ظلت ليلي جالسه مكانها تستوعب كل ما مر عليها..... انه خيال لاتستطيع التصديق انه اصبح واقعها....
هل وجدت رجل حقيقي يحبها وسط زخم الحياة التي طالما كانت لسعادتها بالمرصاد..؟!
مرت امام عيناها تلك الأحداث.... يوسف مديحة.... مرض ابيها.... موت امها ....
ظلمه لها..... قسوته عليها.... اهتمامه بها.... نظراته... تنهدت وهي تغمض عيناها فكل هذا كان الطريق الذي كان عليها ان تسير به لتصل لتلك السعاده..... وهي راضيه... راضيه جدا بل وممتنه أيضا
ابتسمت وهي تتذكر كيف بالفعل كان عمار محق ان بداخل هذا الكيان الجبار طفل صغير يحتاج للحب والحنان والاحتواء دون أن يطلبه..... فقط يريدها ان تكون بجواره دون أن يطلب..... يعطي ولايريد ان يبدو معطاء.... يهتم ولايريج ان يري احد اهتمامه..... ان عثمان يريد أن يظل محتمي بقناع قسوته ظنا منه انه هكذا يحمي نفسه وصاحبته من غدر الدنيا لتشعر بالفعل بالشفقه عليه كما قال عمار فكم هو صعب الا تستطيع إظهار مشاعرك وتظل تدفنها باعماقك..... لن تكون قاسيه ابدا ولن تتركه بتلك الحاله التي تجعله ممزق في حرب طاحنه بين عقله ومشاعره فهي ستحاول جعله يخلع ذلك القناع شيئا فشيئا لان حقيقته اسفله افضل كثيرا.....!قامت من فراشها بسعاده غامرة بدت علي قسمات وجهها المشرق وهي تاخذ ادم وتنزل للاسفل....
اختطف كلاهما النظرات للآخر وكأنهما سارقان للسعاده في الخفاء
ابتسمت قائلة : صباح الخير
قال عمار وهو يقبل ادم : صباح النور
ركض ادم الي عثمان الذي حمله ووضعه بجواره وعيناه متعلقه بها بينما يقول : صباح النور
نظر عمار بطرف عيناه للين نبره أخيه بدهشه ولكنه سرعان مااخفاها.... جلست ليلي
لطاوله الافطار الذي شعرت بتخمه عليها بالرغم من انها لم تتناول الا القليل ولكنها متخمه بالسعاده
قال عمار لعثمان حينما قام من مكانه ; انت رايح فين النهارده الجمعه
قال عثمان باقتضاب : عندي مشوار
اومأ له عمار قائلا : طيب خدني معاك
نظرت له بطرف عيناها بينما تفجرت الحمرة بوجنتها حينما تمهل في المغادره بعد ذهاب عمار لينحني تجاهها ويسألها باهتمام : عاوزة حاجة
انحشر صوتها وملئت الحمرة وجهها الجميل لتجيب بخفوت : شكرا
ابتسم ابتسامه خفيفة وانحني يقبل اجم قائلا : عاوز حاجة ياباشا
اوما ادم قائلا : ااه عاوز شيكولاته
اومأ له بحنان : حاضر ... رفع عيناه الي ليلي يتطلع اليها باشتياق بدا منذ الان لتنتشر الحمرة بوجهها من نظراته وتتساءل من هذا الذي امامها وتحول اليه الباشا..!
.....
بعد ذهابه وانتهاء الافطار تركت ادم يلعب قليلا واتجهت لغرفه شيرين التي كانت بحاله سيئة
: صباح الخير ياشيري
قالت شيرين بصوت حزين ; فين الخير ده ياليلي.....
: ليه بس بتقولي كدة
غص حلقها وقالت بإسي : ماما مش بترد عليا من وقت ما عرفت حقيقتي الزباله ولما كلمت بسمه قالتلي انها شكلها زعلانه وكلهم قالوا ان جايز متخانقه مع بابا.... انهارت باكيه وتابعت : ميعرفوش ان انا السبب
ربتت ليلي علي كتفها : اهدي متعمليش في نفسك كدة...
قالت شيرين وهي ترفع اليها عيناها الباكيه :
قوليلي اعمل ايه ياليلي..... اروح لها
قالت ليلى بتأثر ; بلاش دلوقتي
انهارت باكيه وتابعت بضياع : انا نفسي اموت وارتاح من كل اللي انا فيه
تأثرت ليلي للغايه ولمعت الدموع بعيونها وهي تتذكر حاله اليأس التي وصلت اليها واقدمت بسببها علي الانتحار لتقول مهدئه : بعد الشر عليكي ياشيرين... ياحبيتي اهدي والجألي لربنا وهو ان شاء الله هيحل كل حاجة
; تفتكري ربنا ممكن يقبل لجوء واحدة زيي له
: طبعا.. ربنا كريم اوي وغفور رحيم... انتي بس ادعي انه يسامحك علي غلطتك دي....