه مين عشان يجيب ليا فستان...! اية بشحت منه.. ؟!
ومين اصلا قاله اني رايحة الفرح ده...!
بعاصفه اتجهت الي غرفه مكتبه و فتحت الباب دون أن تطرقه ليتفاجيء عثمان بدخولها بتلك الطريقه..... في ايه... ؟
اتجهت صوبا ناحيته والقت بالكيس امامه ليرفع عثمان عيناه اليها لايفهم شئ فكيف تتجرأ من الأساس وتدخل الي مكتبه بتلك الطريقه وماهذا الشئ الذي القته امامه....!! قبل ان تمر لحظة علي تساؤلاته انصدمت ملامحه اكثر من تلك الكلمات التي القتها بوجهه مع ذلك الكيس الورقي ; متشكرة اوي ياباشا انا مش، محتاجة منك إحسان ولا صدقه...... واوعي تفكر اني في يوم هقبل اخد منك حاجة
لم يفهم شئ من هذا الكلام الغاضب الذي تقوله فعن اي إحسان او صدقه تتكلم...! لتعتبر ليلي صمته عجرفته الزائده كعادته فتزداد شراسه ملامحها وتقول وهي ترمقه بنظراتها الغاضبه بينما تتجه للباب مجددا : البسه انت...!
........ اسرعت تجاه الباب بخطي غاضبه بينما عثمان اخذ جزء من الثانيه ليستوعب مانطقت به للتو ليوقفها بنبرته المخيف :استني عندك
توقفت مكانها والتفتت اليه بتأهب
ليقول بنبره لم يخدعها هدوءها ; اية اللي قولتيه ده
نظرت له بكبرياء : قولت الرد المناسب..... مش،مستنيه حاجة من واحد زيك
احتقن وجهه بالغضب ليمسم ذراعها بقوة هاتفا : انتي اد الكلام اللي بيطلع من لسانك الطويل اللي عاوز قطعه ده
هتفت بتحدي بينما تخفي ألم ذراعيها من قبضته : ميجيش حاجة في لسانك
و علي الاقل طوله لساني بتكون رد فعل
نزعت ذراعها من يده وتركته واندفعت خارج الباب بعد ان تمكنت بجداره تسجيل رقم قياسي في قدرتها علي اخراسه.....!
فهي تقريبا الوحيده التي وقف امامها دون نطق شئ فلم تتجرأ سواها علي قول شئ مما قالته له
التفت إلى ذاك الكيس الذي القاه امامه ليفتحه ويري محتوياته وعلي الفور فهم سبب غضبها.......!!
في للحظة التاليه كان عمار يستمع لصوته الجهوري يناديه... عمااار
ابتلع عمار لعابه ونظر بتوجس للكيس الذي يعلم محتواه جيدا ولكنه لم يعلم ماذا يفعل علي مكتب أخيه فكان من المتوقع ان يكون بغرفه ليلى لتظن ان عثمان من اشتراه لها ليعتذر عن كلامه وسترتديه بحفل زفافه ويمر الأمر.......ولكن يبدوا من تلك الادخنه التي تخرج من رأس أخيه ان الامر لم يمر وان ليلي لم تقبل الهديه...!
ابتلع عمار لعابه ورسم ابتسامه لطيفه علي شفتيه بينما يقول ببراءه : كنت فاكرها هتقبل الهديه وهتلبسه زيها زي اي بنت ونلطف الجو
التوت شفاه عثمان بسخريه بينما يقول من بين أسنانه بغيظ من أخيه الذي وضعه بهذا الموقف فهي ظنت انه اشتري لها فستان وشطح خيالها بعيدا وجاءت لتلقيه بوجهه : ومطلعتش زي البنات
اتسعت ابتسامه عمار ليقول بمغزي : وده ملفتش نظرك لحاجة
زم عثمان شفتيه بغضب : متغيرش الموضوع....انت ازاي تعمل حاجة زي دي من ورايا
تجاهل عمار حنق أخيه متعمدا وهو يقول : ده صلب الموضوع... انا شايف انك غلطت في حقها وعارف انك مستحيل تعتذر فحبيت الطف الجو
: وهي مين اصلا عشان اعتذر لها..... عمااار متزودهاش
نظر اليه عمار لحظة قبل ان يتجرا قائلا : عثمان....! ليلي مش امك
انصدمت ملامح عثمان وتوحشت ليتابع عمار بتأكيد ; مش كل البنات امك
صاح بسخط ; كلهم زي بعض صنف زباله
انفلتت الكلمه من شفاه عمار ; وندي..... هي مش من صنفهم
التفت عثمان لاخيه وبوحشيه عنفه : اسكت خالص..... متقارنش ندي بحد ....... ندي مش زي اي حد... انت فاهم.... ندي مش زيهم
صمت عمار وخفض عيناه للاسفل ليتمالك عثمان غضبه ويتطلع الي أخيه قائلا بقسوة حتي لا يؤنبه ضميره ; متكررش اللي عملته....
.... البنت دي هنا لمهمه محدده وبس
.........
... خرج عثمان ليجلس عمار علي المقعد متنهدا بأسي علي حال أخيه... كم يبدو قاسي عليه من الخارج ولكنه الوحيد الذي يعرف مقدار حنانه وكم عاني وتحمل من أجله هو وندي لذا يتحمل غضبه وعصبيته لانه يعلم انها اشياء وطباع اكتسبها بسبب قسوة الحياه عليه منذ نعومه اظفاره حينما قرر ان ياخذ علي عاتقه مسؤليه حمايه إخوته الصغار فلو لم يكن هكذا لكان كل شئ اختلف.... فقد كانت لحظة هي الفارقه في حياتهم حينما قضوا اول ليله لهم كالعبيد بمنزل الرجل الذي تزوجته امهم وسلمت له ميراثهم
........! Flash back
هتف سعد زوج امه بحدة : هتفضل تعيط كتير.. اسكت ياابن ال.. وجعت دماغي
نظر عمار الباكي بخوف لهذا الرجل بينما انكمشت ندي بجوار عثمان الذي تجرأ ودافع عن أخيه مزمجرا دون خوف : ملكش دعوه باخويا ومتجيبش سيره ابويا
صفعه قويه هوت علي صدغ عثمان من هذا الرجل ولكنه تلقاها دون أن يرف له جفن.....! قسي علي نفسه وتحمل الألم بينما زجرة سعد بسخط ; انت بترد عليا ياواد يابن ال
بقوة هتف به عثمان ; قلتلك متجيش سيرة ابويا
امسك عمار بيده راجيا اياه ان يصمت بعد تلك الصفعه المؤلمه بينما تتقد عيون سعد شررا ; خلاص ياعثمان عشان خاطري اسكت
بكل قوة ربت عثمان علي يد أخيه مطمئنا حينما صرخ وانسابت الدموع من عيونه بينما يتلقى عثمان الصفعه الاخري....
: عثمان...! بكت ندي وعمار بينما نظرات عثمان لم تهتز وكل ما كان يشعر به تلك اللحظة هو أن عليه أن يكون قوي من أجل إخوته
وقف عثمان ينظر للرجل بعيون قويه متحديه استفزته ليزم سعد شفتيه بغضب قائلا وهو يجذبه بعنف من ملابسه ويلقيه علي الارض :واضح ان ابوك معرفش يربيك وانا اللي هربيك من اول وجديد...... انت وخواتك
صرخ عمار يستنجد بأمه ماان خلع ذاك الرجل حزامه الجلدي
لتدخل متسائلة : في ايه ياسعد
قال سعد بغضب ; ابنك ناقصه ربايه
لوت شفتيها متهكمه بقسوة : شبهه ابوه
نظر لها عثمان باحتقار : احسن مااكون شبهك
انهال الرجل ضربا وحشيا بحزامه الجلدي علي عثمان امام نظرات امه وكلما حاول عمار ان يتوسل للرجل ان يكف عن ضرب اخيه كان عثمان يدفعه بعيدا بثبات هاتفا به بشجاعه .... بس ياعمارر اوعي تترجى حد
ليحتضن عمار ندي التي انسابت دموعها بخوف وفزع يحميها من رؤيه هذا المنظر
......... بالرغم من قسوه ماعاناه تلك الليله الا انه لم يبكي.... لم يتألم.... لم يفعل شئ سوي انه اجلس ندي في المنتصف بينه وبين عمار وشدد علي احتضانهم قائلا بجلد : متخافوش انا كويس
( : لا.... لازم يخافوا عشان ميتعملش فيهم زيك)
كان هذا صوت امه القاسي التي كانت تطالعه بنظرات غاضبه لانه اغضب زوجها ولم يرأف قلبها به أو بخوف إخوته ودموعهم
قال عثمان بقوة : محدشوهيقدر يقرب من اخواتي
قالت امه بغيظ فطالما كان الابن الاشرس الغير طائع لها وهاهو يقف كلقمه في حلقها بعد موت ابيه
: يبقي هرميك لأهل ابوك يربوك وعمار وندي بس اللي هيعيشوا معايا
امسك إخوته به ونظراتهم المتوسله لم ترحمه يرجون منه ان صمت ويكون مثلهم مطيع حتي لا يفترق عنهم..... خوفهم جعلهم يريدون ان يكون بلا كرامه ولكنه يومها انتوي الا يري إخوته اي ذل مجددا والا يخافوا طالما هو موجود.......
بعد منتصف الليل تسلل عمار خلف أخيه الذي انتظر نوم امه وزوجها وسحب تلك السكينه الكبيرة ليتجرا ويضعها فوق عنق سعد ويجبره على تمزيق كل أوراق تنازلهم عن ورثهم ويخرج باخوته من هذا المنزل ومن هذا المصير المجهول وهاهو وفي بوعده وكل يوم لايتوقف عن حمايتهم ولكن في المقابل تكون فوق قلبه درع صلب من القسوه لم تهتز او تتحرك الا لتلك الفتاه....
Back.....
تنهد عمار وخرج من شروده ليمسح عيناه من تلك الذكري الاليمه التي ان كانت تركت به أثر فهي تركت بعثمان اثار غائرة لم تنمحي مهما انكر،..... منذ تلك الليله وهو يكره النساء، ويري بهم امه.... يخاف عليهم حد الجنون ولا يحتمل عليهم الهواء،... لذا غلب كل عقله امام موت ندي....!
قام من مكانه وهو يهز راسه بأنه لن ييأس الي ان يساعد أخيه علي تخطي تلك الذكري ..... يستحق أن يحصل علي الحب والسعاده..... يستحق أن تكون فتاه كليلي بطيبه قلبها من تذيب قسوة وجليد قلبه... يستحق أن يعوضه احد عن الحنان والحب بعد طول جفاف عاش به قلبه ....... انها تلك التي ألقاها القدر في طريقه لتكون الاولي التي تحرك جبال عثمان الباشا..... يري في نظراته لها شئ مختلف وهي أيضا ولكنها لا تعرف شئ عنه لذا لا تتخيل ان قسوته ليست الا ستار
ليتها فقط تعرف ماعاناه ....!
..........