رفرفت لمار نحو الحديقة بجناحيها، تاركة تاج و وردة عند الباب، وهما لايزالان يحاولان استيعاب الأمر.همست وردة في شرود،
- لا يصدق!التفت إليها تاج ثم اقترح قائلا، وهو يمد لها لجام فرسها،
- فلندخل.أومأت، أخذت اللجام من يده، ثم انتظرت تاج حتى خطى أول خطوة، دخولا إلى الحديقة، فلحقت به.
و ما أن صعد كلاهما بضعة درجات برفقة حصانيهما، حتى تحرك المصرعان مجددا، فتصنم الإثنان يحدّقات بالباب حتى انغلق خلفهما.
مدت وردة كفها إلى أصابع تاج و هي لا تزال مبهورة العقل، و عيناها مثبتتان على الباب، الذي بدأ بالنزول عودة من حيث خرج، تحت الأرض.
أمسكت بسبابته و وسطاه معا، هزتهما و كأنها تطلب انتباه، ثم التفتت إليه،
- من أين.. سمعت عن هذا المكان؟!تردد لبرهة قبل أن يجيب،
- من.. صديق.
- من ذلك الساحر؟!هز رأسه باستمرار نفيا،
- لا، لا! لا. ليس.. الساحر.
- لكن هذا المكان.. سحري و لا شك في ذلك!تفحص عينيها اللتان أخذ بريقهما يشتد و كأنهما متشوقتان لمعرفة حل لغز عظيم.
- لا تشغلي بالك بالأمر. فالمكان آمن.
- ربما المكان آمن، لكنه ملك أحدهم! لا يمكننا الدخول من دون إذن.فتح شفتيه المترددتين،
- سمعت.. أنه عندما تفتح الحديقة أبوابها.. فهي دعوة للدخول.
- دعوة ممن؟!أطبق شفتيه و تشوش نظراته لبرهة، ثم ابتلع ريقه و حكّ رأسه، قبل أن ينظف حلقه و يقول،
- دعوة.. من ملكة الحديقة.قلصت عينيها في شك،
- و من ملكة الحديقة؟حاول الحفاظ على اتصال نظراتهما، بينما كانت شفتاه مفترقتان عن بعضهما البعض، حائرتان بين قول الصدق و الكذب.
أغلق جفنيه متنهدا ثم ابتلع ريقه،
- لا أستطيع.. أن أخبرك.رفعت كلا حاجبيها،
- و لما؟!
- هناك أشياء.. لا أستطيع أن أفصح لك عنها الآن.ظهرت علامات الإستياء على صفحة وجهها، و رمقته بنظرة منزعجة.
- أشياء لا تستطيع الإفصاح عنها قلت!
- وردة..قاطعته بنبرة هادئة لكن قاسية،
- فهمت! ستخبرني بكل شيء عندما نصل إلى الغبراء! لا داعي لتكرر ذلك على مسامعي!لفت لجام حصانها مرتين حول يدها، ثم صعدت السلالم بخطا منفعلة وهي تسحب فرسها ليتبعها.
أنت تقرأ
الأميرة و الجني
Romanceرواية الأميرة و الجني (مكتملة) نبذة عن الرواية: تنطلق الأميرة "وردة الجنة" في رحلة إلى قصر الملك شهرمان، رغبة في مقابلة الأمير "قمر الزمان"، شاب وسيم بديع الجمال، استيقظت في منتصف إحدى الليالي لتجده نائما بجانبها، على سريرها. شاب حرَّك قلبها بحسنه و...