وسط ساحة، تحيط بها الخيم، وقف تاج و بدر الملوك وجها لوجه، كل منهما يوجه سيفه نحو الآخر، وهما يلتقطان أنفاسهما ضاحكين، و يتبادلان أطراف الحديث. حولهما، شباب و فتيات، يشاهدون المبارزة بين الأخوين.- و هكذا بعد سفر طويل، انا و جنودي، التقينا بفريق من الرحل. فانظممنا إليهم. و ها نحن ذا.
تحرك تاج يمينا، فتحرك بدر يسارا، و كأنهما يسيرا على حافة دائرة على الأرض، يتبادلان نظرات حادة و ابتسامات متلاعبة.
- هكذا إذا!
- و أنت يا تاج. كيف و أين اختفيت طوال هذه السنين؟أسرع الأمير و هجم على ولي العهد الذي تمكن من صدر ضربة سيفه ببراعة.
- أ لن تروي لي ما حدث؟أجاب تاج في نوع من التحدي،
- إذا هزمتني، أخبرتك بكل شيء.
- استعد للهزيمة إذا!تقدمت وردة نحو الساحة و تعابير الإستغراب تعلوا محياها، وهي تنقل عينيها بين الناس الواقفين حول المكان، حيث يصدر صوت تضارب السيوف. فتقدمت و حاولت أن تطل برأسها بين الواقفين. أفسحت لها فتاتان الطريق وهما تنحنيان لها، فشكرتهما، ثم التفتت إلى الساحة، لتجد الأميران يتبارزان بإحترافية و مهارة، و يتحركان بخفة و رشاقة.
تجولت بنظرها حولها، فلاحظت تعابير الإنبهار على وجوه الشباب، و الضحكات تعلو شفاه الفتيات وهن يتهامسن في ما بينهن، و عيونهن تراقب تحركات المتبارزين بإعجاب.
و سرعان ما عاد انتباهها إلى الأخوين، عندما صاح الجميع تشجيعا و بدأوا بالتصفيق، لتتفاجأ ببدر الملوك على الأرض، و تاج يوجه سيفه نحو عنقه، و هو يلتقط أنفاسه، باسم الثغر، مفتخرا بفوزه.
قهقه بدر ضاحكا،
- لا أصدق! لا أذكر أنك هزمتني من قبل!مد تاج يده لأخيه،
- ها أنا ذا هزمتك الآن!أمسك بدر بيد أخيه الذي ساعده على الوقوف، ثم ربت على كتفه.
وقفت وردة تراقبهما من بعيد، وهما يتحاوران و يضحكان، ثم افترقا بعد عناق طويل.
غادر بدر الملوك باتجاه خيمته بصحبة خادمه الذي حمل عنه سيفه، بينما اتجه تاج إلى حيث ترك غمد سيفه، ليلتقطه.
كانت نظرات بعض الفتيات تتجه نحو تاج، بعضهن واقف يراقب من بعيد، و بعضهن يتهامس، و على جانب آخر، فتاتان تدفعان ثالثتهن بإتجاه الأمير. و ما ان نجحن في اخراجها من مجموعتهن، حتى افتر ثغرها عن ضحكة واسعة خجولة ساحرة، وهي تسير باتجاهه، ترتب شعرها الأشقر الطويل، و تلتفت تارة إلى صديقتيها، ثم تعيد عينيها إلى تاج الملك.
أنت تقرأ
الأميرة و الجني
Romanceرواية الأميرة و الجني (مكتملة) نبذة عن الرواية: تنطلق الأميرة "وردة الجنة" في رحلة إلى قصر الملك شهرمان، رغبة في مقابلة الأمير "قمر الزمان"، شاب وسيم بديع الجمال، استيقظت في منتصف إحدى الليالي لتجده نائما بجانبها، على سريرها. شاب حرَّك قلبها بحسنه و...