. الفصل السادس و الثلاثون .

531 81 28
                                    


قضى السجناء الثلاثة اليوم بطوله في الزنزانة، و قد اختلط نهارهم بليلهم وسط تلك الظلمة الدامسة.

كان تاج نائما، عندما جلست وردة تضمد جروح هازار بقطع ثوب مزقتها من ملابسها.
- أ حقا لا تريد من لمار أن تحضر لك أعشابا تعالج بها هذه الجروح؟

أجاب و هو يتأمل ملامحها بابتسامة صغيرة،
- سيشك بدر بأن جنيا ما بجانبنا. لا أريده أن يشك في أي شيء.

أومأت و هي لاتزال تركز على تضميد إصاباته، بينما كان يدرس كل معلم من معالم وجهها.
همس قائلا،
- أحسد تاج.. كما لم أحسد أحدا من قبل.

رفعت عينيها إليه، فابتسم لها ثم أشاح بنظره بعيدا.
استفهمت،
- ما الذي.. تقصده؟

طأطأ برأسه قليلا،
- وجودك بجانبه. يجعلني أحسده.

أخذ نفسا،
- لكن.. تستحقين شخصا جيدا مثل تاج. لهذا بالضبط، لا أستطيع أن أنافسه.

أطالت النظر إليه، فالتفت إليها، بعد أن شعر بعينيها عليه طويلا.
تبادل الإثنان نظرات هادئة لمدة قصيرة، قبل أن تهمس وردة قائلة،
- لست شخصا سيئا يا هازار.
- و لستُ جيدا أيضا.
- لماذا تظن ذلك؟
- أنا ساحر يا وردة. ما الجيد في ذلك؟

سكتت عن الكلام وهي تتفحص ابتسامته الساخرة التي اعتلت محياه لبرهة قبل أن يتمم قائلا،
- و لا أظنني سأقدم على أي خطوة جيدة قريبا.
- ما الذي تعنيه بكلامك هذا؟

فتح شفتيه الحائرتين لكن ما من كلمات تخرج من فمه.
خيم الصمت لمدة دقائق طويلة قبل أن يتمكن من الكلام.
- اقتربت من بدر الملوك.. لأجد نقطة ضعفه.. و أقتله.
- لقد قتل والدك. أفهم.. رغبتك في الإنتقام منه.

أومأ ثم أتمم،
- أردت أن أنتقم. و بشدة. لكن عندما علمت بقصته، فكرت في أن أمنحه فرصة، لعله يعود إلى رشده.

تنهد في صمت،
- لكنه فقد عقله تماما.
- كيف حصل على الخاتم المزيف على أية حال.
- كنت أرتديه لأستدرجه. و عندما لاحظه حول اصبعي، أخبرني بأنه كان يبحث عنه. سألني عن التعويذة، فأخبرته بأن ما بحوزتي تعويذة ناقصة، و شرحت له بأن الخاتم لن يجلب سوى الدمار، لكنه لم يصدقني.
- يومها في خان النسيم، عندما تشاجرتما، أ كان ذلك بسبب الخاتم؟

هز رأسه إيجابا،
- إنهمني بأنني أعرف طريقة تنفيذ التعويذة و أنني كذبت عليه في ما قلته. و يومها، عَلِمت أنه لن يعود إلى رشده.
- إذا.. ستقتله؟

التزم المنجم الصمت متفاديا النظر إلى عيني وردة.
- ما رأيك أن توقفه عند حده.. دون أن تؤذيه؟

الأميرة و الجنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن