تقدم بدر الملوك جنوده برفقة هازار على الطريق، و تاج و وردة خلفهم، متأخران قليلا.و هما يمتطيان حصانيهما، و يسيران جنبا إلى جنب.
استفهم تاج و هو يراقب أخاه و رفيقه.
- ما الذي يخفيانه يا ترى؟التفتت إليه وردة،
- أنت تبالغ يا تاج!
- لا أظنني أبالغ! لقد رأيتهما أمس يدخلان خيمة بدر، و كانت محاطة بالجنود. و عندما اقتربت من المدخل منعني الحرس من الدخول و قالوا بأن ولي العهد مشغول!
- و هل سألت بدر عن الأمر؟
- سألته. لكنه تفادى الإجابة عن السؤال، و قال أن الأمر ليس بمهم.عقدت حاجبيها قليلا، ثم نقلت عينيها إلى ولي العهد و رفيقه أمامهما.
- و.. ماذا تظنهما يخفيان؟
- لا أدري! لكنني أشك في إمكانية أن يكون هازار، إبن ساحر مدينة البلور.
- إبن ساحر البلور؟!أومأ، ثم بدأ بسرد القصة التي سمعها من أميرة الجان عن ابن الساحر.
- إذا فالخاتم بحوزة إبن الساحر الآن؟!
- صحيح.ثم أضاف بعد سكوت،
- أفكر في تفتيش أمتعته.
- و كيف ستفعل ذلك؟
- لا أدري بعد. ربما سأكلف لمار بالمهمة.أبقت وردة نظرها على ملامحه متبسمة.
التفت إليها عندما شعر بنظراتها، ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة استغراب.
- ماذا هناك؟
- لمار. أ هي أميرة الجان؟ابتلع ريقه، وهو يحاول جاهدا تثبيت ابتسامته على محياه. ثم قال ضاحكا، ليخفي ارتباكه الذي اتضح على تعابير وجهه،
- لمار؟ لا! ما الذي يجعلك تظنين ذلك؟!استمرت في التحديق به بنفس الإبتسامة الساكنة وهي ترفع كلا حاجبيها،
- أ تعلم أنك لا تجيد الكذب يا تاج؟نظف حلقه ثم قال رافضا الإعتراف،
- صدقا! ما الذي يجعلك تظنين أن حمامة مثلها جنية؟!
- أولا، تستطيع التواصل معها بشكل لا يصدق! و ثانيا، تقوم بمهام لا يمكن لحمامة عادية أن تقوم بها! مثل يوم أحضرت قلادة مرزوان، و يوم أخرجت الثعبان من الغار، أقصد كيف أمكنها حمله بقدميها الصغيرتين؟!ثم أضافت و هي تستمتع بمشاهدة ملامحه ترتبك،
- كما عادت يومها بأعشاب مناسبة لحالتك! كيف يمكن لحمامة أن تتعرف على النوع المناسب لإصابة مسمومة كاللتي أصابتك؟! أ تستطيع أن تجيبني؟سمح لشفتيه برسم ضحكة صغيرة، ثم أغلق عينيه لثانية قبل أن يومئ معترفا.
- كشفتي أمرها إذا!
- بالطبع! لدي عقل أيضا، و أستخدمه أحيانا للتفكير!انفجرت شفتاه عن ضحكة مكتومة،
- بالطبع.بادلته بابتسامة بدأت تتقلص و هي تسأله،
- أ يمكنني أن أرى لمار.. على هيئتها الحقيقية؟
أنت تقرأ
الأميرة و الجني
Romanceرواية الأميرة و الجني (مكتملة) نبذة عن الرواية: تنطلق الأميرة "وردة الجنة" في رحلة إلى قصر الملك شهرمان، رغبة في مقابلة الأمير "قمر الزمان"، شاب وسيم بديع الجمال، استيقظت في منتصف إحدى الليالي لتجده نائما بجانبها، على سريرها. شاب حرَّك قلبها بحسنه و...