التفت تاج حوله ليلاحظ اقتراب الجنود منه و وردة، و وقوف بعضهم حولهما و هم يوجهون سيوفهم بإتجاههما.
صاح تاج بأخيه،
- ما هذا الذي تفعله؟أجاب بدر بنبرة هادئة، باسم الثغر، وهو يلعب بالخاتم حول إصبعه،
- أحاول الحصول على تلك التعويذة اللعينة.
- ما الذي فعلته بهازار؟
- لا شيء! إنه بخير. بألف خير و سيبقى كذلك، شريطة أن تعطيني التعويذة.هز تاج رأسه غير مصدق لما يسمع، و عيناه المصدومتان بدأتا تتغرغران دموعا.
- م.. ما حاجتك للتعويذة؟أجاب ببساطة،
- لأحصل على السلطة و القوة المطلقة!
- ماذا عن والدنا؟ ماذا عن مدينة البلور و شعبها؟قهقه بدر في صمت،
- ماذا عن كل ذلك؟
- أ لا تشتاق إلى اجتماع شملنا؟
- شمل من؟!أغلق تاج عينيه فترقرقت قطرات الدموع على خده وهو يشيح بوجهه. أمسكت وردة بذراعه و مسحت عليها بلطف، و هي ترمق بدر الملوك بنظرات باردة.
قالت بنبرة جافة،
- هل ترمي بعائلتك لأجل السلطة؟تقدم نحوها بخطوات متأنية،
- أولا، ليست مجرد سلطة!توقف للحظة ليبادل نظرات أخيه المتألمة، بنظرات الإنتصار،
- و ثانيا،ثم استمر في اقترابه منهما،
- لسنا عائلة في الواقع.نقلت وردة عينيها المتفاجئتان بين تاج و بدر، منتظرة من أحدهما شرحا.
نطق تاج بصوت متعب صاحبته رعشة،
- نحن عائلة.
- حقا؟!استقام بدر أمام أخيه، و مسافة خطوة واحدة تفرق بينهما.
- أ لستُ إبن الخائنة التي خانت زوجها السلطان مع أحد الجنود، فأنجبتني منه؟أجاب تاج و عيناه المتأسفتان ترفضان الإلتفات عن عيني أخيه القاسيتان،
- أنت ابن إنسانة وقعت في حب إنسان غير الذي اختارته التقاليد لأجلها، فأخطأت. و من هذا الذي لا يخطئ؟ لكن أفضلنا من يعترف و يطلب التوبة. هكذا يقول أبي. هكذا يقول أبوك.رفع حاجبيه كالمدهوش،
- أبي؟!
- أوليس أبا من يحن و يربي و يعلم طفلا، حتى و إن لم يكن إبنه؟افتر ثغر بدر عن ضحكة ساخرة، ثم التفت إلى وردة، و التي كانت تائهة الملامح، لا تدرك لحوارهما معنا.
أشار ولي العهد إليها،
- أرى أن أميرتك لم تفهم شيئا من حديثنا هذا.
- أرجوك يا بدر أن تتركها خارج ما تخطط له.هز رأسه رفضا بكل بساطة،
- لا أظن ذلك.و بإشارة من يديه، أسرع جندي و سحب وردة بعيدا عن تاج. حاول الأمير التمسك بها لكنه وجد نفسه كذلك مقيدا، لحظة كتّف جندي من الخلف معصميه بيديه القويتين.
أنت تقرأ
الأميرة و الجني
Romanceرواية الأميرة و الجني (مكتملة) نبذة عن الرواية: تنطلق الأميرة "وردة الجنة" في رحلة إلى قصر الملك شهرمان، رغبة في مقابلة الأمير "قمر الزمان"، شاب وسيم بديع الجمال، استيقظت في منتصف إحدى الليالي لتجده نائما بجانبها، على سريرها. شاب حرَّك قلبها بحسنه و...