. الفصل السابع و العشرون .

538 73 34
                                    


أغلقت باب غرفتها بعد دخولهما، ثم التفتت إلى تاج، و الذي وضع الكتب على إحدى الأرائك ثم استدار إليها، و آثار الصدمة لاتزال تعلوا تعابير وجهه.

أخذ نفسا ثم تقدم نحوها و عيناه المتفاجئتان ترفضان الإبتعاد عن عينيها اللتان تعكسان تشوش ذهنها.
- لا يصدق!

رفعت حاجبيها في ذهول، وهي تهز رأسها،
- لا أصدق ذلك أيضا!

تقدمت نحوه،
- كنت أحاول.. أن أجعله يفصح عن ما يخفيه..

أكمل على كلامها قائلا،
- فاكتشفتي أنه، أيضا، في حيرة من أمره مثلي!

تنهدت،
- تماما!

تقدمت نحو الأريكة ثم جلست، فجلس الأمير بجانبها، ثم تناول أحد الكتب.
- أ تظنين أن شهبار.. حقا كان يحاول حمايتنا؟

إلتقطت أحد الكتابين، ثم فتحته على أول صفحة،
- ربما. أو ربما كان يحاول حماية ابنه وحسب!
- لكن.. ممن؟

ثم هز رأسه رافضا تصديق تلك الفكرة،
- لماذا يرسلني لأسرق الخاتم إن كان يحاول حمايتي؟ و لماذا يترك ابنه بين أيدي طائفة من السحرة إن كان حقا يحاول حمايته؟

أجابت بنبرة شاردة، و هي تتفحص الصفحات، واحدة واحدة، في انتباه،
- ربما.. كان مجبرا على القيام بذلك.

عقد حاجبيه وهو يراقبها تدرس و تتمعن في كل صفحة،
- ما الذي.. تقصدينه بأنه ربما كان مجبرا؟

التفتت إليه، ثم فسرت له قائلة،
- قال هازار بأن والدته زعمت على الرحيل مرات عدة، لكنها تستسلم كل مرة، أ ليس كذلك؟

أومأ متذكرا،
- صحيح.
- ثم قال أنها توفيت فجأة!
- صحيح.
- أ لا تظن أن الأمر غريب؟

رفع حاجبا،
- لا.. أدري!

أخذت نفسا صغيرا،
- حسنا. ماذا عن منعهم لهازار و سجنهم له، عندما قرر الرحيل؟ أ لم تسأل نفسك لماذا يا ترى؟

صمت لبرهة و اضطراب أفكاره يرتسم شيئا فشيئا على محياه.
- ربما.. أرادوه بينهم! لكن.. بعد تفكير.. ربما استسلموا و أطلقوا صراحه في النهاية؟

تنهدت في استسلام،
- و لماذا يريدونه بينهم؟! لقد أطلقوا صراحه بعد أن تمكن من الحصول على الخاتم يا تاج.

هز رأسه رفضا لفرضيتها،
- و ما أدراكي بذلك؟ ماذا لو أنه حصل على الخاتم بعد خروجه!

أومأت،
- ربما. لكنني واثقة أن من يجري خلف ذلك الخاتم ليس هازار، و ليس شهبار. بل طائفة السحرة أولائك. ربما قتلوا زوجة الساحر، و هددوا بقتل ابنه إن لم يبح لهم بسر تعويذة الخاتم.

الأميرة و الجنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن