يُحكى أنه كان يا مكان، في قديم الزمان، ملك يدعى شهرمان، وقد تقدم به العمر ولم ينجب، إلى أن تزوج من أميرة بلاد صديقه، فأنجب منها قمر الزمان، و الذي لم يكن له مثيل في الحسن و الجمال.ولما بلغ قمر الزمان أشده، علمه أبوه جميع العلوم والاداب حتى صار لا يماثله أحد في الذكاء. ثم أراد أبوه أن يزوجه، فرفض قمر الزمان، لأنه كان يعتقد أن جميع النساء خائنات، فسجنه أبوه في برج القصر عقابا له على مخالفته لأمره للمرة الثالثة.
و في البرج، رأته ابنة ملك الجان، و افتتنت بجماله.
و لما كانت الجنية في طريقها إلى قصر أبيها، إلتقت جنيا كان قد تأخر عن موعده، فسألته عن سبب تأخره، فأخبرها عن زياراته لإبنة ملك الصين، بدر البدور، كل ليلة، و قد تأخر عندها في تلك اليلة. ثم باح لها بعشقهِ لها، فلقد كانت بديعة الجمال. ثم أخبرها بقصتها، عن رفضها للزواج، فأبعدها والدها السلطان عن الأنظار، بعد أن أعلن على أنها مريضة بنوع من الجنون، كي يبعد كل من يرغب في التقدم و طلب يدها، بعد أن وضعها في غرفة في برج قصره.استغربت الجنية، ثم حكت للجني قصة قمر الزمان، و التي كانت تطابق بعض الشيء قصة بدر البدور، ثم ذكرت كذلك افتتانها بحسنه الباهر.
و هنا أفصح الجني عن إعتقاده، بأنه لا يوجد مثيل لإبنة ملك الصين في الجمال، بل و قد تكون أجمل إنس في الدنيا، بينما راهنت ابنة ملك الجان على أن قمر الزمان هو الأجمل.
و هنا إتفق الجنيان على أن ينقلا أميرة الصين إلى سرير قمر الزمان، و يقارنا جمالهما، ثم يوقظا كل منهما على حدة، فيشاهدا من منهما سيفتتن بالآخر، فيكون هو الأقل جمال.
أيقظت الجنية قمر الزمان أولا، ففتح عينيه، ليجد بجانبه على السرير، شابة بديعة الجمال. تفاجئ من الأمر، ثم تسارعت أفكار مختلفة إلى ذهنه، و ظن أنها طريقة ليجبره والده على الزواج.
تمعن النظر في الشابة لمدة، فسُحِر بحسنها، بل و شعر في رغبة في لمسها، و تقبيلها، لكنه اكتفى بأخذ خاتمها من إصبعها، ثم تراجع وعاد إلى النوم.و هنا علم الجنيان، أن قمر الزمان ليس حسن الوجه و حسب، بل حسن الخُلُق أيضا، لكنه للأسف افتتن بجمال الأميرة، و هذا قد جعله أقل جمال منها.
ثم أيقظ الجنيان الأميرة بدر البدور ثانيا، و حدث معها ما حدث مع قمر الزمان. بعد أن حاولت إيقاظه من دون جدوى، فكرت في أن الأمر من تدبير أبيها ليغير رأيها في الزواج. ثم إنها سُحر بحسن الأمير، و استسلمت أمام رغبتها في لمسه، بل و قبلته أيضا، ثم أخذت منه خاتمه، بعد أن انتبهت لخاتمها حول أصبعه، ثم عادت للنوم.
و هنا تعادل الأميران، حيث سُحِر كلاهما بالآخر، لكن قمر الزمان كان أحسن خلقا من بدر البدور، ففازت الجنية ابنة ملك الجان في الرهان.
و في النهاية أعاد الجنيان الأميرة بدر بدور إلى قصر أبيها، و غادرا.
و عندما حل الصباح، و استيقظ قمر و بدور، أخذ كل منهما يبحث عن الآخر و يسأل عنه، و هما يؤكدان على أن رؤيتهما لبعض حقيقة، و الخاتمان هما الدليلان على ما يزعمان. لكن أهلهما ظنوا أنه قد جُنّ جُنونهما. و بعد تكذيبهما مرارا، و إتهامهما بالجنون، إضافة إلى فرط عشقهما لبعض، سقط كلهما مرضا لأسابيع و أشهر.
و بعد مدة طويلة، عاد ابن مربية أميرة الصين، مرزوان، إلى بلاده، و كان أخ بدر البدور في الرضاعة، فزارها في إحدى الأيام ليسألها عن حالها، فأخبرته بكل ما جرى معها. و عندها قرر مرزوان السفر و البحث عن ذلك الشاب الذي وضع أخته مريضة طيلة هذه المدة.
انطلق مرزوان في رحلة طويلة، إلى أن بلغ بلاد الملك شهرمان، و هناك سمع عن حال الأمير قمر الزمان، و التي كانت تشابه حال الأميرة بدر البدور، فعلم أنه الشاب الذي تحدثت عنه الأميرة.
استطاع مرزوان الوصول إلى الملك شهرمان و ابنه قمر، و في لقائه الأول بالأمير، أنشد له شعرا، ففهم منه قمر الزمان أن الشاب الغريب أمامه، يعرف شيئا عن تلك الحسناء التي جعلهُ عشقها مريضا، طريح الفراش.
و بعد أن تأكد قمر الزمان من أن مرزوان هو طريقه إلى حبيبته التي بحث عنها طويلا، تعافى من مرضه تماما و عاد إلى سابق عهده، ففرح الملك شهرمان كثيرا بشفاء إبنه. لكن الأمير قمر، لم يتجرأ على ذكر قصة الحسناء أمام أبيه مجددا، و هكذا قرر و مرزوان السفر إلى جزائر الصين من دون علم والده.
و هناك، تظاهر قمر الزمان بأنه طبيب أتى لمعالجة الأميرة من مرضها، فتمكن من دخول القصر و مقابلتها، ففرحت لرؤيته، و وقفت على قدميها بعد أن كانت طريحة الفراش لمدة أشهر، و ارتمت في حضنه.
و هكذا تزوج قمر الزمان بالأميرة بدر بدور، و عاشا معا لمدة في قصر ملك الصين. ثم بعدها قررا المغادرة إلى بلاد الملك شهرمان.
و هنا تبدأ قصة قمر الزمان و بدر البدور مع أميرة ثانية، تصبح في النهاية زوجة قمر، ثم تليه قصة إبنيه مع زوجتيه، ثم تنتهي الحكاية باجتماع العائلة كلها بعد خصام و فراق.
انتهت القصة دون أن يعلم قمر الزمان كيف وصلت بدور إلى سريره، و دون أن تعلم بدور كذلك، كيف وصلت إلى سرير قمر الزمان، و بالنسبة لي فهذه النقطة، هي ثغرة في القصة، و بسبب هذه الثغرة بالضبط، أردت كتابة هذه الرواية.
و مجددا، أتمنى أن تنال رواية "الأميرة و الجني" إعجابكم.
......
أنت تقرأ
الأميرة و الجني
Romanceرواية الأميرة و الجني (مكتملة) نبذة عن الرواية: تنطلق الأميرة "وردة الجنة" في رحلة إلى قصر الملك شهرمان، رغبة في مقابلة الأمير "قمر الزمان"، شاب وسيم بديع الجمال، استيقظت في منتصف إحدى الليالي لتجده نائما بجانبها، على سريرها. شاب حرَّك قلبها بحسنه و...