. الفصل الثامن و الثلاثون .

567 73 31
                                    


و هي في غرفتها، غيرت ملابسها بثوب خفيف مريح، صففت شعرها المسدول، ثم أعدّت فراشها.

كانت على وشك الإستلقاء عندما سمعت طرقا، فقامت عن مكانها مستغربة، ثم أسرعت نحو الباب. فتحته فوجدت تاج يقف أمامها، في ثياب النوم، و يحمل وسادته بين ذراعيه.

نقلت نظراتها بين وسادته و عينيه قبل أن تستفهم وهي تعقد حاجبيها قليلا،
- ماذا تفعله أنت و وسادتك هنا في هذا الوقت؟

تبسم لها ابتسامة صغيرة،
- هل لي بالدخول؟

هزت رأسها موافقة ثم أفسحت له الطريق، فدخل.
أغلقت الباب خلفهما.
- ماذا هناك؟
- هل لي بالنوم هنا؟

رفعت حاجبيها في ذهول و إتسعت عيناها قليلا،
- تنام.. هنا؟!

إكتفى بإيماءة، فأشاحت ببصرها في إرتباك، ثم نظفت حلقها قبل أن تقول،
- لا يمكنك.. ذلك يا تاج!
- لماذا؟

ألقت نظرة سريعة على تعابيره المتسائلة، ثم أسرعت و أمسكت بذراعه لتقوده بإتجاه الباب.
- أ جننت؟ ماذا سيقول عنا أهلك و سكان القصر؟

سحب ذراعه إليه، فجعلها تستدير. رمقها بنظرة أشبه بنظرة طفل منزعج.
- لا أستطيع النوم وحدي بعد كل ما حدث. كما أنني سأغادر غدا يا وردة. سأغادر و لا أعلم متى سأعود. لذلك أريد قضاء الليلة معك!

رفعت كفيها و مسحت بهما وجهها، ثم أبقتهما على شفتيها و كأنها تخفيهما، وهي تحدق به في صمت.

خفض بصره لثانية،
- لن أقوم بأي شيء يزعجك! فقط.. أريد أن أتحدث إليك حتى أغفوا و أنام.

افتر ثغرها عن ضحكة صغيرة، ثم تنهدت في استسلام،
- حسنا!

تقدمت نحو سريرها فلحق بها،
- هل أستطيع.. النوم بجانبك؟

التفتت إليه و المفاجأة تعلو محياها، فأسرع و اتجه نحو الأريكة بعد أن أدرك معنى النظرة على وجهها.
- أظنني.. سأنام على الأريكة.

وضع وسادته ثم جلس. تنهد ثم استلقى.
- كان علي أن أحضر غطاء أيضا!

و قبل أن يكمل جملته، وقفت وردة قدميه، ثم رمت غطاء على جسده.
- تصبح على خير.

ثم عادت إلى سريرها، أطفأت المصابيح كلها، ثم جلست تنظر إلى النافذة التي يتسلل منها ضوء القمر الخافت.
التفتت إلى الأريكة حيث يستلقي ثم سألت،
- هل أسدل الستارة على النافذة؟ إن كان الضوء يزعجك؟

ألقى تاج نظرة سريعة على النافذة،
- لا بأس. لا يزعجني الأمر.

تبسمت و هي تراقبه يغطي جسده لمدة. ثم استلقت أخيرا.

الأميرة و الجنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن