- أهكذا..
ثم رفع بصره إليها،
- تعاملين حبيب طفولتك؟!أمال رأسه بطريقة لطيفة ثم أضاف بعد أن درس تعابير وجهها المصدومة جيدا،
- لماذا تهربين مني؟تفقد وجهه بكلتا يديه و هو يتصنع ملامح متسائلة،
- أ يخيفك شكلي؟! لم أعد ظريفا؟!ثم هز رأسه متذكرا، و قهقه قائلا،
- آه! تذكرت! لقد نفاني سلطان الجان من مملكته، و لا يجوز لأفراد شعبه الإقتراب مني!ابتلعت لمار ريقها و قطرات الدموع تتساقط من عينيها اللتان ترفضان الإلتفات عن عينيه.
قالت بصوت ضعيف، و هي تمسح خديها،
- ظننتك.. ميتا.رفع حاجبيه ضاحكا،
- ميت؟! أ هذا ما أخبر به السلطان طفلته الصغيرة؟أسرعت و مسحت دموعها عن خديها،
- لا تلمني على أخطاء والدي يا ضرغام.فتح ثغره المتبسم استعدادا للكلام، لكنه تراجع عن ذلك و عض على شفته السفلى و هو يبادلها النظرات لمدة.
- تذكرت كم أحب مناداتك لإسمي بصوتك اللطيف ذاك!
- لا تغير الموضوع يا ضرغام.اكتفى بابتسامة صغيرة، منتظرا منها بقية الحديث،
- نفاك والدي ظلما بسبب تمرد أبيك عليه.أخذت نفسا و هي تتأمل ملامحه الهادئة،
- لكن لا تكن مثله يا ضرغام. لا تحقد علي بسبب ما فعله أبي بك.أومأ موافقا،
- كلام منطقي!ثم تعانقت نظراتهما طويلا، في صمت، إلى أن أشاحت لمار بنظرها في ارتباك.
قالت،
- جئت لأسألك عن خاتم ملوك الجان.
- تفضلي.
- أريد أن أعرف-قاطعها متسائلا،
- إلى متى ستبقين ملتسقة بتلك القضبان؟التفتت خلفها لتجد أنها لاتزال واقفة عند المخرج، ثم عادت لنظر إليه.
فتح ذراعيه مرحبا،
- اقتربي. المكان يتسع لكلانا يا مولاتي.ترددت لمدة، ثم أخير أتخذت خطوة باتجاهه وهي تعيد عليه كلامها،
- أريد أن أعرف من الذي يسعى للحصول على الخاتم.
- ابن شهبار. و لقد حصل عليه بعد أن نجح في استدعائي.وقفت خطوتين بعيدا عنه، فمد لها يده. نقلت نظراتها المتوترة بين يده و عينيه لبضع ثوان ثم قالت،
- أجبني أولا.
- أجبتك!
- أعلم أنك تخفي شيئا.
- لا أخفي شيئا! حررني شهبار مقابل أن أحمي الخاتم و أوصله لإبنه، و ها قد أوصلت الخاتم له! هذا كل شيء.احتدت عيناها و هي تحدق بابتسامته، و بيده التي تطلب اقترابها باستمرار.
- من بين كل أولائك المردة و العفاريت، لماذا أنت؟
- ماذا تقصدين؟
- كيف اختارك شهبار لحماية الخاتم، و أنت أكثر الجان حقدا على مالك الخاتم! كنت تستطيع استخدامه للإنتقام من سلطان الجان!
أنت تقرأ
الأميرة و الجني
Romanceرواية الأميرة و الجني (مكتملة) نبذة عن الرواية: تنطلق الأميرة "وردة الجنة" في رحلة إلى قصر الملك شهرمان، رغبة في مقابلة الأمير "قمر الزمان"، شاب وسيم بديع الجمال، استيقظت في منتصف إحدى الليالي لتجده نائما بجانبها، على سريرها. شاب حرَّك قلبها بحسنه و...