. الفصل الرابع و الثلاثون .

502 69 47
                                    


التفت تاج حوله ليلاحظ اقتراب الجنود منه و وردة، و وقوف بعضهم حولهما و هم يوجهون سيوفهم بإتجاههما.
صاح تاج بأخيه،
- ما هذا الذي تفعله؟

أجاب بدر بنبرة هادئة، باسم الثغر، وهو يلعب بالخاتم حول إصبعه،
- أحاول الحصول على تلك التعويذة اللعينة.
- ما الذي فعلته بهازار؟
- لا شيء! إنه بخير. بألف خير و سيبقى كذلك، شريطة أن تعطيني التعويذة.

هز تاج رأسه غير مصدق لما يسمع، و عيناه المصدومتان بدأتا تتغرغران دموعا.
- م.. ما حاجتك للتعويذة؟

أجاب ببساطة،
- لأحصل على السلطة و القوة المطلقة!
- ماذا عن والدنا؟ ماذا عن مدينة البلور و شعبها؟

قهقه بدر في صمت،
- ماذا عن كل ذلك؟
- أ لا تشتاق إلى اجتماع شملنا؟
- شمل من؟!

أغلق تاج عينيه فترقرقت قطرات الدموع على خده وهو يشيح بوجهه. أمسكت وردة بذراعه و مسحت عليها بلطف، و هي ترمق بدر الملوك بنظرات باردة.

قالت بنبرة جافة،
- هل ترمي بعائلتك لأجل السلطة؟

تقدم نحوها بخطوات متأنية،
- أولا، ليست مجرد سلطة!

توقف للحظة ليبادل نظرات أخيه المتألمة، بنظرات الإنتصار،
- و ثانيا،

ثم استمر في اقترابه منهما،
- لسنا عائلة في الواقع.

نقلت وردة عينيها المتفاجئتان بين تاج و بدر، منتظرة من أحدهما شرحا.
نطق تاج بصوت متعب صاحبته رعشة،
- نحن عائلة.
- حقا؟!

استقام بدر أمام أخيه، و مسافة خطوة واحدة تفرق بينهما.
- أ لستُ إبن الخائنة التي خانت زوجها السلطان مع أحد الجنود، فأنجبتني منه؟

أجاب تاج و عيناه المتأسفتان ترفضان الإلتفات عن عيني أخيه القاسيتان،
- أنت ابن إنسانة وقعت في حب إنسان غير الذي اختارته التقاليد لأجلها، فأخطأت. و من هذا الذي لا يخطئ؟ لكن أفضلنا من يعترف و يطلب التوبة. هكذا يقول أبي. هكذا يقول أبوك.

رفع حاجبيه كالمدهوش،
- أبي؟!
- أوليس أبا من يحن و يربي و يعلم طفلا، حتى و إن لم يكن إبنه؟

افتر ثغر بدر عن ضحكة ساخرة، ثم التفت إلى وردة، و التي كانت تائهة الملامح، لا تدرك لحوارهما معنا.

أشار ولي العهد إليها،
- أرى أن أميرتك لم تفهم شيئا من حديثنا هذا.
- أرجوك يا بدر أن تتركها خارج ما تخطط له.

هز رأسه رفضا بكل بساطة،
- لا أظن ذلك.

و بإشارة من يديه، أسرع جندي و سحب وردة بعيدا عن تاج. حاول الأمير التمسك بها لكنه وجد نفسه كذلك مقيدا، لحظة كتّف جندي من الخلف معصميه بيديه القويتين.

الأميرة و الجنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن