. الفصل التاسع و العشرون .

503 74 36
                                    

- أهكذا..

ثم رفع بصره إليها،
- تعاملين حبيب طفولتك؟!

أمال رأسه بطريقة لطيفة ثم أضاف بعد أن درس تعابير وجهها المصدومة جيدا،
- لماذا تهربين مني؟

تفقد وجهه بكلتا يديه و هو يتصنع ملامح متسائلة،
- أ يخيفك شكلي؟! لم أعد ظريفا؟!

ثم هز رأسه متذكرا، و قهقه قائلا،
- آه! تذكرت! لقد نفاني سلطان الجان من مملكته، و لا يجوز لأفراد شعبه الإقتراب مني!

ابتلعت لمار ريقها و قطرات الدموع تتساقط من عينيها اللتان ترفضان الإلتفات عن عينيه.
قالت بصوت ضعيف، و هي تمسح خديها،
- ظننتك.. ميتا.

رفع حاجبيه ضاحكا،
- ميت؟! أ هذا ما أخبر به السلطان طفلته الصغيرة؟

أسرعت و مسحت دموعها عن خديها،
- لا تلمني على أخطاء والدي يا ضرغام.

فتح ثغره المتبسم استعدادا للكلام، لكنه تراجع عن ذلك و عض على شفته السفلى و هو يبادلها النظرات لمدة.
- تذكرت كم أحب مناداتك لإسمي بصوتك اللطيف ذاك!
- لا تغير الموضوع يا ضرغام.

اكتفى بابتسامة صغيرة، منتظرا منها بقية الحديث،
- نفاك والدي ظلما بسبب تمرد أبيك عليه.

أخذت نفسا و هي تتأمل ملامحه الهادئة،
- لكن لا تكن مثله يا ضرغام. لا تحقد علي بسبب ما فعله أبي بك.

أومأ موافقا،
- كلام منطقي!

ثم تعانقت نظراتهما طويلا، في صمت، إلى أن أشاحت لمار بنظرها في ارتباك.
قالت،
- جئت لأسألك عن خاتم ملوك الجان.
- تفضلي.
- أريد أن أعرف-

قاطعها متسائلا،
- إلى متى ستبقين ملتسقة بتلك القضبان؟

التفتت خلفها لتجد أنها لاتزال واقفة عند المخرج، ثم عادت لنظر إليه.
فتح ذراعيه مرحبا،
- اقتربي. المكان يتسع لكلانا يا مولاتي.

ترددت لمدة، ثم أخير أتخذت خطوة باتجاهه وهي تعيد عليه كلامها،
- أريد أن أعرف من الذي يسعى للحصول على الخاتم.
- ابن شهبار. و لقد حصل عليه بعد أن نجح في استدعائي.

وقفت خطوتين بعيدا عنه، فمد لها يده. نقلت نظراتها المتوترة بين يده و عينيه لبضع ثوان ثم قالت،
- أجبني أولا.
- أجبتك!
- أعلم أنك تخفي شيئا.
- لا أخفي شيئا! حررني شهبار مقابل أن أحمي الخاتم و أوصله لإبنه، و ها قد أوصلت الخاتم له! هذا كل شيء.

احتدت عيناها و هي تحدق بابتسامته، و بيده التي تطلب اقترابها باستمرار.
- من بين كل أولائك المردة و العفاريت، لماذا أنت؟
- ماذا تقصدين؟
- كيف اختارك شهبار لحماية الخاتم، و أنت أكثر الجان حقدا على مالك الخاتم! كنت تستطيع استخدامه للإنتقام من سلطان الجان!

الأميرة و الجنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن