. الفصل الثامن .

728 87 38
                                    


كانت تقف خارج سور القصر الخلفي، تنقل نظراتها بين الباب و الحرس الغائبين عن الوعي على الأرض في توتر.

هدلت الحمامة، فجذبت إنتباه الأميرة إليها، و جعلتها تلتفت باتجاه الحصان الذي تقف على ظهره. كان حصانا أسودا كسماء الليل الخالية من ضوء النجوم، يحمل على ظهره حقيبتين، سيفا، قوسا و محفظة رماح.

اقتربت وردة من الفرس وهي تحدق بالحمامة بتعابير متسائلة.
- كيف تفهمين كلام تاج؟! و كيف يفهم كلامك؟!

مدت وردة أصابعها إلى رأس لمار و لمستها برقة، ثم تنهدت قائلة،
- لقد تأخر كثيرا، و أخشى أن يكون قد كُشِف أمره.

هدلت الحمامة مجددا و كأنها تحاول إخبار وردة بشيء ما، فتبسمت الأميرة ثم مدت معصمها إلى الطائر الأبيض ليقفز و يحط على معصمها.
- لا أدرك معنا لهديلك، لكنني أشعر و كأنك تحاولين إخباري بأنه سيكون بخير.

مسحت على رأس الحمامة بلطف، ثم على ظهرها وهي تتفحض ريشها الفضي الذي جعل تعابير الإنبهار ترتسم على وجهها.
همست،
- ما أجمل ريشك يا لمار!

لكن سرعان ما تشتت انتباه الأميرة و التفتت نحو الباب لحظة سمعت صوت أقدام حصان يجري، فلمحت تاج يمتطي فرسها الذي يتقدم باتجاهها.

أوقف تاج الفرس، ثم نزل من على ظهره و في يده سيف مقبضه و غمده من ذهب أبيض منقوش و مرصع بأحجار كريمة لونها أزرق سماوي.
تقدم بالفرس و سلمه لصاحبتها، ثم قدم لها سيفها،
- ها هو ذا حصانك، و سيفك.

أمسكت وردة بلجام جوادها، ثم أخذت سيفها من تاج، بعد أن غادرت لمار معصمها و عادت للوقوف على ظهر الفرس الأسود.

اسرع تاج و أنزل حقيبة سوداء جلدية بسيطة التصميم، كانت معلقة بسرج الحصان الأبيض، ثم وضعها على الأرض أمام وردة.
قال،
- كما أنني وجدت هذه أيضا. أظنك ستحتاجينها.

فتحت الأميرة الحقيبة، فوجدت بداخلها ثياب ركوب الخيل.
افتر ثغرها عن ضحكة واسعة وهي تُخرِجُ سلهاما و قميصا أسودين.
- لهذا تأخرت!!

اكتفى بابتسامة صغيرة وهو يراقبها في صمت.
رفعت عينيها إليه ضاحكة،
- شكرا لك.
- أشكريني بعد أن نصل إلى قصر الملك شهرمان.

اكتفت بابتسامة وهي تجمع ملابسها، ثم حملت الحقيبة في يدها، و قالت وهي تتفحص المكان من حولها،
- لنذهب الآن. يجب أن نغادر قلب السبعة قصور، قبل طلوع الشمس.
- فلننطلق إذا.

امتطى كل منهما حصانه، ثم انطلقا تاركان القصر خلفهما.

.....

الأميرة و الجنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن