. الفصل الثامن و العشرون .

528 76 39
                                    


بقي مستلقيا على السرير رغم أنه استيقظ منذ ساعات. شارد الذهن، يحدق بالنقوش على سقف الغرفة لمدة طويلة.
أغلق عينيه و رفع كلتا يديه إلى وجهه و أخفاه خلف كفيه، وهو يئن كطفل منزعج يستعد للبكاء. أدار جسده يمينا ثم يسارا، ثم استلقى على بطنه و دفن وجهه في الوسادة لمدة دقائق و هو لايزال يئن.

عاد للإستلقاء على ظهره، بعثر شعره، ثم زفر، قبل أن يوبخ نفسه متمتما،
- لقد تجاوزت حدك يا تاج!!

أسرع في الجلوس، و هو يحدث نفسه،
- هل أعتذر؟

تحسس أزرار قميصه المفتوحه، و هو شبه غائب، و كأنه يحاول تذكر كل شيء حدث بينهما قبل ساعات.
همس لنفسه،
- لكنها أيضا.. أحبت ذلك.

أغلق عينيه ثم هز رأسه متمتما،
- طلبت مني العودة إلى غرفتي.

تنهد مستسلما،
- لا أظنها كانت مسرورة تماما. لقد تجاوزت حدودي.

ثم ارتمى على السرير و هو يئن في انزعاج و يردد قائلا،
- تجاوزت حدودك يا تاج. تجاوزت حدودك!

قاطع الطارق على الباب توبيخه لنفسه، فأسرع في الجلوس كالمصدوم، وهو يحدق باتجاه الباب.

دق الطارق للمرة الثانية فأسرع تاج في الوقوف، رتب شعره، و ملابسه أمام المرآة، أخذ نفسا، ثم تبسم و هو يربت على صدره، قبل أن يتجه نحو الباب و يفتحه.

تقلصت ابتسامته قليلا عندما وقعت عيناه على هازار و هو في ثياب السفر، فقلّص المنجم عينيه، و ضحكة صغيرة تعلوا شفتيه.
- أ كنت تتوقع شخصا آخر؟

افتر ثغر تاج عن ضحكة واسعة مرتبكة بعض الشيء، وهو يهز رأسه نفيا، ثم أشار لهازار بالدخول.

تقدم المنجم نحو الأريكة التي عليها كتبه ثم التفت إلى الأمير ليسأله قبل أن يجلس،
- هل تفحصتما الكتب؟

أومأ تاج وهو يتقدم نحو هازار،
- لقد وجدت وردة جملا غريبة بين أسطر الكتاب.
- جملا غريبة؟

جلس الأمير بجانب المنجم، تناول أحد الكتب و فتحها،
- في الصفحات الأخيرة لكل كتاب، كتب والدك رسائل سرية لأمك.

مرر تاج سبابته تحت تلك الأسطر المكتوبة بأحرف مختلفة، ثم أخبره عن أصل الحروف، و معنى الكلمات التي استطاع قراءتها و فهمها.

شحب وجه المنجم وهو يحدق بالكتاب، ثم تمتم قائلا،
- لا يصدق!

تنهد تاج،
- تظن وردة أن طائفة السحرة كانوا يحاولون الوصول إلى الخاتم، فاستخدموا والدك. و ليجبروه على تنفيذ أوامرهم، سجنوك و والدتك.

الأميرة و الجنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن