. الفصل الثالث عشر .

628 85 38
                                    


استغرق المسافران بضعة أيام و ليال لبلوغ أقرب مدينة على طريقهما.

و بعد سير دام طويلا، لمح تاج من بعيد، عند مدخل المدينة، بيتا صغيرا جدرانه من حجارة بيضاء، رمادية و سوداء، و بابه من خشب أحمر.

اتجه نحوه بعد أن أعلم وردة قائلا،
- لقد وصلنا.
- مدينة السنديان؟

أومأ قائلا،
- فلنسأل أهل هذا البيت عن موقع خان المدينة.

وافقت الأميرة، ثم لحقت برفيقها حتى وصلا إلى حديقة الكوخ الأمامية المتواضعة. و ما أن نزلا من على ظهر حصانيهما، حتى خرجت من الحديقة الخلفية للمنزل امرأة عجوز.

كانت في ثوب طويل أبيض و على رأسها غطاء يماثل الثوب في اللون، و يسمح لبعض خصلاتها الرمادية الأمامية بالظهور. و كانت تحمل في يدها قفة تجمع فيها بعض الخضار و الأعشاب.

تقدمت العجوز نحو الواقفين بالقرب من الباب، فتقدم تاج و وردة بدورهما نحو ها ملقيان التحية، فردت عليهما بأحسن منها و ابتسامة لطيفة على وجهها، ثم سألتهما عن حاجتهما، فسألها تاج عن موقع خان المدينة.

أشارت العجوز إلى بيتها مقترحة،
- يمكنكما المكوث في بيتي إن اردتما.

أجابت وردة معتذرة،
- لا بأس، عمتي. لا نريد ازعاجك. من الأفضل أن نذهب إلى الخان.

هزت العجوز رأسها نفيا،
- لن تزعجاني بشيء أبدا! بل على عكس تماما. سأكون سعيدة جدا بمكوثكما في منزلي، فلقد مللت وحدتي هذه.

تبادل تاج و وردة نظرةً تفضح ترددهما، فاقترحت المرأة محاولة اقناعهما،
- أُدخلا و شاركاني طعام الغداء على الأقل، ثم عندها قررا.

نقلت وردة عينيها بين تاج و المرأة العجوز، ثم أخيرا أومأت،
- حسنا! شكرا لك، عمتي.

اتسعت ابتسامة العجوز و أشرق وجهها ذي البشرة المجعدة قليلا، و تقلصت عيناها اللطيفتان حتى كاد لون بؤبؤتيها الرمادي الجميل يختفي تحت جفنيها.
- العفو يا ابنتي.

ثم فتحت باب بيتها، وهي تسألهما عن اسميهما، فأجاباها، ثم دخلا من بعدها.
قالت،
- و أنا اسمي مرجانة.

ردت وردة قائلة،
- تسرنا معرفتك، يا عمة مرجانة.

اتجهت مرجانة يمينا و فتحت النافذة، ثم يسار الباب و فتحت نافذة ثانية، فاستدعت ضوء الشمس إلى قلب منزلها، ليكشف عن جمال بساطة فراشه من زرابي مزخرفة، و مخدات مطرزة للجلوس، على الأرض، و ما يشبه ستائر ملونة، متدلية من السقف، و على الجدران.

الأميرة و الجنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن