قبل طلوع الفجر، استيقط المسافرون، جمعوا خيمهم و أعدوا أحصنتهم للإنطلاق.كانت وردة تُحَمِّل فرسها بعضا من أمتعتها، عندما اقترب تاج من موقفها بخطوات مترددة. التفتت إليه، فتوقف عن السير، و ارتبكت نظراته، فأشاحت بوجهها و أعادت انتباهها إلى ما كانت تقوم به.
أكمل طريقه نحوها، لكنها لم تعره اهتماما.
وقف يراقبها لمدة، ثم أخيرا ابتلع ريقه، و نظف حلقه.
- أريد.. أريد أن أعتذر منك يا وردة.التزمت الصمت لبضع ثوان، ثم قالت بنبرة هادئة، دون أن تنظر إليه،
- عن ماذا؟
- عن ما تفوهت به أمس.ربطت آخر حقائبها بسرج حصانها، ثم استدارت إليه، و رمقته بنظرة باردة،
- و لماذا تريد أن تعتذر عن ما تفوهت به؟اقرب منها خطوة وهو يتفحص عينيها أمل في أن تلين نظرتها، وهو يشرح موقفه،
- لأنني لم أقصد ما قلته أبدا.
- و لماذا تفوهت بكلام لم تقصده؟سكت لمدة وهو يدرس عينيها اللتان لاتزالان مستاءتين، ثم اعترف قائلا،
- ضايقني.. كلامه.ثم أغلق عينيه متنهدا،
- لقد أخطأتُ يا وردة، و أرجوا أن تسامحيني.اقتربت منه دون أن تكسر اتصال نظراتهما،
- كما وعدتك أن لا أخفي عنك شيئا، و أحدثك عن ما يزعجني، عدني أيضا بأنك ستفعل نفس شيء.هدأت تعابير وجهها و هي تتحدث،
- بدل أن تنفعل بسبب ما يضايقك، و تتفوه بكلام جارح، أصدقني القول. أصدقني القول وحسب.هز رأسه موافقا،
- سأفعل. أعدك.ارتسمت ابتسامة صغيرة على محياها، فبادلها بمثلها، ثم طأطأ برأسه قليلا، فلكمت ذراعة مداعبة، و جعلته يرفع بصره إليها.
اتسعت ابتسامتها ثم اقتربت منه و ربتت على ذراعه.
- أقبل اعتذارك يا تاج.اكتفى بإيماءة صغيرة، وهو يبادلها النظرات لمدة، قبل أن يقاطعهما صياح أحد الجنود وهو ينادي على الأمير.
- مولاي، نحن مستعدون للإنطلاق.رفع تاج يده و أومأ للجندي.
- نحن قادمان.....
على الطريق، يتحدثان، و هما متأخرين عن الجنود بمسافة قصيرة، و بدر الملوك و رفيقه هازار في المقدمة.
- ما الذي يجعلكِ متأكدة.. من أن هازار ليس ابن الساحر؟
- لست متأكدة. فربما يكون ابن الساحر! و ربما يكون الخاتم بحوزته أيضا! لكنني متأكدة من أن نيته ليست سيئة أبدا.
أنت تقرأ
الأميرة و الجني
Romanceرواية الأميرة و الجني (مكتملة) نبذة عن الرواية: تنطلق الأميرة "وردة الجنة" في رحلة إلى قصر الملك شهرمان، رغبة في مقابلة الأمير "قمر الزمان"، شاب وسيم بديع الجمال، استيقظت في منتصف إحدى الليالي لتجده نائما بجانبها، على سريرها. شاب حرَّك قلبها بحسنه و...